الطريق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 10:15 صـ 7 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«جبانة وجثة وكوم رماد».. قصة الليلة المشؤومة لموظفة مستشفى حلوان في مقابر الباجور

مقابر
مقابر

على مدار عقد ونصف، حظيت "منى جاد" بحب واحترام زملائها بمستشفى حلوان العام. بوجه بشوش وابتسامة لا تفارق وجنتيها كانت الموظفة بشؤون المرضى تستقبل الجميع -المترددين على المستشفى والعاملين أيضًا- دون إثارة للمشاكل لكن المشهد الأخير من حياتها كان مأساويا ليتصدر مؤشرات البحث بمواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

منذ أسبوعين أصيبت ذات الـ40 عاما بفيروس كورونا المستجد. معاناة كبيرة عاشتها "منى" كونها مريضة بداء السكري الذي سلبها القدرة على تحمل آلام الفيروس اللعين.

مع تدهور حالتها الصحية، نقلت "منى" إلى أحد مستشفيات الحميات؛ أملا في إنقاذ حياتها، لكنها فارقت الحياة داخل غرفة العناية المركزة مساء أمس الاثنين وسط حالة من الحزن انتابت أسرتها والعاملين بالمستشفى محل عملها.

في مشهد جنائزي اقتصر على عدد من الأهل، دُفنت الموظفة داخل مقبرة عائلتها بجبانات عزبة الباجور إلا أن ثمة جديد طرأ على الأمر.

الخميس الماضي، ذاع خبر نبش قبر المتوفاة وحرق جثتها، بين زملائها داخل المستشفى وأصدقائها فانتابتهم صدمة ممزوجة بحسرة على وقوع تلك الفاجعة.

عدسة "الطريق" انتقلت إلى مكان الواقعة لرصد تفاصيل وكشف لوغاريتم القضية التي شغلت الرأي العام وتصدرت محركات البحث في الساعات الماضية.

تقول عاملة بالمستشفى إن الموظفة "منى جاد"، تقطن منذ سنوات داخل مجاروة 10 بمساكن المشروع المتفرع من شارع صلاح صبحى بمنطقة حلوان.

وتضيف العاملة في حديها لـ" الطريق"، أنه بعد وفاة الديها باتت تقيم رفقة شقيقها في سن العشرين، وشقيقتها تدعى "جيهان"، وهما لم يتزوجا بعد.

وتشير عاملة أخرى إلى أن "منى" كانت تتمتع بسمعة طبية ويبادلها الجميع مشاعر الحب والاحترام ""كانت بتحب تساعد الناس ومش بتبخل على حد حاجة أبدًا".

تلتقط إحدى زميلاتها طرف الحديث لتؤكد "كنا عايزين نروح نزورها وأهلها رفضوا عشان كانت في العناية المركزية" مضيفة "لما عرفنا إنها ماتت كلنا صرخنا عليها في المستشفى".

للحظات توقف الحضور عن الحديث بعد تذكر اللحظات الأولى لمعرفتهم بالخبر المشؤوم "محدش كان مصدق لما الشرطة جت المستشفى علشان تحقق" لتختتم إحدى زميلات المتوفاة حديثها "ربنا ينتقم من اللى عمل فيها كده ويحرقه زي ما حرقها وهى بين إيدين ربنا".

بدورها، ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة القبض على عدد من المشتبه بهم من خلال رواية شهود عيان وتفريغ كاميرات مراقبة بالمنقة المحيطة بالمقابر، وجرى اصطحابهم لديوان قسم حلوان للتحقيق.