الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 02:37 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قصة قصيرة| الحفل

" تخرج من صفوف الجماهير، تركض نحوهُ، تحتضنه بشدة، يسحبها الحارس الشخصي، تصرخ وتتشبث به، ثم تعود إلى صفوف الجماهير مرة أخرى، تسمع اغنياته وتبكي"

هكذا كانت كل حفلات "مايكل جاكسون".
***

ترتدي أحلى ما لديها، تستشعر قدومه اليوم، تقابله صدفة، تبكي كثيرًا لأنها أحبته كثيرًا، تصرخ، تتشبث به، ثم تعود إلى منزلها.

تنتظر أن يتواصل معها، ليس هناك قانون لأي شيء، وأخيرًا يقودها حماسها للإلقاء بنفسها في اليم، لعلها تجد من يتلقفها،
أو هو الموت الرحيم.

بحكمة رجل أربعيني يقودها، يقنعها بطريقته بأن ليس ثمة مشاعر من الأساس، ينتقد مشاعرها الطفولية التي لم تعد تناسب رجلا ناضجا يبحث عن معنى لحياته، يتفاوض معها على البقاء، يعدها بأن كل شيء سوف يصبح في أحسن صورة، وبأن تمزيق الماضي واجب، وبأن الحاضر فقط هو ما يجب أن تحياه، وهي ليست جزءًا منه بالتأكيد.

ربما سيسمح لها بأن تكون صديقته في ما بعد، ويقرر لها أن تنسى كل ماحدث.

يأتي الحارس الشخصي ليسحبها بعيدًا، تُفلت منه ولا تعود،
فهي لن ترتضي بأن تكون وسط الحشد،
ولن تصفق أبدا مثل الفُقمة (كلب البحر) ..

***

يصعد "مايكل جاكسون" على المسرح، يؤدي رقصاته المفضلة، ويغني أغنياته الشجية الحالمة، وأغنياته الراقصة الماجنة، وما بين الاثنين تحتضنه فتاة اليوم وتبكي، وبمجرد أن يركب سيارته الفارهة ينساها.