الصفقة النووية الإيرانية قد تؤدي لتراجع أسعار النفط إلى 65 دولارا
على ضوء أن التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران أصبح احتمالًا واضحًا، وذلك بعد تكثيف المحادثات في الأشهر الأخيرة، ورغم أن هذا قد يكون خبرًا سارًا لعالم يواجه نقصًا في كل من النفط والغاز، فإن بعض النقاد يشيرون إلى المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بهذه الصفقة، بالإضافة إلى أن إيران قد قامت بزيادة إمداداتها النفطية في الأشهر الأخيرة حتى تكون على استعداد لتصديرها بمجرد التوصل إلى اتفاق.
إعادة إحياء الاتفاق النووي
وتجدر الإشارة إلى أن الارتفاع الكبير في أسعار النفط هذا العام، بالإضافة إلى ما تواجهه العديد من الدول في جميع أنحاء العالم من نقص في النفط والغاز من العوامل التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي، والذي من شأنه أن يسمح لإيران بإعادة تصدير النفط على نطاق واسع، حيث تتطلع الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الكبرى الأخرى إلى ضمان إمدادات النفط مع التحول من الاعتماد على روسيا.
ومن جانبه، صرح "محمد مراندي" مستشار فريق التفاوض الإيراني في منتصف أغسطس الماضي، بأن فرص الوصول إلى اتفاق نووي كبيرة جدًا، ما يشير إلى تقارب الاتفاق النووي الجديد بين الولايات المتحدة وإيران.
الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" - أرشيفية
انسحاب "ترامب" من الاتفاقية السابقة
الجدير بالذكر أن انسحاب الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" من الاتفاقية السابقة في عام 2018، أدى إلى فرض عقوبات على النفط الإيراني وتوقف الصادرات الإيرانية منه، ورغم التزام إيران في بداية الأمر بهذه العقوبات وانخفاض إنتاجها النفطي بشكل كبير خلال الفترة من 2018 إلى 2020، فإنه بفضل استخدام السفن العملاقة في عمليات الشحن والاتفاقيات التي تمت خلف الكواليس، ارتفعت عائدات النفط في البلاد خلال العام الماضي، حيث تعمل إيران على بناء علاقاتها مع العديد من الشركاء التجاريين في جميع أنحاء العالم، وأبرزهم فنزويلا التي تخضع لعقوبات. وفي خلال الأشهر الأخيرة، تجاهلت دول كثيرة العقوبات الأمريكية في مواجهة لانعدام أمن الطاقة، ما أدى إلى زيادة بنسبة 580% في دخل النفط والمكثفات الإيرانية خلال الفترة من مارس إلى يوليو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
يمكن أن يؤدي إعادة تنشيط صناعة النفط الإيرانية إلى تغييرات هائلة في توقعات سوق النفط العالمية، حيث اقترح "تاماس فارجا" المحلل في مجال النفط بشركة "بي.في.إم أويل أسوشيتس" في لندن، أن منظمة "أوبك" يمكن أن تنتج 30.5 مليون برميل يوميًّا، ومع عودة الإنتاج الإيراني، فقد يترتب على ذلك تراجع أسعار النفط إلى 65 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من عام 2023.
اقرأ أيضا: تغير رمز الشفرة الملكية للملك تشارلز الثالث.. هل تخص كرستيانو رونالدو؟
النفط الإيراني - أرشيفية
عودة النفط الإيراني إلى السوق
بالإضافة إلى أن عودة النفط الإيراني إلى السوق ستجعل أسعار النفط أكثر تنافسية، كما أنها ستساعد في التحول من الاعتماد على قوة نفطية واحدة، علاوة على ذلك، فإن العقوبات المفروضة على النفط الروسي أدت إلى أن تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية إلي للحصول على المزيد من إمدادات النفط خلال الفترة الماضية.
وبحسب شركة "كليبر" لخدمات تتبع السفن، فإن إيران تملك حوالي 93 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات على متن سفن في الخليج العربي جاهزة للتصدير حال رفع العقوبات عنها، في حين تشير تقديرات أخرى إلى أن تلك الإمدادات تتراوح بين 60 إلى 70 مليون برميل يوميًّا، كما أظهرت بيانات "كليبر" إلى أن الحجم الحالي للخام والمكثفات في مواقع التخزين البرية داخل إيران يقدر بنحو 48 مليون برميل.
ومن جانبه، قال "جن بولتون" مستشار الأمن القومي السابق في إدارة "ترامب" إن رفع العقوبات سيشجع إيران على الشراكة مع روسيا، كما أن رفع العقوبات سيؤدي إلى إلغاء تجميد أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمدة في بنوك أجنبية، وستعود تحت سيطرتهم، ومن المرجح أن يقوموا بإنفاقها على برنامجهم النووي بجانب دعمهم للإرهاب في الشرق الأوسط.
ختامًا، يشار إلى أنه مع اقتراب الولايات المتحدة الأمريكية من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، والآمال بشأن إعادة بدء استيراد النفط الخام من الدولة الغنية بالنفط، فمن المهم إقامة علاقات جيدة مع إيران إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تأمل في الاستفادة من إنتاجها النفطي، إلا أن هناك مخاوف من أن تتجه إيران إلى روسيا.
اقرأ أيضا: أول تصريحات ولي العهد البريطاني: «سأكرم جدتي إليزابيث و ادعم تشارلز
