الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 05:42 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عاجل… ”فاجعة الفجر”.. ماذا حدث داخل شقة أوسيم بالجيزة؟

حادث أوسيم
حادث أوسيم

المشهد صعب للغاية، 4 جثث أم وأب وطفلين لم يتجاوزا الثلاث سنوات داخل شقة يعم أركانها السواد، نيران التهمت الأخضر واليابس تاركة جدران هشة بلون أسود قاتم كما لو أنك داخل مقبرة مهجورة بينما تتناثر قطع الآثاث في أرجاء المنزل.

الساعة تجاوزت الثالثة بعد منتصف الليل، أصوات الصراخ علت فجأة في منطقة برطس التابعة لمركز أوسيم شمال الجيزة، استيقظ جميع سكان الشارع من غفلة النوم، هرع العشرات منهم اتجاه مصدر الدخان الكثيف كل منهم محدثا الآخر "بيقولوا في حريق داخل شقة آخر الشارع".

الـدخـان الأســـود عـم أرجـــاء المنطقة بأكملها، رائحة معلومة للجميع أطبقت ٍعلى الأهالي، ثـوان معدودة تجمع معها المئات من أهل القرية لإنقاذ أسرة من الموت لكن شدة النيران والدخان حال دون نجاتهم.

مشهد اسـتـخـراج جـثـامـيـن زوجـيـن وطفليهما سـيـظـل عـالـقـا فــي أذهـــان الحضور، فاجعة الفجر ستظل الواقعة المؤلمة في تاريخها و الأكثر حزنا وسط شوارعها.

أحمد زين، هو شاب في العقد الثالث من العمر، تعلم مهنة الحدادة منذ صغره، بعد عـدة سنوات فتح ورشـة بسيطة يصنع فيها أبـواب حديدية، وهو الذي قرر صنع باب شقته من الحديد.

منذ 5 سنوات تزوج "أحمد"، من فتاة مقربة من عائلته، عاشت حياة بسيطة ً كونه يعمل حدادا ومالك ورشة صغيرة، بعد سنة مـن الـــزواج رزقــه الله بطفل "زياد" -عمره 4 سنوات- بعدها بطفلتين آخرهما منذ عام.

اشتهر "أحـمـد" بالسيرة الطيبة بين الأهالي والسكان المنطقة وإصراره على مساعدة الغير ومشاركتهم في السراء والضراء فجاء الخبر صادما لا يزال وقعه على أهالي القرية ذات الطابع الريفي ليؤكد أحدهم "الناس مش مصدقة اللي حصل قبل الفجر".

كـان قسم شرطة أوسيم تلقى بلاغا اشتعال النيران في شقة سكنية، وتمت الاسـتـعـانـة بــــإدارة الـحـمـايـة المدنية، وانتقلت 4 سـيـارات إطـفـاء إلــى مكان الــبــاغ، وتــم السيطرة على الاشتعال ومنعت انتقاله إلى العقارات المجاورة.

بالفحص عثر على جثة شاب وزوجته، وابنتيهما نتيجة الاشتعال، وتم نقل جثثهم إلـى مشرحة المستشفى، فيما أشـارت المعاينة إلى أن الحريق وقع نتيجة حدوث ماس كهربائي بلوحة مفاتيح الشقة.

اقرأ أيضا: ”جريمة آخر الليل”.. تفاصيل جديدة حول مقتل عجوز حدائق الأهرام

وصــرحــت الـنـيـابـة بـدفـن الجثامين الأربعة عقب الانتهاء من التشريح بعدما أشــار الكشف الطبي المبدئي لمفتش الصحة إلــى أن الــوفــاة حـدثـت نتيجة اسفكسيا الخنق واستنشاق دخان أكسيد أول الـكـربـون الـسـام الـنـاتـج مـن دخـان الحريق.

"الـطـريـق" تواصلت مـع عـم الضحية لـمـعـرفـة كـوالـيـس الـحـريـق وتفاصيل الحادث؟.

"صـحـيـت عـلـى صــــراخ قـبـل الفجر فجريت أشــوف ايـه اللي حصل، لقيت الـنـار والـدخـان فـي شقة ابـن أخـويـا".. بهذه الكلمات بدأ عبد الحليم زين، عم الضحايا يروي لنا تفاصيل حريق شقة أوسيم قائلا: "طلعنا فوق الشقة خبطنا على الباب ومحدش بيرد وحاولنا نكسر الباب لقينا حديد".

يـضـيـف: "الــشــبــاب كــانــول عـايـزيـن يكسروا الباب لكن معرفوش من الدخان والنار، وحد من الأهالي كسر باب شقة أخـوه ودخـل الشقة اللي فيها الحريق، وفتح الباب ولقينا الصالة كلها مولعة.

يكمل العم وهو تنتابه حالة من البكاء والحزن الشديد: "الشقة كانت كلها لونها أســـود ومـعـرفـنـاش نـدخـلـهـا مــن ريحة الشياط، وبعدها فتحنا الشقة تتهوى عـلـشـان نـعـرف نـدخـل نطلع الأســــرة.

يتوقف العم عن الحديث لحظات محاولا استجماع مـا تبقى مـن قـــواه بعد تلك الفاجعة قبل أن يستكمل "أول ما دخلنا أوضة النوم لقينا الأب والأم والطفلتين متوفين".

يـردف: "روحنا مستشفى قريبة لكن دون اسـتـجـابـة وبـعـدهـا حـولـونـا على مستشفى الدمرداش، ولما نسأل الدكتور على الـحـالات قـالـوا البقاء لله وربنا يصبركم"، مؤكدا: "محدش كان مصدق أنهم ماتوا كل الناس كانوا فاكرين انهم في غيبوبة وهيفوقوا منها"، لافتا إلى أن "زيـاد ابنه كان بايت مع جده في البيت تحت، وهو الناجي الوحيد من الأسرة".