الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 05:33 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
الطريق تنشر في عددها الجديد: جهود الحكومة لرفع الصادرات إلى 145 مليار دولار على خطى لازمة أحمد العوضي ”أحلي ع الأحلي” لـ محسن الشامى يقترب من 100000 مشاهدة أطفال دراما رمضان للمرة الأولى في ضيافة ”الستات مايعرفوش يكدبوا” فاطمة محمد علي وبناتها بحلقة غنائية في ”معكم منى الشاذلي ” الخميس الحكومة تخصص 179 مليار جنيه استثمارات لقطاع الزراعة بموازنة العام المقبل معيط: تخصيص 134.2 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة العام المالي المالية: تخصيص 154.5 مليار جنيه لدعم المواد البترولية العام المالي المقبل «المركزي»: ارتفاع الدين الخارجي إلى 168 مليار دولار بنهاية ديسمبر مصر تنفي تماما تداول أي حديث مع إسرائيل حول اجتياح رفح «سمير»: حريصون على تقديم كافة الدعم لتعزيز نفاذ الصادرات المصرية للأسواق الخارجية ”الزعيم الصغنن”.. محمد إمام يحتفل بمولوده الجديد الرقابة تسمح بالتعامل على أسهم الخزينة من خلال سوق الصفقات الخاصة والسوق المفتوح

مقال| الفخيم بلا ادّعاء ”علاء الديب”

الكاتب الصحفي إيهاب الملاح
الكاتب الصحفي إيهاب الملاح

في ذكرى رحيله.. كلمات أستعيدها في محبة وعلى شرف الكبير والفخيم بلا ادعاء علاء الديب عليه رحمة الله..

"لم ألتق به مرة واحدة. كنت أحبه وأهابه، رغم أنه كان حريصا على كسر أي مسافات يمكن أن تفصله عن الناس، عن جمهور عاشق للقراءة، عن كاتب خجول يتعثر في كلماته، لم ألتق به أبدا، أحبه من بعيد لبعيد، أخبرني صديقي سيف سلماوي ذات صباح بأن الأستاذ علاء الديب قرأ ما كتبتُه عن المرحوم جمال الغيطاني وأشاد به وسأل عني. فرحت، جدا، وابتسمت قلت في نفسي "اليوم صرت كاتبا"..

بعد انتظار طويل، صدر أخيرًا عن الهيئة العامة للكتاب الجزء الثاني من كتاب أستاذنا الراحل الجليل علاء الديب «عصير الكتب» بغلاف بديع ورائق وأنيق للفنان أحمد اللباد. وكان الجزء الأول صدر عن (دار الشروق) قبل سنوات، ولاقى الكتاب نجاحًا رائعًا وحقق رواجًا كبيرًا.

«عصير الكتب» هو عنوان الباب الأشهر والأهم والأوسع تأثيرا وانتشارا في صحافتنا الثقافية المعاصرة على مدى نصف القرن أو يزيد؛ إنها المدرسة الأصيلة المحترمة التي دشنها علاء الديب في "الكتابة عن الكتابة"؛ هي بحق "عصير" وخلاصة مقطرة، مركزة، تقوم على القراءة الواعية المستوعبة، والكتابة السهلة اللماحة الذكية.

الكاتب علاء الديب

كتب الديب كثيرًا جدًا عن عشرات وعشرات، بل مئات ومئات، من المؤلفين والفنانين والمفكرين والكتب والموسوعات والروايات والقصص، وكل أصيل وجميل وممتع أنتجته قريحة مبدع حقيقي خلال المائة سنة الماضية.

بوضوح ودون لف ودوران يقول علاء الديب "أسأل نفسي ما معنى هذا الباب الذي أحاول أن أكتبه كل أسبوع «عصير الكتب»؛ تلك النكتة القديمة المكررة هو ليس نقدًا بالتأكيد وليس إعلانًا عن كتاب، طموحه الأساسي أن يكون مشاركة في التفكير العام. الاختيار سؤال، والكتابة محاولة للبحث عن إجابة. وفي الصفحات التالية سأحاول أن أتذكر بعض الأسئلة، ومشروعات الإجابة..".

وكان الرجل مخلصا تمامًا لهدفه وغايته!

في هذه المجموعة التي تم انتقاؤها بعناية وذكاء مقالاتٍ تغطي كمًا هائلًا من إنتاجنا الثقافي؛ فكريًا وإبداعيًا، على مدار ما يزيد على الأربعة عقود؛ لن تجد اسما معتبرا ولا كتابا جادا ولا عملا جديرا بالقراءة والمتابعة إلا وستعثر عليه في عصير الكتب!

دون مبالغة أنت أمام كنز ثقافي ولغوي وإنساني؛ علاء الديب من القلّة التي أوتيت حسًا رهيفًا وشفافا تجاه اللغة..

أمتع ما في الكتاب على الحقيقة هي هذه السياحة الحرة المذهلة في رشاقتها وعمق معرفتها وسلاسة لغتها وجمال عرضها! من صلاح عبد الصبور إلى صلاح جاهين ومن يوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوي وفتحي غانم إلى كتاب الستينيات وأدباء من الأقاليم بزغوا كالبرق ولم يلتفت إليهم أحد سوى علاء الديب!

ستتنقل بين واحات الأدب والفكر والفن التشكيلي والنقد الأدبي وقراءة التراث والترجمة، وأنت في غاية الاستمتاع والبهجة والفضول! ستستثار حواسك المعرفية والجمالية للتعرف على هذه الروائع والإقبال عليها بشغف ورغبة في زمن عز فيه الإقبال على المعرفة بشغف ورغبة!

كان علاء الديب أستاذًا ومعلمًا مثاليًا، متواضعًا، حياته رحلة كفاح وعمل وإخلاص لقيم ومعايير جمالية وإنسانية وأخلاقية صاغها لنفسه، لم يخضع ولم يلن رغم كل الضغوط والإغراءات والمضايقات، انعزل في محرابه وبين كتبه وقرر المواجهة بالجمال والمقاومة بالفن، كتبه وأعماله ترسي قواعد فن وجمال ينفعان الناس..

رحم الله أستاذنا الجليل وجزاءه خير الجزاء عما قدم وأفاد ونفع..

للتواصل مع الكاتب