الطريق
الأربعاء 8 مايو 2024 02:12 مـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خاص| أدت اليمين وبيدها المصحف.. «آن علي» تروي تفاصيل تقلّدها منصب أول وزيرة مصرية مسلمة في أستراليا

الدكتورة آن علي تقسم اليمين وبيدها المصحف الشريف
الدكتورة آن علي تقسم اليمين وبيدها المصحف الشريف

بملامح مصرية أصيلة يفوح أريجها الساحر بعبق العزيمة والصبر والأمل، كست قسمات وجهها طمي النيل، تقف الدكتورة عزة محمود السروجي، المُلقبة بـ«آن علي» شامخة حاملة مصحفاً غلافه زهري اللون، تؤدي اليمين الدستورية كأول وزيرة مسلمة في تاريخ أستراليا، قبل أن ينهض رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز عن كرسيّه ليصافحها ويهنئها.

الدكتورة «آن علي»، التي تولت منصب وزير الشباب وتعليم الطفولة المبكرة عن حزب العمال في الحكومة الأسترالية الجديدة، المولودة في 1967 بالإسكندرية، لم تكن تتخيل أن تتقلد في يوماً ما منصباً وزارياً، عندما انتقلت في الثانية من عمرها إلى أستراليا البلد المقيم فيها أكثر من 620 ألف مسلم بين مهاجر ومتحدر، إضافة لأكثر من نصف مليون عربي، معظمهم لبنانيون.

وتقول «آن علي»، لموقع «الطريق»: إن «اختياري لهذا المنصب الوزاري رفيع المستوى لم يكن يوماً من الأيام ضمن أولوياتي أو في خطة حياتي، لأن قصة حياتي بسيطة للغاية، إذ كانت أسرتي لاجئة في أستراليا، ووالدي كان يعمل سائق سيارة أجرة هنا لتأمين قوت يومنا».

رسالة للشباب العربي

وتضيف: «أتمنى أن يكون تقلّدي هذا المنصب رسالة لكل الشباب في الوطن العربي، وهي أن أي شخص يستطيع وقادر على تحقيق أحلامه مهما كانت الصعوبات، وما عليه إلا السعي وراء حلمه والعمل والاجتهاد وحتماً سيأتي النجاح يوما ما».

وتابعت «آن علي»: «أنا فخورة باختياري وزيرة للتعليم لمرحلة الطفولة المبكرة والشباب في حكومة العمال، وهذا شرف كبير ومتحمسة للعمل في هذا المنصب للغاية، وقد أكون أول امرأة مسلمة في الحكومة، لكنها مسؤولية كبيرة أن أضمن ألا أكون الأخيرة، وألا أغلق الباب خلفي».

وكانت الدكتورة المصرية المسلمة الأولى في البرلمان الأسترالي عندما فازت بمقعد عن مدينة كوان في ضواحي بيرث الغربية.

ووجهت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج، التهنئة للدكتورة «آن علي» إحدى نابغات مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، لتوليها منصب وزيرة الشباب وتعليم الطفولة المبكرة بالحكومة الأسترالية، معربة عن فخرها بتسجيل اسم الدكتورة آن كأول وزيرة عربية ومسلمة في تاريخ الحكومات الاتحادية الأسترالية في التاريخ.

مكافحة التطرف والإرهاب

«آن علي» التي هاجرت مع عائلتها طفلة بعمر عامين إلى أستراليا، واستعادت في 2016 جنسيتها المصرية، اختيارها لوزارة تتعلق بالشباب، مستند إلى خبرتها في مكافحة التطرف والإرهاب، مع أن منجزات ماضيها مختلفة، ففي 1990 تخرجت ببكالوريوس في الفنون من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وبعد عودتها إلى أستراليا حصلت في 2008 على جائزة العميد لأفضل باحث جديد من جامعة سبق وتخرجت منها في 1994 بالأدب الإنجليزي، ثم ماجستير في 1996 بالمادة نفسها، وبعدها بعامين بدكتوراه في الفلسفة، وهي جامعة Edith Cowan University الأسترالية.

وحصلت في 2009 على «جائزة النشر» من المعهد الأسترالي لمحترفي الاستخبارات المهنية، وأسست بعد تعيينها في مجلس العلاقات «العربية - الأسترالية» التابع لوزارة الخارجية، ما سمته «منظمة الأشخاص ضد العنف المتطرف.

ونشطت «آن علي» أيضا مع «مركز الثقافة والتكنولوجيا» بجامعة Curtin University الأسترالية العامة، وفيه قادت برنامج أبحاث عن مكافحة التطرف العنيف عبر الإنترنت.

امرأة العام

آن علي التي اختاروها «امرأة العام» حين أصبحت في 2016 أول مسلمة يتم انتخابها نائبا بالبرلمان، هي بروفسورة جامعية أيضا، وأم لابنين من زوج اقترنت به في 1988 وقالت في مذكرات نشرتها عام 2018 بعنوان: «البحث عن مكاني» إنها عانت من معاملته الكثير، واضطرت بعد الطلاق للاعتناء وحدها بابنيها «آدم وكريم» كأم عزباء، ثم وجدت الاستقرار مع زوجها الحالي، وهو كندي اسمه «ديفيد» وكان ضابطا في الشرطة، وممارسا شهيرا لرياضة «الهوكي» بالتزلج على جليد الصالونات.

أما الحكومة الأسترالية الجديدة، فتم تشكيلها من 23 وزيرا، بينهم 10 نساء ووزير مسلم آخر بوسني هو إيد هوسيك، 52 عاما، وعضو أيضا بحزب العمال، وتقلد منصب وزير الصناعة.