الطريق
الأحد 19 مايو 2024 06:23 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

التسول.. مليونيرات على باب الله

انتشار كبير للظاهرة وابتكار أساليب جديدة للنصب على المواطنين

الأطفال المستأجرة وعمليات السرطان أشهر الطرق لخداع ركاب المواصلات العامة

خبير قانونى: مدة الحبس للمتسول شهران.. والإفتاء: أكل أموال الناس بالباطل

استشارى نفسى: المتسولون شخصيات سيكوباتية لا يخجلون من أفعالهم

«التسول» هو طلب المعونة كطعام ومال من بعض الناس واستعطافهم بعبارات وأساليب متعددة، وهو من الوسائل التى تجلب للمتسولين المال دون تعب بمجرد كلمات معينة، من خلال ارتداء ملابس رثة وممزقة ضمن مجموعة من الحيل التى يلجأ إليها المتسولون لخداع ضحاياهم ونيل تعاطفهم، منها حمل الأطفال الرضع ووضع جبيرة جبس فى الأيادى أو اظهار مناطق حروق أو حمل أوراق تفيد بأنهم مرضى لأمراض مزمنة، ومع تحقيق أرباح ضخمة اتسعت وانتشرت ظاهرة التسوّل وتزداد يوماً بعد يوم، لتتحول إلى مهنة يصعب السيطرة على أصحابها.

وفى المقابل، لا تهدأ الأجهزة الأمنية خاصة شرطة النقل والمواصلات عن مطاردة المتسولين الذين فاق عددهم الحدود، ومع العقوبات القانونية الواهية تستمر لعبة القط والفأر بين الشرطى والمتسول.

مئات من عمليات الضبط تتم يوميا للمتسولين، بينهم عدد كبير من سيدات يستأجرن أطفالا مقابل دفع مبلغ مالى فى اليوم لأمه وبعض الأطفال الذين ضبطوا مع متسولين تبين فيما بعد أن بعضهم مبلّغ باختطافه، وضبط تشكيل عصابى تخصص فى خطف الأطفال وإجبارهم على التسول، ما يكشف وجها آخر خطيرا لظاهرة التسول التى اقترنت بجرائم خطف واجبار على التسول وأحيانا جرائم القتل كما بينت محاضر الأجهزة الأمنية.

شيفتات للشحاتة

رصدت «الطريق» فى جولة سيدات يحملن أطفالا رضع بجوار محطات المترو وبعض الشوارع القريبة منها، لاستعطاف المواطنين والحصول على أموال منهم بداعى حاجتهم لعلاج أطفالهن وإجراء بعض العمليات، بسبب اصابتهم بأمراض خطيرة مثل «السرطان والحروق» تحتاج الى أموال طائلة، وأن تلك السيدات المتسولات يتغيرن على مدار اليوم، فهناك سيدات يظهرن من الساعة الخامسة صباحا وأخرى بعد الظهر فى إحدى إشارات المرور، وأمام البنوك والمطاعم الشهيرة.

وفى شوارع المحروسة، يتجمع عدد من الصبية والسيدات يظهر عليهم علامات التشرد يفرضون الإتاوات على سائقى السيارة لإجبارهم على إعطائهم أموالا واذا امتنعوا عن الدفع لا يسلمون من ايذائهم.

وفى السطور التالية وقائع تم ضبطها فى الفترة الأخيرة عن ضبط عدد من السيدات يتسولن بأطفال ليسوا ابناءهن ولكن يتم استئجارهم من امهاتهم .

فى القاهرة

رصدت أجهزة البحث الجنائى بمحافظة القاهرة نشاطا إجراميا لـ5 أشخاص كونوا تشكيلا عصابيا للإتجار بأطفال الشوارع واستغلالهم فى أعمال التسول واستعطاف المارة.

ونجحت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة، فى إلقاء القبض على 5 متهمين بعد أن وردت معلومات لإدارة رعاية الأحداث بمديرية أمن القاهرة، أفادت بقيام ربة منزل وبائع لهما معلومات جنائية، باستقطاب الصبية الأحداث واستغلالهم فى أعمال التسول.

فى حلوان

جريمة جديدة من جرائم استغلال الأطفال، كشفت عن ملابساتها مباحث قسم شرطة حلوان، برئاسة المقدم أحمد البندارى، بعد أن ألقت القبض على عاطل استقطب 3 أطفال وأجبرهم على عدم العودة إلى أسرهم تحت تهديد السلاح، مقابل استغلالهم فى أعمال التسول.

شقيقان يستقطبان الأطفال للتسول

جريمة جديدة من جرائم الاتجار بالبشر، أقدم عليها شقيقان فى القاهرة، عندما قاما باستقطاب أطفال الشوارع واستغلالهم فى تكوين شبكة واسعة من المتسولين بشوارع وسط المدينة، قبل أن تلقى مباحث القاهرة القبض عليهما بإشراف اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة.

من جهته، يقول الدكتور جمال فرويز ‏استشارى الطب النفسى‏، إن اضطراب بعض الشخصيات ناتج عن الانحدار الثقافى.

