الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 07:11 صـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

التقارب الإيدولوجي والمصالح المشتركة.. ماذا كشفت زيارة الرئيس السيسي لفرنسا؟ (تحليل)

الرئيس السيسي وإيمانويل ماكرون
الرئيس السيسي وإيمانويل ماكرون

جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا ومباحثاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في توقيت حساس، تحديدا قبل إتمام القمة الأوروبية التي ستشهد مباحثات حول سبل فرض عقوبات جديدة على تركيا مما يطرح مزيدا من التساؤلات حول ما تحمله هذه الخطوة من دلالات.


انتهاكات تركيا محور رئيسي

 

ركزت المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي على الانتهاكات التي يمارسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا وسوريا ومنطقة شرق المتوسط، ومدى التأثير الذي ستتركه هذه الانتهاكات على المنطقة والعالم، واتفق الزعيمان على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة هذه الممارسات.

اقرأ أيضا: الرئيس السيسي يرد على صحيفة ”ليفاجرو” الفرنسية حول مواجهة تركيا عسكريا بسبب ليبيا

وتمكن الرئيس السيسي من فرض الإرادة المصرية أمام مختلف دول العالم، فقد وضع خطة طريق لتسير عليها أوروبا ومختلف دول العالم لمواجهة جميع أشكال الإرهاب والتطرف.

تيقن أوروبي

 

وللكشف عن دلالات موعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا ومباحثاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أفادت الدكتورة سارة كيرة المحللة السياسية والمتخصصة في العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا وتركيز مباحثاته مع ماكرون دليل على أن أوروبا تيقنت من أن المخاطر التي تهدد أمن وسلامة مصر تهددها أيضا وربما أكثر.

اقرأ أيضا: عاجل | بث مباشر .. وصول الرئيس السيسي قصر الإليزيه للقاء نظيره الفرنسي

وأشارت كيرة في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن بات من مختلف دول أوروبا أن تغير من سياستها ومن طبيعة خطابها الذي كانت توجهه في الماضي، فقد كانت تعتقد أنها في مأمن من التهديدات التي تضرب أمن وسلامة منطقة الشرق الأوسط، لكنها الآن باتت على يقين من أنها أيضا من السهل استهدافها وهناك خطر إرهابي يتربص بها للإيقاع بها في أي لحظة، فيجب إذا أن تتحد مع دول الشرق الأوسط لتحمي نفسها ومصر بوابتها لإتمام هذه الخطوة.

ضغوط الجالية الإسلامية في أوروبا

 

وأضافت الدكتورة سارة كيرة أن تركيا تمارس ضغوط على دول أوروبا مثل فرنسا وألمانيا وغيرها من خلال الجاليات الإسلامية المنتشرة هناك، موضحة أن تركيا تمكنت من إقناع هذه الجاليات بالأفكار المتطرفة والانخراط في عمليات العنف من خلال دعوات توجهها عبر أبواق المساجد والجمعيات الخيرية التابعة لها في أوروبا، وبالتالي تحولت هذه الجاليات الإسلامية لسلاح في يد تركيا يهدد أوروبا في أي وقت، منوهة أن ذلك دليل على أنه بات هناك تقارب إيدولوجي بين أوروبا دول المنطقة العربية وخاصة مصر.


مصر تفرض نفسها

 

وأكدت كيرة أن الرئيس السيسي لم يمثل مصر فقط في فرنسا وإنما مختلف دول المنطقة العربية، مما يؤكد أن مصر فرضت نفسها وأصبحت قوية في نظر مختلف دول العالم، منوهة أن مصر هي أكثر الدول المستقرة في المنطقة العربية، وهي الأقدر على تحقيق النمو والبناء، موضحة أن فرنسا ومختلف دول أوروبا من مصلحتها أن تدخل في مباحثات مع مصر وتحسن من علاقاتها معها، فالعالم الأوروبي يواجه مخاطر إرهاب وتطرف، ومصر قادرة على تحديد سبل التعامل مع هذه المخاطر بحكم خبرتها الطويلة التي تصل لسنوات وعقود.

اقرأ أيضا: بعد مباحثات السيسي وماكرون.. الرئاسة: ”هذا” ما ستشهده القضية الفلسطينية خلال أيام

ورأت كيرة أن مصر اقتربت إيدولوجيا من دول أوروبا في الوقت الذي ابتعدت فيه تركيا رغم قربها الجغرافي، موضحة أن هناك توافق مصر أوروبي في العديد من الملفات، وأصبحت مصر شريك قوي في حل جميع المشكلات التي تعاني منها أوروبا.

واعتبرت أن زيارة السيسي يمكن أن توصف بأنها تشكل فصل جديد في العلاقات المصرية الأوروبية، في ظل اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية والأزمة الليبية ولبنان، وهي الدولة العربية الوحيدة التي تحمل على عاتقها جميع هذه المسؤوليات.

ملف سد النهضة

 

وحول سؤالها عن سر تناول الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس ماكرون ملف سد النهضة اختتمت الدكتورة سارة كيرة بالإشارة إلى أن ذلك يؤكد مدى ذكاء الرئيس السيسي فهو يحاول كسب الدعم الأوروبي لمساعدة مصر في تحقيق مصالحها بالمنطقة، ورسالة بأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي حتى يصل جو بايدن للحكم ويتخذ قرارات بشأن سد النهضة ربما تصب في مصلحة إثيوبيا، وللتأكيد أن مصر قادرة على مواجهة أزماتها دون اللجوء لأي وساطة أمريكية.