الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 04:22 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مسرحية لـ حسين فهمي عمرها 97 عاما.. رفضتها الرقابة لتشابها مع قصة إبراهيم الغربي القواد

إبراهيم الغربي
إبراهيم الغربي

وشرفك يا سي إبراهيم، هي كل ما تشوفني ما بطلبش منها حاجة بطالة كل ما تحبني زيادة.. هكذا كان الحوار بين الشخصيتين عزيز وإبراهيم بأحد المشاهد في مسرحية "أسرار الغربي"، التي كتبها المؤلف حسين فهمي عام 1925 ميلاديًا. نعم المؤلف حسين فهمي وليس الفنان الكبير حسين فهمي.

يواصل موقع "الطريق"، البحث في خبايا وأسرار زمن الفن الجميل، وهذه المرة نعود إلى الماضي بـ 97 عامًا. ونروي قصة رفض الرقابة عرض مسرحية "أسرار الغربي" للمؤلف حسين فهمي على مسرح رمسيس.

البداية كانت يوم 7 يونيو عام 1925 عندما تقدم حسين فهمي بطلب إلى إدارة عموم الأمن العام بوزارة الداخلية كي يحصل على ترخيص لتقديم المسرحية على مسرح رمسيس. وفي اليوم التالي وصل لحسين فهمي قرار برفض المسرحية.

قال الرقيب السيد المدني في قراره برفض عرض مسرحية "أسرار الغربي"، أن هذه المسرحية مليئة بالفظائع إذ تتحدث عن إبراهيم الغربي الشهير بالـ "قواد المخنث"، وكيف كان تقعن الفتيات بين أيديه لعمل أشياء منافية للآداب والكرامة، وأن المسرحية بها العديد من العبارات التي يخجل منها الكثيرين، كما أن القصة تترك آثر سيء بداخل الفتيات وما يحدث لهن. ليخرج بعدها قرارًا رسميًا في مثل يومنا هذا 17 يونيو 1925 من محمد مسعود مدير المطبوعات بأمر لمحافظ مصر كي يمنع عرض المسرحية ومراقبتها.

وكانت أسباب رفض الرقابة لعرض مسرحية "أسرار الغربي"، ثلاثة أسباب وهي أن المسرحية مليئة بالعبارات الخادِشة للحياء، والسبب الثاني هو حسرة النفس لدى الجمهور عند مشاهدة وسماع ما تشعر به الفتيات بسبب وقوعهن في بيوت الدعارة، والسبب الثالث هو أن المسرحية صورة طبق الأصل لقضية إبراهيم الغربي المعروف بالقواد المخنث الذي لم يسير أحد بجنازته.

ودارت هذه المسرحية حول الفتاة "فاطمة"، التي كانت تحب "عزيز"، ولكن وأهلها فرضوا عليها الزواج من رجلًا أخر، ولهذا السبب هربت يوم زفافها مع "عزيز"، الذي يعمل مساعد للقواد "إبراهيم"، ولكنها لم تكن تعلم هذا الأمر.

يُحضر "عزيز"، حبيبته "فاطمة" إلى منزل "إبراهيم"، ويوهمها أنه منزل والده، حتى يتركها لزبائن تاجر الأعراض ليسلبوا شرفها ووقتها تظل "فاطمة"، تناجي الله أن ينقذها من هذا المنزل وأن يسامحها والديها لأنها لم تستمع لحديثهما.

"الطريق"، ينشر حوار من العرض التي رفضت الرقابة عرضه، بين عزيز وإبراهيم..

عزيز: دي بنت شريفة قوي يا سي إبراهيم.

إبراهيم: لكن يا واد، معملتش معاها في المدة دي حاجة؟

عزيز: لا وشرفك يا سي إبراهيم، وهي كل ما تشوفني ما بطلبش منها حاجة بطالة كل ما تحبني زيادة. وأنا كمان عارف إني لما أجيبها بنت هنتفع من وراها أنا وأنت.

اقرأ أيضًا..

«تلقى علقة سخنة عندما كان طالبًا».. محمد فوزي يروي تفاصيل خناقة لم ينساها يومًا

وتنتهي المسرحية وفاطمة تقول: "يا ربي أروح فين؟ إيه اللي وقعني الوقعة السودة دي؟ الله يجازيك يا عزيز أنا فاطمة الشريفة عفيفة النفس مسمعتش كلام أبويا وطاوعت واحد منافق سمسار أعراض؟ أشتكيك لمين غير ربنا؟ هو اللي ياخد حق المظلوم من الظالم.. تعالي يا أمي الحنونة تعالي. تعالى يا أبويا تعالى. واخنقني بإيديك الطاهرة. عشان ما سمعتش كلامك.. أروح فين؟ أروح بيت أهلي بعد سلب عفافي مني بالقوة؟ والَّا أرجع لبيت الفسق والرذيلة".