حكاية عام من التجهيز.. طلاب 3 كليات يجملون طريق موكب المومياوات بجداريات فرعونية

يولد مع كل حدث جحديد فكرة مبهرة تزيد من رونقه وجماله، فعلى الرغم من مرور آلاف السنين على المومياوات الملكية، إلا أن موكب نقلها من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، حدث عظيم وتاريخي يصنع حضارة جديدة مستقاة من حضارة الأجداد القديمة، فالعالم أجمع ينتظر رؤية عظمة الحضارة وجمال الحاضر وبهاء المستقبل.

الموكب الذي ينتظره العالم تضافرت جهود الجميع ليظهر بشكل يتحاكى به العالم، فمجموعة من طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان شاركوا في تزيين ميدان سيمون بوليفار ضمن خط سير موكب المومياوات الملكية، وفي هذا الإطار كشف الدكتور أحمد فؤاد هنو، عميد كلية الفنون الجميلة وأستاذ بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، كواليس تجهيز 3 جداريات في طريق سير موكب الممويات الملكية المقرر له اليوم السبت.

عميد كلية فنون جميلة حلوان يكشف كواليس رسم الجداريات

فكرة تصميم الجداريات جاءت بناء على توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور خالد عناني وزير السياحة والآثار، حيث جرى البدء في تنفيذها منذ 15 مارس من العام الماضي، قبل تأجيل الموكب بسبب فيروس كورونا، حسب حديث "هنو" لـ"الطريق".

عملية الرسم تطلبت تقسيم الطلاب بكلية الفنون الجميلة إلى مجموعات، بالتنسيق مع بعض الجامعات الأخرى والشركة الراعية التي نفذت ترميمات للحوائط التي جرى اختيارها لتنفيذ المشروع، الذي تم تحديده لإبراز المعالم الفرعونية والآثرية.

وبعد الانتهاء من رسم الجداريات جرى طلاؤها بمادة حافظة ضد عوامل التعرية، حتى تم تجهيزها قبل يومين، تمهيدًا للاستعداد لموكب نقل المومياوات الملكية. فكرة الجداريات فكرة التكليف جاءت لجامعة حلوان من وزارتي التعليم العالي والآثار، لتجميل منطقة ميدان سيمون بوليفار برسومات نقل المومياوات، من خلال كلٍ من كلية الفنون الجميلة، والفنون تطبيقية، والتربية فنية، حيث اختار كل دكتور مجموعة من الطلاب لتنفيذ الفكرة.

السبب الأساسي لمشاركة طلاب الجامعات هذا الحدث العظيم، هو رغبتهم في ترك أثر جميل، حيث أن الرسومات لها علاقة بالحضارة المصرية القديمة لنقل المومياوات، حسبما قالته منه عمر، طالبة في كلية التربية الفنية لـ"الطريق".

معالجة الجدران فور تكليف الطلاب بالرسومات اتجهوا إلى معالجة الجدران من الأتربة والأمطار، ومن ثم نقش الرسومات بما يسمى الـ"أوت لاين"، وتنفيذ الرسومات بشكل نحت بارز، وذلك بإشراف الدكتور ماهر داوود والدكتور شريف هنداوي، حسب حديث روان المرصفي، طالبة في كلية الفنون الجميلة.

تقنية الرسم على الجدران

عظمة الرسومات تكمن في اتباع كل كلية لتخصصها في الرسم، فإن كلية فنون تطبيقية قامت بتقنية تفريغ الستنسل والسبراي، أما فنون جميلة اتبعت طريقة "مونوكروم" لتجسيم الأشكال عن طريق الرسم والتلوين كأنه شكل منحوت، وبالنسبة لتربية فنية استخدموا الرسم والتلوين على طريقة المصريين القدماء.

واختلف الوقت لإنهاء الـ3 جداريات، حيث استغرق طلبة الفنون التطبيقية يوما واحدا، والفنون الجميلة 5 أيام، والتربية الفنية 8 أيام، وذلك حسب التصميم المكلف، تحت إشراف دكتور محمود حامد، عميد كلية التربية الفنية، والدكتور المسؤول أمين فاروق، بالنسبة لقول مهراتي الحومي، الطالبة في كلية تربية فنية.

التنفيذ قبل الموجة الأولى لكورونا

بدأ الطلبة في وقت مبكر لتنفيذ الرسومات، نظرًا لضخامة الجدارية واستغلال أكبر وقت ممكن، وكان الاقبال كبير والتشجيع من كل الاتجاهات، لإبراز أفضل تصميم فرعوني. و بدأوا في الجداريات قبل ظهور الموجة الأولى لفيروس كورونا المستجد، وتم افتتاح الجدارية بشكل عظيم ومبدع لإظهار مدى العظمة الفرعونية، وذلك في إطار توجيهات وإشراف الدكتور شريف هنداوي و الدكتور ماهر داوود، حيث كان لهم دور في تشجيع الطلاب وسرعة التنفيذ، كما قالت هدى هشام، طالبة في كلية الفنون الجميلة لـ"الطريق".