الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 02:08 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من النشأة حتى الآن.. تعرف على مراحل تطور الحياة الحزبية في مصر

دور الاحزاب السياسة حيوي وجوهري في تدعيم الديموقراطية وربطها بأسباب التقدم في معظم الأحيان ومن جانب آخر فإن حياة حزبيه نشطة وفعالة تعنى توافر قدر من البدائل السياسات والحلول التى تحتاجها الدول والمجتمع لمقاربة قضايا العمل الوطني العام.

ومن الاخبار الجيدة التى طرأت على المجال السياسى أخيرا، ما ظهر من اهتمام امناء الحوار بمناقشة دور الاحزاب فى المحور السياسى للحوار، الذي هو أحد المحاور الرئيسية الثلاثة، الأمر الذي يعنى ان ثمة امكانية لتفعيل عمل المنظومة الحزبية بما يتجاوز تعثراتها وخفوت تأثيرها.

وفي هذا السياق، نستعرض تاريخ ومراحل تطور الحياة الحزبية منذ نشأة الأحزاب حتى الآن في سياق التقرير التالي:

1- نشأة الحياة الحزبية

مصر عرفت الحياة الحزبية فى مطلع القرن العشرين عندما نشأ الحزب الوطنى كتعبير مؤسس يتجاوب مع المطلب السياسى السائد آنذاك وعنوانه "الاستقلال"، ورغم اتساق تلك البداية المثيرة مع مطالب الأمة المصرية ونزوعها نحو الاستقلال عن الاحتلال البريطاني، الذي ضم على صدرها وأعاق نموها السياسى وسلب إرادتها، فإن الحياة الحزبية النشطة لم تنجح في إدراك الاستقلال لاسباب عديدة.

2- التعددية الحزبية

الأحزاب السياسية المتعددة فكرة غريبة ذات طابع ليبرالى بكل تأكيد ورغم أن بريطانيا كانت من أولى دول العالم تأسيسا للأحزاب السياسية، فإن ذلك لم يمنع من تكوين أول حزب جماهيرى مصرى فاعل هو حزب الوفد الذى أنشأة الزعيم التاريخي سعد زغلول ورفاقه في اعقاب ثورة 1919م، للمطالبة بإستقلال البلاد من المقتل البريطاني.

وشهدت مصر حياة حزبية نشطة فى كنف الاحتلال ونشأ عدد كبير من الاحزاب التى استطاعت ان تشكل معالم ما عرف لاحقا بالحقبة الليبرالية، حيث كان بعضها مطلقا لقضية التحرر من الاستعمار بر یطانی بينما كان بعض الآخر يعكس ايديولوجية مختلفة مثل حزب مصر الفتاة، أو يتطلع إلى لمنافسه من اجل الوصول إلى الحكم من دون ان يمتلك قاعدة جماهيرية كتلك التي يمتلكها الوفد.

3- حظر الأحزاب بعد ثورة يوليو

ذلك الحراك السياسى الحيوى الذي أثمر عن اعلان دستور 1923 وبلور تجربة متكاملة في المقاومة السياسة والتنافس من أجل الوصول إلى سلطة، تلقى صدمة كبيرة، اطاحت بطموحاته مع اندلاع ثورة يوليو 1952، حيث رأت الثورة أن الأحزاب انذاك افسدت الحياة السياسية وعطلت تحقیق امل البلاد في الاستقلال.

ورغم ان الثورة ارست مبادئ ستة کدستور لعملها وكان من بین تلك المبادئ إقامة حياة ديمقراطية سليمة، فإنها حظرت الاحزاب وانشأت لاحقا حزباً واحداً واقامت حكماً شموليا حق انجازات ضخمة وملموسة أو تداول السلطة.

4- السادات وعودة الحياة الحزبية

يربط علماء وباحثون بين التحديث والاحزاب السياسية بوصفها آلية سليمة ناجحة لتحقيق المشاركة السياسية وضمان المؤسسية والتعبئة الاجتماعية التى من دونها لا يمكن أن يتحقق التحديث.

كما يؤكد الباحث السياسى (موريس دوفرجية) فإن التنظيم المؤسسى للأحزاب وإرساء قواعد مناقشة حزبية عادلة، يعززان القدرة على الحشد وطرح البرامج واستعراض البدائل واختيار الأفضل بينها بما يرسم صورة تتسم بالحداثة والليبرالية، ربما كان هذا نفسه هو ما فكر فيه الر ئيس الراحل أنوار السادات الذي فتح الباب لعودة الحياة الحزبية فى مصر فى عام 1976 بعدها خرج منتصرا من حرب اكتوبر 1973 واظهر ولعا بالحصول على تقدير ومكانه وتعاون ممبز من المعسكر الغربى.

لكن الحياة الحزبية التى أنشأها السادات كانت هشة وشكلية بحيث فتحت الباب واسعا لهيمنة حزب واحد على شئون البلاد من جانب، ولم تترك للتيارات المعارضة وسيلة فعاله للتعبير عن رؤاها ومطالبها، وتركت الساحة مستباحة للتيار الديني، الذى افسد ما تبقى من الحالة السياسية عبر استنادة الايدلوجى المخاصم للحداثة الديموقراطية من جانب آخر.

5- مؤشرات فاعلية الحزب السياسي

الانتفاضة التى اندلعت فى25 يناير 2011 كانت بمثابة زلزال حقيقى، أثمر أنفجارا حزبيا هائلا أدى إلى تلك الحصيلة الضخمة التى تجسدت فى اكثر من 100 حزب سياسى يمكن ببساطة اعتبارها كما لا كيفا لانها بكل تأكيد تفتقد الفاعلية.

ويؤكد علماء السياسة أن ثمة 5 مؤشرات تحدد مدى فاعلية الحزب السياسى:
1- قدرة على المنافسة من أجل الوصول إلى السلطة.
2- أن يمتلك قاعدة جماهيرية معتبرة يمكن أن تسانده فى الانتخابات.
3- أن تطور برنامجا سياسيا قابلا للتنفيذ ويتسم بالوضوح والتمايز عن المنافسين.
4- أن يتوفر على درجة من المؤسسية والتنظيم الفعال.
5- أن تتمتع بالاستمرارية والتماسك.

ولدينا فرصة كبيرة لمناقشة جادة لدور الاحزاب ومستقبلها فى الحوار الوطنى والامل أن يؤسس ذلك الحوار لدور أكثر فاعلية للأحزاب.