الطريق
الجمعة 17 مايو 2024 07:13 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ما المقصود بقوله تعالى ”سر‌ابيلهم من قطران”؟

أرشيفية
أرشيفية

يقدم موقع الطريق في إطار خدماته لمتابعيه سلسلة بعنوان "لمحة من كتاب الله"، يسلط خلالها الضوء على تفسير بعض الآيات من القرآن الكريم.

فهناك الكثير من الألفاظ والآيات في القرآن الكريم نقرأها ولا نعرف معناها منها "سرابيلهم من قطران"، في قوله تعالى: "وَتَرَ‌ي الْمُجْرِ‌مِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّ‌نِينَ فِي الْاَصْفَادِ، سَرَ‌ابِيلُهُم مِّن قَطِرَ‌انٍ وَتَغْشَي وُجُوهَهُمُ النَّارُ‌، لِيَجْزِيَ اللَّـهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ اِنَّ اللَّهَ سَرِ‌يعُ الْحِسَابِ".

اقرأ أيضًا: ما الخطأ الشائع في فهم قوله تعالى ”إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”؟

يخاطب الله الكريم في هذه الآية التي معنا اليوم، رسوله محمد -صلي الله عليه وسلم- ويقول له: وَتَرَ‌ي الْمُجْرِ‌مِينَ؛ أي تري يا محمد المجرمين الذين اُجرموا بكفرهم وفسادهم {يَوْمَئِذٍ} اي يوم القيامة.

وقوله: {مُقَرَّ‌نِينَ فِي الْاَصْفَادِ}.. فلكي نفهم معني {مُقَرَّ‌نِينَ} نضرب مثالا كان نقول: "قرَّنَ الشُّرطيّ السُّجناءَ"؛ اي بالغ في شَدِّهم وتكبيلهم بالحبال، وامّا: {الْاَصْفَادِ} فهي الأغلال والقيود، والأصفاد جمع الصفد، ويُقال: صفَد السَّجينَ؛ اي أوثقه وشدَّه وقيَّده بالسّلاسل. ومعني الآية الكريمة هنا أن أيديهم وأرجلهم مُقرّنة إلى رِقابهمْ بالْأصفَاد، ويُسلسل كل أهل عمل من المجرمين بسلاسل من نار؛ فيُقادُون الي العذاب في أذلّ صورة وأشنعها وأبشعها، والمقصود أيضا أنهم -أي الكفار- يُجمّعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي.

أما قوله: {سَرَ‌ابِيلُهُم مِّن قَطِرَ‌انٍ}؛ السرابيل هي الثياب جمع سربال، وقوله تعالي: {مِنْ قَطِرَانٍ} القطران هو شيء اسود منتن يُطلي به الابل الجَرْبَي؛ فيصير كالقميص عليهم، وهي مادّه شديدة الاشتعال، والمعني أن هؤلاء المجرمين يرتدون ثيابا من قَطِران شديد الاشتعال.

اقرأ أيضًا: ما حكم إخراج الصدقات على المتوفَّى العاصي؟.. الإفتاء تجيب

وقوله تعالي: {وَتَغْشَي وُجُوهَهُمُ النَّارُ‏}؛ أي تضرب النار‏ وجوههم -التي هي أشرف ما في أبدانهم- وتحيط بها من كل جانب، وليس هذا ظلما من الله لهم وإنما هو جزاء لما قدّموا وكسبوا، ولهذا قال تعالي: {لِيَجْزِيَ اللَّـهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} من خير وشر بالعدل والقسط الذي لا جور فيه بأي وجه من الوجوه.

موضوعات متعلقة