الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 05:00 مـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سكان مركز شباب المسيري يستغيثون: الصقيع افترسنا

الإسكندرية

عدة خيام تقبع في العراء، لا يحيطها سوى بضعة قطع من الحجارة تمنعها من الاقتلاع بفعل الرياح العاتية، تسكنها أُسر تهدمت منازلها، فلم يجد أفرادها مفرًا سوى الاحتماء بخيم من القماش، لا تقيهم حر الصيف ولا برودة الشتاء، يفترسهم برد الجو نهارًا، والصيقع ليلًا.

شعورًا بالذعر ينتابهم كلما علموا أن هناك موجة من الطقس السيء ستضرب المدينة خلال عدة ساعات، يحملون هم مياه الأمطار التي ستقتحم مآواهم دون استئذان، لتغرق أغراضهم، فيستسلمون لها دون أن يعرفوا نهاية لأوضاعهم.

في مركز شباب الشهيد محمد علي المسيري بالبيطاش غرب الإسكندرية، تعيش 18 أسرة منذ عدة شهور مأساة حقيقة، بدأت بعد سقوط منازلهم وإصدار قرارات إزالة لأخرى، قرر المسؤولون أن يكون المركز دار إيواء لهم، فسكنوا الخيام وأصبح مصيرهم العراء، دون نظرة حقيقية من المسؤولين.

التقت "الطريق" بالأسر المتضررة، ليرووا مأساتهم التي لا يجدون حلًا للخلاص منها:

يقول طارق بسيوني أحد السكان المتضررين: نحن سكان ثلاثة منازل في منطقة الدخيلة، أنهار أحد المنازل في أكتوبر الماضي، وتم إصدار قرارات هدم لمنزلين آخرين لتأثرهما بالمنزل المنهار.

ويضيف: أوصت اللجنة الهندسية بحي غرب بإصدار قرارات هدم لجميع منازل المنطقة وعددها 9 منازل، نظرًا لتآكل أساساتها بفعل المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي، فتم عمل محضر إخلاء فوري، وهدم لتلك المنازل.

ويستطرد: بعد انهيار المنزل وقرار الإخلاء، تم نقل جميع الأسر المتضررة وعدد أفرادها 58 فردًا لمدرسة النورس، أقمنا بها لمدة ثلاثة شهور، ثم انتقلنا إلى مركز شباب المسيري من حينها وحتى الآن، وقد قامت مديرية الإسكان بعمل حصر للأسر المتضررة، وحصلنا على أرقام من إسكان الدخيلة والإسكان المركزي، ولكن المسؤولين أخبرونا أن الحصول على أدوار متوقف منذ عام 2003.

ويروي رفاعي عطا مأساة الأسر المتضررة قائلًا: بعدما قضينا ثلاثة أشهر في المدرسة؛ أخبرتنا إدارة الكوارث والأزمات بالمحافظة ومديرية الشؤون الاجتماعية، بأنه سيتم نقلنا إلى غرف مجهزة، ولكننا فوجئنا بنقلنا إلى هذا المركز.

وتابع: أرسلنا عدة شكاوى للمحافظة ولرئاسة الوزراء للنظر في أوضاعنا ولكن دون جدوى، كما حاولنا مقابلة المحافظ ولكننا فشلنا، كل ما نريده هو الحصول على وحدات سكنية في بشاير الخير أو في أي منطقة أخرى، ونحن على استعداد لسداد الأقساط، ولكن كل ما نطلبه هو إعفائنا من المقدم لأننا لا نمتلكه.

بنبرة حزينة تقول نجاح عبد العزيز إحدى قاطنات خيم المسيري: نفتقد للأمن والأمان، فنحن نسكن في الشارع، نعاني ليلًا من هجوم الفئران والكلاب ودخول الغرباء، كما أن دورة المياه في المركز غير آدمية، نقوم بتقسيم أنفسنا رجال وسيدات، وينتظر كل فريق الآخر للانتهاء من استخدام الحمام، ويومي الجمعة والسبت يزداد الازدحام على دورة المياه، نظرًا لأن المركز من مراكز الرؤية.

وتضيف: لا نتلقى أي اهتمام أو دعم سوى وجبات يومية، لا نريد وجبات، لا نريد طعام، نحن قادرون على تدبير قوت يومنا بأنفسنا، كل ما نريده هو حياة كريمة، سكن يأوينا ويأوي أطفالنا ويحمينا من التشرد، نتمنى أن يصل صوتنا لسيادة الرئيس، وأن ينظر لأوضاعنا بعين الرأفة.