الطريق
السبت 27 أبريل 2024 04:49 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الجيش الأبيض في مصر القديمة.. حارب الأوبئة وأجرى العمليات الجراحية وعالج البلهارسيا واكتشف الأدوية

الطب في مصر القديمة
الطب في مصر القديمة

"جيش مصر الأبيض" لقبٌ التصق بالأطباء خلال الفترة الماضية نتيجة الحرب الطاحنة التي يخوضونها ضد فيروس كورونا المستجد، التضحيات التي يقدمونها من أجل حماية المواطنين وإنقاذهم من الفيروس الغامض القاتل، وعلى مدار التاريخ كان الجيش الأبيض في مصر حائط صد قوي ضد الأوبئة والأمراض، فمنذ عهد الفراعنة عرفت مصر الطب والدواء والتعقيم وكييفية محاربة الأوبئة.

كلمة طب تعود في الأساس إلى المصريين القدماء، حسب الباحث الأثري والتاريخي أحمد عامر، لافتًا إلى أن كلمة طبيب كانت تنطق "زين"، ثم أصبحت تكتب "سونو" فى مرحلة أحدث، ثم تحولت فى اللغة القبطية إلى "سينى"، ومنها اشتقت كلمة "ميتسنى" بمعنى "طب"، التى أخذتها اللغات اللاتينية وحولتها إلى "medecin" بمعنى طب.

وأضاف لـ"الطريق" أنه كان هناك ثلاثة طوائف من الأطباء فى مصر القديمة، وهم "سنو" أي الأطباء الباطنيون، و"سخمت" أي الجراحون، و"ساو" وهم الأطباء الروحانيون، وكان يوجد أخصائيون للعيون والفم والأسنان، وآلام المعدة ومشاكل الشرج، حيث ثبت أن قدماء المصريين كان بينهم أطباء كتبوا وصفات طبيهة وأجروا عمليات جراحية، وثبت أيضاً أن مهنة الطب كانت موجوده منذ 3000 ق.م بأطباء مارسوها منذ الدولة القديمة في مدينة "سايس" التي كان بها أقدم جامعة للطب القديم في العالم.

كلمة "طب" أصلها مصري.. والفراعنة عالجوا الأسنان وأمراض النساء

وتابع أن المصريين القدماء عرفوا علم الكيمياء ومنه اكتشفوا مواد التخدير، كما عرفوا الوخز بالإبر والذى معروف فى أيامنا هذه الإبر الصينية، واستخدموها فى إجراء العمليات الدقيقة مثل أورام المخ وغيرها، كما عرفوا المضادت الحيوية واستخرجوها من فطر الخبز المتعفن، كما أنهم أول من عرفوا زراعة الأعضاء، وخيوط الجراحات، واستخدموا الطب البديل والتداوي بالأعشاب، كما عرفوا علاج لحالات الإمساك، ومعالجة آلام الرأس وقرحة المعدة، والأمراض الجلدية، وعرفوا العلاج بالحجامة قبل العرب، والعلاج بالكي، و طرق تشخيص الحمل وكرسي الولادة، وآلام الأسنان أثناء الحمل وأمراض النساء والمراهم والأدوية المستحضرات.

اقرأ أيضًا: مواطنون للأطباء: ”على قلب رجل واحد حتى نتخلص من أزمة كورونا”

وأكد أن المصريين القدماء عرفوا "البلهارسيا"، حيث كان أكثر الأمراض إنتشارا، وصنعوا تركيبات لعلاجها أشهرها "كبريتيد أنتيمون"، كما تمكنوا من التوصل لعلاج لمرض المياه البيضاء، وإجراء عملية لها، كما استطاعوا التوصل لعلاج لأكثر من 20 مرضا للعيون، وبرعوا في علاج الأسنان وعمل التركيبات والحشو وخلع الأسنان، وعلاج الكسور والجروح، أما الأمراض التي لم يعرفوا لها علاجًا، كان مرض "الطاعون" الذي انتشر في عهد الدولة الوسطى لمده 40 عاماً.

المستشفى عند المصريين القدماء كان اسمها " دار الشفاء"، وهناك العديد من البرديات تحدثت عن معجزات الفراعنه منها بردية "إدوين سميث" الجراجية التي عُثر عليها بمدينة الأقصر والتي تصف حالات لجروح الرأس والأنف والأذن والشفاه والرقبة والحلق والكتف والصدر والثدي والعمود الفقري ومجموعها نحو 48 حالة، و"بردية كاهون"، و"بردية لندن".

المستشفى كانت تسمى دار الشفاء.. وبعض الأطباء خلطوا الطب بالسحر في العلاج

مبادئ الفحص الطبي عند المصريين القدماء كانت كما هي الآن، وكان الأطباء المصريون علي درجة كبيرة من دقة الملاحظة حيث عرفوا المعاينة والجسَّ والتشخيص والعلاج الذي كان يشمل وسائل طبيعية وكميائية وحيوية، أما عن مسببات المرض فقد اعتبره المصريين القدماء نتيجة لعوامل خارجية مثل الهواء والديدان وعوامل نفسية أو أسباب غامضة أو من المعبود أو من السحر ومجرد التعرض للهواء يُعتبر سبباً من أسباب المرض وكانت هناك بعض الأجسام التي لديها إستعداد للمرض.

وأشار إلى أن الطب اختلط ، بالسحرعند بعض الأطباء، وعالجوا أمراضا كثيرة بعلوم الطب وفنون السحر، حيث ذكرت بردية "إيبرس" رقية كانت تستخدم للشفاء تقول "اخرج أيها الزكام، اخرج يا ابن الأنف المزكوم يا مُتلف الجمجمة"، وكان الأطباء يتمتعون بمستوي عالٍ من الكفاءة وعلي درجة عالية من العلم، وكانت هناك درجات منهم، حيث تذكر نصوصهم أن كلمة "swnw" تعني "طبيب" والأعلي منه مركزاً يُسمي "imy-r swnw"، ورئيس الأطباء "wr-swnw"، ومفتش الأطباء "shd-swnw".

وكان أطباء مصر القدييمة يرون أن المعبودة "سخمت" تستطيع في أن تُبلي بالمرض الذي يؤدي إلي الموت وكان يُسمح لكهنتها بالتدخل في صالح من عاقبتهم وكان من أشهر كهنتها "ني-عنخ-رع" طبيب وكاهن "سخمت" ويبدو أن بعض الأطباء كانوا كتبة حتي تكون لديهم مقدرة علي أن يقرأوا المراجع الطبية، وأول طبيب عُرف في التاريخ كان يُسمي "حسي-رع" "hesy-re" وكان أخصائي أسنان وكان يعيش في زمن الملك "زوسر" ومقبرته اكتشفها الكاتب الملكي المعروف للملك كاهن "حورس" رئيس مهندسي الملك.