الطريق
السبت 4 مايو 2024 12:50 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

جحود الأبناء.. نهاية مأساوية لأم مسنة عُثر على جثتها في حالة تعفن بشقتها بالشرقية

مستشفى أبوكبير المركزي
مستشفى أبوكبير المركزي

نسمع أحيانا عن جحود الأبناء، لكن هذه السيدة المسنة التي تجاوزت الـ80 من عمرها وخط الزمن على وجهها خرائط، قصتها أشد ألما ومرارة، فهي ربت وسهرت الليالي وتحملت مشاق الحياة وتحدياتها، في سبيل رعاية أبنائها، الذين لما اشتد ساعدهم تركوها بمفردها تصارع المرض بين أربع جدران في منزل عتيق بمركز أبو كبير بالشرقية.

عثروا على جثتها في حالة تعفن!

استيقظ أهالي أبوكبير على واقعة تقشعر لها الأبدان، حينما عثروا على لجثة سيدة مسنة في حالة تعفن داخل مسكنها في بندر المركز.

لم تتمكن الأم المسكينة من رؤية أبنائها في المشهد الأخير قبل أن تفارق الحياة، رحلت دون أن يودعها أحد أو يمسح أحدهم على جبينها، وكأنها أضاعت عمرها في العدم، أهدرت أجمل أيام حياتها على أبناء تجردوا من الرحمة والإنسانية.

مشهد النهاية

بعد وفاة السيدة في منزلها، ظلت لفترة، دون أن يعلم أحد بأمرها، حتى خرجت الرائحة وتجاوزت حدود جدران المنزل، لتعلن خبر رحيل الأم المسكينة، في غياب أبنائها.

الأهل اتصلوا بالإسعاف وأبلغوا ابن السيدة يدعى «محمد ب» 50 عاما، بما جرى لوالدته، لكن سيارة الإسعاف كانت أسرع في الاستجابة ونقلت الأم المسنة إلى مستشفى أبوكبير المركزي.

وعقب إبلاغ الشرطة التي طلبت توقيع الكشف الطبي على جثة «سعاد س» 84 عاما بمعرفة مفتش الصحة، تبين أن الجثة في حالة تعفن وانتفاخ ولا يوجد إصابات ظاهرية واضحة بها ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة.

وقررت النيابة العامة أبوكبير، انتداب أحد الأطباء الشرعيين، لإجراء الصفة التشريحية الجثة، لبيان سبب الوفاة وبيان وجود شبهة جنائية في الوفاة من عدمه.

ماذا قال ابنها؟

وبسؤال «محمد ب» 50 عاما عامل، أقر أن والدته تعيش بمفردها وأن بعض الجيران أبلغوه بانبعاث رائحة كريهة من الشقة، وتبين من التحريات أن المتوفاة تعيش بمفردها.

وتعاطف الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة سيدة الشرقية، مستنكرين جحود أبنائها وإهمالهم لوالدتهم التي سهرت الليالي على راحتهم، وضحت بحياتها في سبيل إسعادهم.

وعلقت منى السيسي على الواقعة عبر «فيس بوك» تقول: «يا وجع القلب مافيش حد سأل عليها يا قلبي ربنا يرحمها ويغفر لها وربنا يتولانا برحمته».

أما محمد عبد الفتاح فقال: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ست مسنة وكبيرة في هذا السن وتنساب لوحدها يعني ابنها مكنش عارف يخدها تقعد معاه أو حتى يطمن عليها ما بين كل فترة والتانية علي الأقل ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته».

وحتى الآن ما زال سبب وفاة الأم المسنة غامضا، لكن السؤال الأهم: هل يعيش الأبناء بدون قلب لدرجة جعلتهم يتركون أمهم في شقتها وحيدة بعدما تجاوزت الـ80 عاما؟

اقرأ أيضا: بعد ارتفاع حالات الخلع.. هل الزواج المبكر سبب انهيار العلاقة بين الزوجين؟