الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 05:21 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لماذا عارضت إسرائيل تصريحات ترامب حول قصف مصر لسد النهضة؟ (خاص)

سد النهضة وإسرائيل
سد النهضة وإسرائيل

علقت إسرائيل على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سد النهضة، وما إذا كان إتمام هذا المشروع الإثيوبي، هو بوابتها الشيطانية لتحقيق أطماعها في قارة إفريقيا أم لا.


تصريحات ترامب

أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الشهر الجاري بتصريحات نارية حول قضية سد النهضة، مؤكدا أن إصرار إثيوبيا على إتمام هذا المشروع سيشكل خطورة على حصة دول المصب مصر والسودان.

اقرأ أيضا: ترامب يحذر إثيوبيا: مصر ستفجر سد النهضة (فيديو)

وأشار ترامب إلى أن مصر من الصعب أن تعيش دون نهر النيل، وإذا فكرت في تدمير هذا السد فلن يلومها أحد، لأنها بهذا الشكل تدافع عن حصتها في مياه نهر النيل.

رفض إسرائيلي

الرد الإسرائيلي على تصريحات الرئيس الأمريكي جاء من خلال نائب وزير الأمن الإسرائيلي، جادي يافاركان، الذي طالب الولايات المتحدة بأن تتمتع بالحياد في قضية سد النهضة والمحادثات الجارية بين مصر وإثيوبيا .

ودافع يارفاركان عن حق إثيوبيا في بناء السد، مشيرا إلى أن التدخل في أيا من قرارتها أو شؤونها الداخلية يتنافى مع معايير القانون الدولي، مؤكدا أنها لها الحق في إتمام أي مشاريع ترى أنها ستساعد على تنمية أراضيها وتغير حياة مواطنيها للأفضل.

وتأتي هذه المستجدات بعد المباحثات التي أجراها الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بعد إعلان السودان التطبيع مع إسرائيل، وأكدا الطرفان على ضرورة التوصل لحل ودي للخلاف الحالي بين دول المصب بشأن سد النهضة.


العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي ورئيس موقع الترجمة الإلكترونية بقناة النيل الدولية منير محمود، أكد أنه لابد من الالتفات أولا أن انتقاد أي مسؤول إسرائيلي للتصريحات الواردة على لسان الرئيس الأمريكي لا يعني أن هناك اختلاف في السياسات بين أمريكا وإسرائيل، مشيرا إلى أن التصريحات الواردة على لسان المسؤولين الأمريكيين أو الإسرائيليين لتداولها في الإعلام يكون الهدف منها معرفة رد الفعل الذي سيحدث بسببها في المنطقة.

اقرأ أيضا: عاجل | اعتراضا على تصريحات ترامب بشأن سد النهضة.. إثيوبيا تستدعي السفير الأمريكي

وأضاف محمود في تصريحات لـ "الطريق" أن إسرائيل تسعى لترسيخ تواجدها بقوة في القارة الإفريقية وتستغل أي فرصة لتحقيق هذا الهدف، خاصة أنها تبحث عن موطئ قدم في منطقة حوض النيل، فهذا يشكل أولوية في السياسة الإسرائيلية.

الصراع على المياه

وأوضح، أن تركيا وإيران وإسرائيل يدخلون في صراع مع مصر، فكل واحدة منهم تريد فرض سيطرتها على المياه ومصادر الطاقة، فهناك صراع قوي على هذا المحور بقوة، موضحا أن إسرائيل بالتحديد حققت استفادة قوية من مصادر المياه التابعة لسوريا ولبنان وفلسطين وهي الدول التي احتلتها وفرضت سيطرتها عليها منذ 1967، مما يثبت أن إسرائيل ليس لديها فقر مائي كما يظن الكثيرون.

وأكد الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي أن إثيوبيا تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل ومن خلالها ستتمكن من حماية مصالحها التي تتعلق بمصادر المياه، مشيرا إلى أن السدود التي تحاول إثيوبيا إنشائها تتم بإشراف من مستثمرين من الصين وإسرائيل.

تصريحات ترامب لدى إسرائيل

وتابع أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سد النهضة، ربما يكون هدفه منها إظهار قوته للعالم، وأنه قادر على توجيه أي رسالة حاسمة مهما كانت خاصة أنه يدلي بهذه التصريحات قبل وقت بسيط من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وربما يريد أن يوجه رسالة تحذير لإثيوبيا خاصة وأنها لم تلتزم بالمعاهدات التي أشرفت عليها أمريكا لحل أزمة سد النهضة، وهنا طالما التصريحات الإسرائيلية التي خرجت هذه المرة للرد عليه تأتي من رمز يمثل القوة العسكرية، فهذا يعني أنه يريد أن ينبه الرئيس الأمريكي بشكل علني أنه ليس من المناسب الآن الإدلاء بمثل هذه الرؤى حتى لا تتأجج الأوضاع بين مصر وإثيوبيا، خاصة في ظل اهتمام المحافل الدولية والاتحاد الإفريقي بقضية سد النهضة، مؤكدا أن استقرار الأمور الآن يصب في صالح إسرائيل.

اقرأ أيضا: قبل تفجير سد النهضة.. مصر توافق على المشاركة فى اجتماعات الفرصة الأخيرة

وقال الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي: إن "إسرائيل تريد أن ترسخ اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها مؤخرا مع العديد من الدول العربية، خاصة السودان لأنها تقع تقع ضمن حوض النيل، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه ليس من مصلحته حدوث أي أزمات في المنطقة فهو يريد تحقيق المزيد من الإنجازات لكي يخرج من طوق الأزمات الذي حاصره، والمتمثل في المطالبات الشعبيه برحيله لتورطه في العديد من عمليات الفساد.

الموقف المصري

واختتم منير محمود بالقول: إن "مصر هي صاحبة القرار النهائي، وهي تدرس أي تصريح نابع من أمريكا أو إسرائيل بعناية وتقوم بتحليله ووضعه في سياقه المناسب لكي تكون في مكان الفعل وليس رد الفعل، وهي لا تنجرف وراء أي كلمة تقال طالما أن ذلك لن يصب في مصلحة الشعب اقتصاديا وسياسيا".