الطريق
الأربعاء 15 مايو 2024 11:56 صـ 7 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عودة التوترات إلى حي الشيخ جراح.. خبراء فلسطينيون يكشفون لـ«الطريق» تداعيات الاستفزازت الإسرائيلية

جندي إسرائيل يلقي القبض على فلسطيني
جندي إسرائيل يلقي القبض على فلسطيني

عادت الاستفزازات الإسرائلية تعكر صفو حي الشيخ جراح في القدس المحتلة مرة أخرى، جراء عودة المستوطنون لانتهاكاتهم تحت حماية شرطة الاحتلال، بحق أهالي الحى المقدس، والذي استحله عضو الكنسيت ايتمار بن غفير أحد رموز التطرف العنصري وقرر اغتصاب منزل لا يملكة ليفتتح فيه مكتبًا له.

وقعت مواجهات عنيفة مساء الأحد في حي الشيخ جراح أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة 14 آخرين بجروح وشظايا قنابل ونقل 5 منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

تطهير عرقي

وفي هذا الصدد قال رامز عباس الناشط السياسي والمقيم بحي الشيخ جراح، إن الحي المقدسي يعاني من محاولات التطهير العرقي في كل شبر منه، وحاليا تحول إلى مربع أمني مغلق تم تقسيمه إلى ثلاث مناطق أمنية وحواجز لمنع المتضامنين من الشباب إلى الوصول إليه، حيث قامت قوات الاحتلال بقمع الشباب بشكل عنيف جدًا تحت شتائم من المستوطنين للشباب وأهالي الحى، شتائم قذرة وصلت إلى أنها طالت النبي صلي الله وعليه وسلم وكل ما يتعلق بالقيم والأخلاق.

وتابع الناشط الساسي في تصريح خاص لـ «جريدة الطريق» أن الوضع حاليًا متوتر، وهناك اشتباكات بين المستوطنين والشباب الفلسطنيين من جهة وبين الشباب وقوات الاحتلال من جهة أخرى، وعمليًا كانت ساحة حرب فعلية، حيث استخدمت قوات الاحتلال في الحي الغربي للشيخ جراح جميع عناصرها؛ من القوات الخاصة والخيالة وحرس الحدود وسيارات المياه.

ومن جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، إن ما يجري من جرائم إسرائيلية فى حى الشيخ جراح وفى أراضي الضفة الغربية يمثل حالة من التعنت الإسرائيلي ومواصلة للجرائم والتنكر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكافة الاتفاقيات الدولية، ومحاولة لإشعال المنطقة من قبل المتطرفين الصهاينة وعلى رأسهم المتطرف الحاقد بن غفير الذى يريد إشعال المنطقة بحرب دينية بهدف تقوية المستوطنين وسرقة الأراضي والبيوت لصالح الجمعيات الاستيطانية، وكسب المزيد من أصوات اليمين الإسرائيلي بعيدًا عن أي قوانين فى ظل دولة تدعى الديمقراطية ويحكمها عصابات المستوطنين والمتطرفين الذين يمارسون كل الجرائم بحماية قوات الاحتلال.

تفجر الأوضاع

وتابع القيادي بحركة فتح حديثه لـ«جريدة الطريق» قائلًا: "ولذلك يأتى بن غفير ومعه مجموعات المستوطنين ليحاول إشعال المنطقة من جديد، وخاصَة ما يتعلق بحى الشيخ جراح ومساكن المواطنين الفلسطينين فى ظل حالة من الرفض الدولي والأوروبي، لتلك الاستفزازات والممارسات ولم يتوقف الأمر على ذلك بل تقوم قوات الاحتلال بنسف وتدمير البيوت فى مدينة جنين لتخلق مواجهة جديدة وإشعال للأوضاع فى الضفة الغربية، وأمام تلك التوترات والأحداث التى صنعتها حكومة الاحتلال بالسماح للمتطرف بن غفير وعصاباته بالاعتداء على السكان ولصحاب البيوت بحى الشيخ جراح دون لجمهم أو منعهم تتحمل كامل المسؤولية عما ستؤول إليه الأوضاع وتطوراتها خلال الساعات والأيام القادمة.

وهذا الأمر سيؤدى إلى تفجر الأوضاع وعدم القدرة على السيطرة عليها مما يتطلب تحركا دوليًا وإقليميا عاجلًا يلزم دولة الاحتلال بوقف تلك الإجراءات والاعتداءات ومحاسبة المستوطنين وعصاباتهم الإرهابية وعلى رأسهم بن غفير العنصرى مثير الأزمات وعصابات ما يسمى "تدفيع الثمن" الصهيونية الإرهابية والعمل على إنهاء الاحتلال الغاشم للأرض الفلسطينية وتحقيق السلام وفقا لمبدأ حل الدولتين.