وأضاف فرويز فى تصريحات خاصة للطريق، «فى بعض الشخصيات يكون هناك انحدار قيمى وانحدار أخلاقى، ازدواجية دينية بالكلام واللبس الدينى، أى الشكلى وعدم الالتزام السلوكى الدينى، لذا ستجد كثيرين وكثيرات يلجأون للتسول للحصول على الكسب للسريع بدون مجهود لانه مثل النصب، ولكن النصب باسم الدين والرحمه والانسانية».

وأشار فرويز، إلى أنهم شخصيات مضادة للمجتمع سيكوباتية بهم سلبية ولا مبالاة، وليس لديهم مشاعر ولا أحاسيس، وتكرار الأخطاء المستمرة فى جميع الظروف.

وفى السياق نفسه، قال المستشار القانونى، فهمى بهجت، إن التسول منتشر من قديم الزمن، وهى ظاهرة لها أسباب كثيرة، مضيفا أن التسول منتشر فى كل المواصلات العامة والطرق، إلا أن المشرع المصرى لم يترك مثل ذلك الفعل إلا ووضع له عقوبة، نظرًا لما يتركه من آثار سلبية وأضرار للمجتمع والمواطنين.

وأشار الخبير القانونى الى ان اجهزة الأمن لها الكثير من المجهودات فى هذا الشأن.

السايس.. تسول بالقوة

أوضح بهجت، أن ظاهرة السايس إحدى صور التسول، التى لو تم تقنينها فإنها سوف تدر المليارات على خزينة الدولة مثلما يحدث فى الدول الاوروبية وبعض الدول العربية المتقدمة مثل الامارات.

عقوبات التسول

أكد المستشار القانونى، فى تصريحات خاصة للطريق، أن القانون 49 لسنة 1933، من قانون العقوبات نص على عدد من المواد لمكافحة ظاهرة التسول.

حدد فى المادة «1» من أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكرًا كان أم أنثى يبلغ عمره خمس عشرة سنة أو أكثر وجد متسولاً فى الطريق العام أو المحال العمومية، ولو ادعى أو تظاهر بأداء خدمة للغير أو عرض ألعاب أو بيع أى شىء.

مادة (2): يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز شهرا كل شخص غير صحيح البنية وجد فى الظروف المبينة فى المادة السابقة متسولاً فى مدينة أو قرية لها ملاجئ وكان التحاقه بها ممكنًا.

مادة (3): يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة شهور كل متسول فى الظروف المبينة فى المادة الأولى يتضح الإصابة بجروح أو عاهات أو يستعمل أية وسيلة أخرى من وسائل الغش لاكتساب عطف الجمهور.

مادة (4): يعاقب بالعقوبة المبينة فى المادة السابقة كل شخص يدخل بدون إذن فى منزل أو محل ملحق به بغرض التسول.

مادة (5): يعاقب بنفس العقوبة كل متسول وجدت معه أشياء تزيد قيمتها على مائتى قرش ولا يستطيع إثبات مصدره.

مادة (6): يعاقب بنفس العقوبة: كل من أغرى الأحداث الذين تقل سنهم عن خمس عشرة سنة على التسول.

كل من استخدم صغيرا فى هذه السن أو سلمه لآخر بغرض التسول وإذا كان المتهم وليا أو وصيا على الصغير أو مكلفا بملاحظته تكون العقوبة بالحبس من ثلاثة شهور إلى ستة شهور.

مادة (7): فى حالة العودة تكون عقوبة الجرائم المنصوص عليها فى هذا القانون الحبس مدة لا تجاوز سنة.

كما قال الخبير الأمنى وائل .م إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط العناصرالإجرامية المشتركة فى عملية التسول وإجبار الأطفال على الشحاذة، وتقديمها لجهات التحقيق لمحاسبتها.

وأشار الخبير الأمنى، إلى أن جهود وزارة الداخلية على مستوى الجمهورية، مازالت مستمرة للقضاء على تلك العصابات نهائيا.

وأضاف أنه على المواطنين دور كبير من أجل مواجهة تلك العصابات، بابلاغ الشرطة عن أى شخص أو سيدة، تستأجر أطفالا حديثى الولادة للتسول وتستعطف المواطنين بهم خاصة الأطفال الذين يظهر عليهم علامات التعذيب والملابس الممزقة، مثلما حدث فى حلوان ومنطقة شبرا الخيمة وعليهم الحذر من الحيل التى يسوقها هؤلاء المحتالون لجذب استعطافهم والاستيلاء على أموالهم، والتفرقة بين المستحق وغير المستحق.

محرم

كما أوضحت دار الإفتاء عن حكم التسول، أن أصل التَّسَوُّل فى اللغة: استرخاء البطن، وحرمته باعتباره طلب الرزق عن طريق الخديعة من الناس وليس عن حاجة ويتعارض معه الحياء الذى يعد شعبة من شعب الإيمان، كما يعد أحد صور أكل مال الناس بالباطل.