البيت الأبيض يدرس وقف واردات النفط الروسي

• الخارجية الأمريكية ترفض الدعوات بشأن معاقبة قطاع الطاقة في روسيا.. هذا الإجراء سيرفع الأسعار محليا بالإضافة إلى زيادة الأرباح الروسية.
• السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: الهدف من فرض العقوبات هو تعظيم التأثيرعلى روسيا، دون الإضرار بمصلحة "واشنطن" وحلفائها.
• إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: النفط الروسي شكل 3 % فقط من جميع شحنات الخام التي وصلت إلى الولايات المتحدة العام الماضي.
الإدارة الأمريكية تدرس فرض حظر على وارداتها من النفط الروسي.
ذكرت وكالة "بلومبرج" أن الإدارة الأمريكية تدرس فرض حظر على وارداتها من النفط الروسي في الوقت الذي يسارع فيه الكونجرس نحو تمرير تشريعات لمعاقبة "الكرملين" بشأن الأزمة الأوكرانية، وأوضح التقرير أن الإدارة الأمريكية تجري محادثات مع الكونجرس وشركات النفط العملاقة حول تأثير هذه الخطوة على المستهلكين الأمريكيين والإمدادات العالمية.
ومن جانبها، قالت "سيسيليا روس" رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين في الولايات المتحدة الأمريكية الجمعة 4 مارس 2022، إن (البيت الأبيض) يدرس تأثيرات وقف واردات النفط الروسي، وتابعت "روس": " أن الولايات المتحدة تدرس الخيارات الممكنة، حيث إنها لا تستورد الكثير من النفط الروسي، لكنها أيضا تسعى للحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية".
المصلحة الاستراتيجية للغرب
وأعلن "أنتوني بلينكن" وزير الخارجية الأمريكي الجمعة 4 مارس، رفضه لدعوات معاقبة قطاع الطاقة في روسيا، موضحا أن هذا الإجراء ليس في المصلحة الاستراتيجية للغرب؛ لأنه سيرفع الأسعار محليا بالإضافة إلى زيادة الأرباح الروسية من خلال ارتفاع الأسعار، وأظهرت البيانات الصادرة من "إدارة معلومات الطاقة الأمريكية" أن النفط الروسي شكل نحو 3% فقط من جميع شحنات الخام التي وصلت إلى الولايات المتحدة العام الماضي، وبحسب شركة "كبلر" لتحليل البيانات، فقد تراجعت واردات الولايات المتحدة من الخام الروسي حتى الآن في العام 2022 إلى أبطأ وتيرة سنوية منذ عام 2017.
خفض استهلاك الطاقة الروسية
ولفت تقرير "بلومبرج" إلى أن خفض استهلاك الطاقة الروسية ليس الخطوة الوحيدة التي تفكر فيها الإدارة الأمريكية، حيث أظهرت بعض التقارير أن روسيا تمر بالفعل بأزمة مالية مع انهيار "الروبل"، وتوقف تداول الأسهم، بعد فرض عقوبات اقتصادية على كبرى الشركات والبنوك، ويقيم (البيت الأبيض) في الوقت الحالي تداعيات حظر النفط، وإذا ما كانت هذه الخطوة ستضر بالفعل بالاقتصاد الروسي، أم ستؤدي إلى رفع أسعار النفط في الولايات المتحدة، حيث من المحتمل أن تبيع روسيا النفط في أسواق أخرى بخلاف أوروبا وأمريكا.
تسبب ضغوطًا على المستهلكين في الولايات المتحدة
وبحسب "جميعة السيارات الأمريكية"، فإن متوسط سعر جالون البنزين الخالي من الرصاص بلغ 3.84 دولارات يوم الخميس 3 مارس 2022، فيما تم تداول خام برنت بما يزيد على 116.75 دولارًا للبرميل في "نيويورك"، وفي هذا الإطار، قال "ديفيد ويتش" كبير الاقتصاديين في شركة "فورتكسا" للتحليلات النفطية: إن أي قيود على التدفقات الروسية من شأنها أن تسبب ضغوطًا على المستهلكين في الولايات المتحدة، حيث إن روسيا يمكنها بسهولة خلق أسواق للنفط في الصين والهند وغيرهما من البلدان.
الهدف من فرض العقوبات
وفي المقابل، قدم السيناتور "جو مانشين" وهو ديمقراطي من ولاية "فرجينيا" الغربية، و"ليزا موركوفسكي" نائب جمهوري من ولاية "ألاسكا" تشريعات تمنع تدفق النفط والغاز الروسي إلى الولايات المتحدة، وانضمت رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" إلى الجمهوريين في دعم الفكرة ، ومن جانبها، صرحت "جين بساكي" السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض بأن الهدف من فرض العقوبات هو تعظيم التأثيرعلى روسيا، دون الإضرار بمصلحة "واشنطن" وحلفائها، مؤكدة أنه ليس للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية في الحد من الإمداد العالمي للطاقة.
الكونجرس مستمر في البحث عن خيارات أخرى
وأضافت: أن الكونجرس مستمر في البحث عن خيارات أخرى يمكن أن تتخذها "واشنطن" لتقليل استهلاكها من النفط الروسي، وأوضح "روبرت هابيك" وزير الاقتصاد الألماني الخميس 3 مارس معارضته لمثل هذه التحركات، محذرًا من أنها ستهدد "السلام الاجتماعي" في البلاد ، ختاما، نوه التقرير إلى أن حظر الواردات سيعوق إنتاج النفط الروسي، كما أنه يهدد بدفع الأسعارإلى مستويات تقترب من 150 دولارًا للبرميل أو أكثر وفقا لبعض محللي السوق، مما قد يكون له تداعيات اقتصادية بعيدة المدى في الولايات المتحدة والعالم.