الانهيار السعيد| البترول يخسر ومصر أكبر الرابحين.. هل استغلت الدولة انخفاض أسعار النفط لتأمين مخزونها؟

انهارت أسعار النفط خلال الشهور الماضية بفعل جائحة كورونا، ووصل النفط لأدنى مستوياته منذ 18 عاما، ووفق بيان صادر من الاحصاء، فقد ارتفعت قيمة وارادات مصر البترولية في أغسطس 2020 لنحو 67%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفعت وارادات الأدوية والألبان، وتراجع الميزان التجاري للبلاد، ووفقا لتحليلات الخبراء، فإن انهيار النفط كان أشبه بالانهيار السعيد للبلاد المستوردة للبترول، وضربة موجعة للبلاد المنتجة.
وفي هذا السياق قال المهندس يحي توفيق الخبير البترولي، لـ"الطريق"، إن واردات مصر من البترول شهدت ارتفاعا كبيرا بنحو 67% في 2020، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن هناك عدة مشاريع قومية ضخمة، أنهتها البلاد في العالم الحالي، ولكن تكلفة الوارادات البترولية لم تكن كبيرة، بسبب الانخفاض الهائل في أسعار البترول.
وتابع الخبير البترولي، أن أسعار البترول، وصلت لأدنى مستوياتها منذ 18 عاما، لذلك نستطيع الجزم وفقا للأرقام، أن مبلغ استيراد البترول الخام في 2020 بالرغم من الكمية الهائلة التي استوردتها مصر، لم يكن بذلك الارتفاع لوكانت الكمية التي تم استيرادها في العام الحالي، هي نفسها الكمية التي استوردتها البلاد في 2019.
هل استغلت مصر انخفاض البترول؟
يرى الدكتور أحمد زهران الخبير البترولي، في حديثه مع "الطريق"، أن أسعار البترول المنخفضة في الفترة السابقة، تبعها استيراد كمية كبيرة من البترول الخام، لأن البلاد لديها مشاريع عديدة يجب تنفيذها، بجانب الصناعة.
وأكد الخبير البترولي، أن أسعار البترول كانت منخفضة لنحو كبير، ويمكن القول أن البلاد استوردت تلك الكمية المرتفعة لتخزينها، والاستعانة بها في المشروعات المختلفة، لأن ذلك سيوفر على البلاد الكثير.
اقرأ أيضا: بيكر هيوز: ارتفاع منصات التنقيب عن النفط إلى 221 منصة في الولايات المتحدة
بينما قال مصطفى محمود الخبير الاقتصادي، لـ"الطريق"، إن المستفيد الأكبر من انخفاض أسعار النفط هي الدول المستوردة له، أم الدول المنتجة فهي الخاسر الأكبر، لأن الأسعار انخفضت في الشهور السابقة، حتى إن تكلفة إنتاج النفط كانت أعلى من سعر بيعه.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن إنتاج مصر من النفط يغطي نحو 70% من السوق المحلي،وتسعى البلاد خلال الفترة القادمة لزيادة الإنتاج البترولي، ليغطي جميع حاجة السوق، مؤكدا أن الأسعار ستنخفض للمصانع خلال أيام، مماسيشجع الصناعة وهذا مايحتاجه السوق في الفترة الراهنة.
وأكد محمود، أن ارتفاع واردات الصيدلة والأدوية أمر طبيعي، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
لماذا تراجع الميزان التجاري؟
يرى الدكتور طارق حماد الخبير الاقتصادي، أن التراجع في الميزان التجاري، بسبب انخفاض التبادل التجاري والوارادات والصادرات، بين مصر وعدد من البلدان، وذلك بفعل جائحة كورونا، والحظر الكامل.
وتابع الخبير الاقتصادي، أن الانخفاض في أسعار النفط، وإغلاق المصانع، أدى لتراجع التبادل الاقتصادي العالمي، كما أن عودة بعض الدول لظروف الحظر الشامل والغلق مرة أخرى، سيعمل على تراجع الميزان التجاري مرة أخرى.
ارتفاع واردات الألبان والزيوت
قال سيف نادر الخبير الاقتصادي، لـ"الطريق"، إن ارتفاع واردات الألبان والزيوت، كان بسبب سد العجز في الإنتاج، وتوفير السلع اللازمة للمواطنين، تحسبا لأي ظروف.
وتابع الخبير الاقتصادي، أن ارتفاع واردات كان من السلع الهامة التي تهم السوق، مثل الجرارات والبترول والالبان.
جدير بالذكر، أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قال اليوم السبت، أنه خلال شهر أغسطس 2020، ارتفعت قيمة واردات البترول الخام بنحو 272.9 مليون دولار، مقابل 162.7 مليون دولار في نفس الشهر عام 2019، بنسبة ارتفاع بلغت 67.8%، يليها واردات الأدوية ومحضرات الصيدلة بنحو 184.2 مليون دولار في أغسطس الماضي، مقابل 136.6 مليون دولار في نفس الشهر عام 2019، بنسبة ارتفاع قدرها 34.9%.
وضمت القائمة السلع واردات الزيوت المكررة بقيمة 70.9 مليون دولار أغسطس الماضي، مقابل 40.2 مليون دولار في نفس الشهر عام 2019، بزيادة بلغت 132.8%، وواردات الألبان ومنتجاتها بقيمة 63.3 مليون دولار، مقابل 40.2 مليون دولار خلال فترة المقارنة بزيادة نسبتها 57.7%، إلى جانب الواردات المصرية من الجرارات وحدات كاملة، وبلغت قيمتها 34.2 مليون دولار في أغسطس الماضي، مقابل 26.4 مليون دولار في نفس الشهر عام 2019، بزيادة نسبتها 29.3%.