الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 04:21 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
تحرير سعر الصرف وتأثيره على سوق العقارات.. جمعية رجال الأعمال: تكلفة الوحدات السكنية الجديدة سترتفع مصر والأموال الساخنة.. فرص استثمارية وتحديات اقتصادية في مواجهة الحكومة عضو المجلس القومي للمرأة في حوار لـ«الطريق»: المرأة شهدت العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي مصر أول دولة في العالم تضع استراتيجية... سيدات الأهلي يحققن الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي ”الحشاشين”.. مسلسل يكشف استخدام الإخوان لمفاهيم السمع والطاعة المطلقة 6 جنيهات.. حملة لتثبيت سعر تعريفة التوك توك داخل سمالوط رئيس الوزراء يؤكد ضرورة وضع أجندة تنفيذية لمخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطني رسالة جديدة من نتنياهو لعائلات المحتجزين البترول تسدد 30 مليون دولار جزء من مستحقات شركة كابريكورن إنرجي مصرع شاب على يد آخر في مشاجرة بالمنيا مواد غذائية شائعة يحظر تناولها أثناء تفاقم التهاب المعدة جي بي مورجان يتوقع ارتفاع برميل النفط إلى 100 دولار بسبب روسيا

محمد سويد يكتب: القابعون خلف المؤامرة وتمثيلية الحوار الوطني !

محمد سويد
محمد سويد

سأختصر عليك المسافات..وآتيك من أقاصي اليسار، أو حتى اليمين المتطرف، حيث يستريح عقلك الناقد لتمثيلية الحوار الوطني، وكيف بات علينا أن ننجزها، ليرضى عنا الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويمنحنا صندوق النقد قرضاً سخِيًّا ينقذنا من دائرة الإفلاس.

سيدى المناضل.. لن أعبث في شكوكك، أو أحاول إزاحة الستار عن عينيك المغمضتان عن واقع تلك السفينة، التي تمضي بنا في ظلمات - كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ.

ذلك النظام العالمي المضطرب الذي أقر قادة العالم، ومن خلفهم أعتى خبراء الاقتصاد والعلاقات الدولية، بعجز الجميع عن توقع ما ستسفر عنه تلك الحرب التي لم تعد باردة، وما ستيَتَمخّض عنه ذلك النظام العالمي الجديد، الذي لم يتشكل بعد، من سيكونون الضحايا ومن سيدفع الثمن هذه المرة؟.

أدرك أننا نقف في الجانب الأضعف من الأزمة، جانب الحاجة إلى العملة الصعبة -الدولار- التي نستورد بها الخبز والزيت..إلخ - لا ترف في ذلك ولا رفاهية - فاتورة 30 سنة من التأخر في الصناعة والزراعة والتنمية الحقيقية، دفعنا وندفع اليوم ثمنها من قوت أولادنا ومن سلمنا الاجتماعي وأمننا القومي.

مُثقَلَة هي الدولة المصرية يا عزيزي، ومبتلاه - إن تذكر، ما إن تخلصنا من شيخوخة الحكم وفساد الحزب في 25 يناير 2011، حتى اختطفتها الفاشية الدينية، وهناك في ميادين مصر، فرقتنا الجماعة وجمَّعتنا مسرات الغضب، التقينا بغير ميعاد، وهتفنا بغير ترتيب "يسقط يسقط حكم المرشد"، فكتب الله لها ولنا النجاة في 30 يونيو 2013.

لم يفاجئنا الرئيس عبد الفتاح السيسي حين أقر بأننا نعيش في "شبه دولة" وليس في دولة راسخة الأركان بمؤسساتها، شأن الدول المتقدمة، والحقيقة أنه بات علينا أن نضع كلمة "كأنه"، قبل كل ما تقدمه الدولة من خدمات فكأنه تعليم وكأنها صحة وكأنه خطة وكأنه برلمان.. إلخ.

ومن هنا استشعر الرئيس حجم الخطر، فنفض يده من سفسطة السياسة، واتجه ومن خلفه القوات المسلحة المصرية التى لم يخزل هذا الوطن قط، فخاض معركة الإرهاب حتى حل الأمن والأمان في ربوع مصر، ومعركة البناء، فانطلقت المشروعات القومية شرقاً وغرباً، وأعاد تأهيل البنية التحتية وشبكات الطرق المتهالكة، وكان للإصلاح الاقتصادي نصيباً من المعركة، لولاه ما استطعنا مواجهة الأزمة العالمية الحالية.

عزيزى المنزعج من سرد هذه الحكاية، باعتبارها تطبيل للنظام لا تحب أن تسمعه، كن واسع الصدر، ولا تكرر ما تنتقده من تجارب سئية، حين لم يسمعك أحد، أو حُسِبْت على فكر لا تمت له بِصِلَة، وقُيِّدت حريتك دون سبب، فها هي لجنة العفو الرئاسي قد مدت لك يد التصالح، وأطلقت سراح المئات من المحبوسين احتياطياً وسجناء الرأي، بل ودعت أصحاب الفكر منهم للمشاركة في الحوار الوطني، ألا تتفق معي أنه في ذلك تصحيح واضح للمسار؟.

انتظر فالحكاية لم تنتَهِ، ولو طالعت موقف البيت الأبيض من الأزمة العالمية الحالية، وما فعلته روسيا من أفاعيل عرّت كذب رواية قوتها الاقتصادية والعسكرية المطلقة، ولو قرأت ما وراء زيارة جو بايدن مرغماً للسعودية، وسعيه المذل لحلفاء النفط، لما توهمت بأننا نُجْري تمثيلية الحوار لأجل عيون الأمريكان.

ولئِن حدَثْتَني عن مناسبة الحوار الوطني، ولماذا كل هذا الصَخَب السياسي المصاحِب له، لأحدثَنَّك عن تماسك الجبهة الداخلية التي هزم بها فلادمير بوتن حصار العالم، و لأحدثنك عن حاجتنا لإصلاح سياسي شامل، لا بد أن نكون شركاء فى وضع قواعده، ولأحدثنك عن أن حاجة الأوطان لا تساع مساحات الاتفاق والاختلاف حول أولويات العمل الوطني، وإن تأخر استدعاؤك لدائرة العمل الوطني، فلن تُبنَى مصر إلا بعقول وسواعد أبنائها، و لن يُفلِس وطن يمتلك أكثر من 100 مليون عقل وقلب نابض بالانتماء لترابه.