صحف سعودية: تنسيق سياسي مشترك بين مصر والمملكة وتوافق بالمواقف والرؤى

اهتم الإعلام السعودي بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى المملكة بالغ الاهتمام، وغطت الصحف السعودية تفاصيل الزيارة، مبرزة عمق ومتانة العلاقات بين البلدين، والتنسيق والتشاور السياسي الدائم بين القاهرة والرياض، وتطور العلاقات في كافة المجالات.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان في مقدمة مستقبلي الرئيس السيسي بالمطار، وبعد استقبال السيسي في الديوان الملكي من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز على مأدبة غداء، اصطحب ولي العهد الرئيس المصري في عدة جولات تضمنت زيارة معرض الدفاع العالمي 2022 بالرياض في نسخته الأولى، كما أجريا جولة في حي الطريف التاريخي بمنطقة الدرعية والمدرجة ضمن قائمة التراث العالمي في منظمة اليونيسكو.

استمرار التنسيق والتشاور السياسي

قالت صحيفة "اليوم" السعودية إن حفاوة استقبال الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، للرئيس عبدالفتاح السيسي "يعكس حجم العلاقات الثنائية التاريخية بين المملكة ومصر ومستوى الشراكة الاستراتيجية التي تمتاز بتوافق المواقف والرؤى بين القيادتين بشأن القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، وحرص البلدين على استمرار التنسيق والتشاور السياسي بينهما، لبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية في مواجهة التحديات المشتركة، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليين".

الصحيفة السعودية قالت أيضا، إن القطاع الخاص السعودي ينظر للسوق المصرية باعتبارها سوقًا مهمة للغاية للصادرات والاستثمارات السعودية، وتوجد 6285 شركة سعودية في مصر باستثمارات تفوق 30 مليار دولار، كما توجد في المقابل 274 علامة تجارية مصرية، وأكثر من 574 شركة مصرية في الأسواق السعودية.

العمق التاريخي للعلاقات المصرية السعودية

وبمناسبة زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية، نشرت صحيفة "الرياض" مقالا بعنوان "المملكة ومصر .. علاقات تاريخية وتعاون وثيق"، يستعرض جذور العلاقات التاريخية الصلبة بين البلدين منذ عهد الملك فاروق وصولا إلى تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم، وجاء فيه: "ارتقت العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر، بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وأخيهما فخامة رئيس جمهورية مصر العربية السيد عبدالفتاح السيسي، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي المصري، وإبرام حكومتي البلدين نحو 70 اتفاقية و"بروتوكول" ومذكرة تفاهم بين مؤسساتها الحكومية.

الصحيفة قالت "تسعى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية إلى تعزيز التعاون في العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والفنية بما يلبي طموحات وآمال البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية".

توافق في المواقف والرؤى

صحيفة "عكاظ" السعودية قالت في تقرير بعنوان "الرياض والقاهرة.. توافق في المواقف والرؤى" تعليقًا على القمة المصرية السعودية، "تمتاز العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر بتوافق المواقف والرؤى بين القيادتين بشأن القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، ويحرص البلدان على استمرار التنسيق والتشاور السياسي بينهما، لبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية في مواجهة التحديات المشتركة، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليين، وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما في شتى المجالات.

رفض التدخل بالشؤون العربية

من جهتها نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، تفاصيل البيان المصري السعودي المشترك عقب اختتام الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته إلى السعودية، والذي تناول مجمل القضايا العربية، مؤكدًا على رفض التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية من قبل أي أطراف إقليمية، كما أدان محاولات المساس بأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، وأكد على دور جامعة الدول العربية في التوصل لتسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لمبدأ حل الدولتين.

أكدت المملكة من جانبها دعم القاهرة في قضية سد النهضة الإثيوبي، معتبرة الأمن المائي المصري من الأمن المائي العربي، وحثت أديس أبابا على التخلي عن سياستها الأحادية اتصالاً بالأنهار الدولية، والالتزام بتعهداتها بمقتضى القانون الدولي.

وأعرب الجانبان عن أملهما في تشكيل حكومة عراقية تستمر في مواصلة العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته، وأكدا دعم المرحلة الانتقالية في السودان وبما يسهم في الحفاظ على المكتسبات السياسية والاقتصادية، والحرص على أمن واستقرار ووحدة أراضي لبنان، وألا يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن المنطقة، وعلى أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يحقق تطلعات الشعب ويحافظ على وحدة وسلامة أراضيها، بعيداً عن التدخلات الإقليمية، كما شدد الجانبان على أهمية الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، وأكدا على دعم كل الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي (ليبي ليبي)، كما أكدا أهمية التعامل بشكل جدّي وفعّال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بجميع مكوناته وتداعياته بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

اقرأ المزيد: الملك سلمان يستضيف الرئيس السيسي على مأدبة غداء