الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 09:17 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في زمن الكورونا| مسحراتي ينبه الصائمين بالطبلة والأناشيد.. عم سيد: ورثتها عن أبي ووصيت بيها ابني

المسحراتي
المسحراتي

"اصحى يا نايم وحد الدايم".. جملة يقولها رجل يرتدي جلباب، يمسك "طبلة" أو ما يشبه أغطية الأواني، وقد يمسك في يده مسبحة، يطوف البلاد طوال الثلاثين يوما في شهر رمضان، لينبه الصائمين بموعد السحور، واقتراب ميعاد أذان الفجر، ويذكر الأهل والأحباب بذكريات الشهر الكريم.

إنه "المسحراتي" الذي يجوب القرى والمناطق الشعبية حاملا على عاتقه مسؤولية تذكير الناس بوجبة السحور، بالطبل وبعض الأناشيد الدينية، برغم الخوف من انتشار وباء كورونا المستجد.

سيد أبو سريع، تاجر خضار، معروف في بلدته برنشت التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة، يحصل على دخل جيد من تجارة الخضار، لكن في شهر رمضان يتخلى عن ذلك كله، ويعود لجلباب والده القديم، ويشد العمامة على رأسه معلنا عن خروجه لتذكير المسلمين بوجبة السحور على الطريقة القديمة، باعثا الفرحة في قلوب الأطفال بما يتغني به من كلمات دينية وأدعية.

ورث عم سيد المهنة أبا عن جد، ورفض أن يتخلى عنها على الرغم من اندثارها، كما وصى ولده بالحفاظ عليها في رمضان بعد وفاته، فهو يعلم أن الوسائل التكنولوجية الحديثة أصبحت تنبئ الناس باقتراب ميعاد أذان الفجر أفضل من المسحراتي، لكنه لم ولن يترك عادة والده قط.

ويخرج المسحراتي كل يوم من منزله في تمام الساعة الواحدة ليلا، يحمل بيديه قطعتين تشبهان أغطية الأواني، يضرب بهما على بعضهما حتى يخرجا صوت معروف لدى سكان القرية، يجول كل شوارعها مرددا أسماء سكانه، فهو على معرفة بكل الأماكن في قريته.


اقرأ أيضا: تعرف على خصال ضمن بها الرسول للمسلمين دخول الجنة

 

يخرج إليه الأطفال بمجرد سماع صوته قادما من بعيد، يصفقون على ما يقوله، يبتسمون له ابتسامات كبيرة في فرحة وبهجة، ويطلب كل منهم أن يقول اسمه في أغنيته فينفذ طلبهم بصدر رحب، وعلى وجهه ابتسامة الرضا.