الطريق
الإثنين 17 يونيو 2024 01:01 صـ 10 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

يوم النحر.. أسرار وبركات «النسك الأعظم» في حياة المسلمين

الحرم الشريف
الحرم الشريف

يوم النحر هو اليوم العاشر من ذي الحجة الذي يعد من أعظم أيام المشهودة التي يحرص المسلم فيها؛ على التقرب إلى الله تعالى وطلب مرضاته، وسمي هذا اليوم بـ يوم النَّحْرِ؛ لكثرة الأعمال العظيمة التي تؤدي فيه؛ من الوقوف بمُزدلفة، وطواف الإفاضة، وصلاة العيد، والحلق، ورمي جمرة العقبة، وذبح والأضاحي، والنَّحر من أعظم الأعمال عند الله -سبحانه-، والتي تُؤدى بعد صلاة العيد؛ أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا).

الحجاج يستعدون لجمرة العقبة الكبرى صباح يوم النحر - بوابة الشروق ...

كما يعتبر هذا اليوم عيدٌ من أعياد المسلمين، وحيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إِنَّ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ، هُنَّ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُنَّ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ". وسماه الله تعالى "يوم الحج الأكبر"، في قوله تعالى: "وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ"، كما يعتبر من أعظم الأيام بالعام عند الله، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ"، المراد بـ"يوم القَرِّ" بفتح: اليوم الذي يلي يوم النحر".

التضحية من الأعمال المحببة عند الله

من الأعمال المحببة عند لله في تلك الأيام العشرة من ذي الحجة إهراق الدم حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً"؛ فيما تسأل الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- النبي عن سنة الأضحية وثوابها، فأجابهم بقوله: "سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ" قَالُوا: "مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ: "بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ".

لذا وجب مراعاة آداب التضحية التي منها: التسمية والتكبير، والإحسان في الذبح بحدِّ الشفرة وإراحة الذبيحة والرفق بها، وإضجاعها على جنبها الأيسر موَّجهة إلى جهة القبلة لمن استطاع.

اقرأ ايضا : علي جمعة: ”حرام شرعا” سن السكين بالقرب من الأضحية

الحكمة من الأضحية

تتمثل الحكمة والموعظة التي لابد على المسلم أن لا يغفل عنها، المتمثلة في تعظيم الله تعالى، والامتثال لأمره سبحانه "لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِين".

ومن سنة الأضحية أن يوسع المسلم (المضحي) على جيرانه، وأقاربه، وعلى فقراء المسلمين، وعلى نفسه، حيث يسن له أن يقسمها أثلاثاً؛ فثلث لنفسه وأهله، وثلث لجيرانه وأقاربه، وثلث للفقراء والمساكين، ومما يؤدي لنشر المحبة ورجوع الألفة والوداد بين الأقارب والأهل والجيران، بل إن شئت فقل بين عموم المسلمين، والمسلم مأمور بصلة الرحم وخصوصاً في الأيام المباركة.