واختتم الدكتور جهاد الحرازين حديثه مع «جريدة الطريق» موضحًا أن هذه المواجهات لن تذهب لرد من قطاع غزة وخاصًة أن المواجهة على الأرض بحاجة إلى حالة من الثبات وإبقاء الأنظار على ما يحدث بحى الشيخ جراح وليس إبعاد الأنظار عن إجراءات واعتداءات المستوطنين وعصاباتهم وحتى لا يكون هناك حالة من الاستفزاز بالحي وسكانه فى ظل حالة التضامن الدولي والرفض لإجراءات واعتداءات المستوطنين ومطالبة الحكومة الاسرائيلية بوقف تلك الجرائم.

ومن جانبه، قال منصور أبو كريم الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، إن ما يجري في الشيخ جراح والقدس هو محاولة إسرائيلية لتثبيت حقائق جديدة على الأرض من خلال إخلاء المنازل وتوسيع الاستيطان في القدس في ظل إنشغال العالم بالأحداث العالمية وخاصة الأزمة الأوكرانية التي تاخذ الاهتمام الدولي، ولكن التصعيد الإسرائيلي في القدس قد يفتح مواجهة جديدة ويؤدي إلى توتر الأجواء كما حدث العام الماضي.

غزة لن ترد

وتابع الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية في تصريح خاص لـ« جريدة الطريق» حديثه قائلًا:" فقد أدى التوتر الذي صاحب محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي إخلال عائلات فلسطينية من الشيخ جراح إلى اتساع دائرة التوتر في كافة الأراضي الفلسطينية وصولًا إلى المواجهة العسكرية على جبهة غزة، الأمر الذي قد يؤدي إلى نفس السيناريو في حالة استمرار التوتر والإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.

وأضاف الباجث الفلسطيني، لا أتوقع دخول غزة على خط المواجهة في الوقت الحالي خاصة أن الوضع الإنساني المنهار في غزة لا يسمح بذلك، كما أن محاولة حركة حماس الحفاظ على التهدئة والاتفاق مع إسرائيل برعاية إقليمية الذي بموجبه تدخل الأموال القطرية لغزة قد لا يسمح بحدوث توتر على جبهة غزة في الوقت الحالي، إلا إذا تصاعدت حدة التوتر في القدس يمكن أن يكون هناك خيارات أخرى.

فيما قال الدكتور ماهر سليمان صافي المحلل السياسي الفلسطيني، إن ما يحدث الآن في حي الشيخ جراح بالقدس من تنفيذ لقرار مصادرة منزل عائلة سالم، وإعلان المستوطن اليهودي المتطرف بن غفير افتتاح مكتب فوق أرض المنزل هو بمثابة سرقة الأرض والحق والتاريخ الفلسطيني فقد تم الاستيلاء على المنزل بقوة السلاح وسط حراسة من جنود الاحتلال الإسرائيلي وعصابات من المستوطنيين المدججين بالسلاح.

تهويد القدس

وتابع المحلل السياسي الفلسطيني حديثه في تصريح خاص لـ «جريدة الطريق» قائلًا:" يأتي ذلك في إطار تهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها وتغيير الواقع الفلسطيني وتغييب الحقيقة في ظل الصمت المستمر للمجتمع الدولي الذي لا نسمع ولا نرى منهم إلا الشجب والاستنكار، ونتائج هذا الصمت على ممارسات إسرائيل واستمرارها في تغيير الطابع العربي والإسلامي للقدس سيؤدي حتماً إلى تصعيدٍ على غرار ما حدث في مايو الماضي، وقد ينذر هذا التوغل والاستمرار الإسرائيلي في اغتصاب وسرقة الأرض إلى تفجير حرب طاحنة بين العرب واليهود، وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى ديني.

واختتم المحلل السياسي الفلسطيني حديثه مع «جريدة الطريق» قائلا إنه على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه ما آلت إليه الأوضاع في مدينة القدس وحي الشيخ جراح وكافة الأراضي الفلسطينية، وعليه أن يتخذ الإجراءات الكفيلة بإجبار الاحتلال على وقف اعتداءاته قبل فوات الأوان وقبل انفجار انتفاضة جديدة ستكون نتائجها سلبية على المحتل الإسرائيلي الغاشم.

اقرأ أيضًا| حي الشيخ جراح يشهد مواجهات دامية.. لهذا السبب