الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 05:25 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تصعيد النزاع.. استفتاءات عاجلة في 4 مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا

كييف تتعهد باسترداد بقية المدن بشرق أوكرانيا
كييف تتعهد باسترداد بقية المدن بشرق أوكرانيا

في خطوة من شأنها تصعيد المواجهة بين موسكو والغرب بشكل خطير، أعلنت السلطات التي عينتها موسكو في 4 مناطق بأوكرانيا، إجراء ما وصف بالاستفتاءات الشعبية العاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا بدءًا من 23 حتى 27 سبتمبر الجاري.

جاء ذلك في خضم هجوم أوكراني مضاد تمكن من استعادة مساحات واسعة من الأراضي في مناطق شمال- شرقي البلاد، في حين توقف التقدم الروسي في الأشهر الأخيرة.

الرد الأوكراني

وتوعدت الرئاسة الأوكرانية «بالقضاء» على التهديد الروسي، وقارنت وزارة الدفاع تلك الاستفتاءات بـ«آنشلوس»، في إشارة إلى ضم النمسا إلى ألمانيا النازية عام 1938.

وأُعلن تنظيم الاستفتاء في منطقتي لوهانسك ودونيتسك وكذلك في خيرسون التي احتلها الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وفيها أكبر محطة نووية في أوروبا.

وستجرى هذه الاستفتاءات مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثامن في حين تتعرض كل هذه المناطق للقصف وتدور فيها معارك.

وأعلن مسؤولو «الإدارة السياسية العسكرية» المحتلة لمنطقتي خيرسون وزابوريجيا عن تشكيل «وحدات متطوعين» قريبًا لمحاربة القوات الأوكرانية.

على غرار القرم

ويجري الإعداد منذ شهور لهذه الاستفتاءات، على غرار الاستفتاء الذي أضفى الطابع الرسمي على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا عام 2014 ما ندد به المجتمع الدُّوَليّ.

ولم يعترف المجتمع الدولي بتاتاً بعملية الضم لكن كان واضحاً منذ فترة طويلة أن روسيا تعتزم المصادقة تلقائياً على استيلائها على المناطق المحتلة الأخرى بنفس الطريقة.

وكان رئيس «برلمان» لوهانسك دينيس ميروشنيشنكو أول من أعلن أن الاستفتاء سيُجري على مدى 4 أيام اعتبارًا من يوم الجمعة المقبل.

وتلاه في ذلك الزعيم الانفصالي لدونيتسك ورؤساء إدارتي الاحتلال في خيرسون وزابوريجيا، ودعوا جميعهم بوتين إلى الاعتراف بنتائج التصويت.

ويأتي الإعلان عن الاستفتاء في الوقت الذي منيت فيه روسيا بانتكاسات مع اضطرارها إلى الانسحاب من منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا في مواجهة اختراق قوات كييف بفضل إمدادات السلاح والمعدات العسكرية الغربية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اعترف باستقلال المنطقتين قبل ثلاثة أيام من غزو القوات الروسية لأوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب.

وحاولت السلطات المنصّبة من روسيا طوال شهور تنظيم استفتاءات شعبية ذاتية، لكن الحرب المتواصلة جعلت إجراء مثل هذه الاستفتاءات أمراً غير عملي، وزاد من صعوبة الأمر الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية على مواقع القوات الروسية في المنطقة.

ولا تزال معظم مناطق دونيتسك تخضع للسيطرة الأوكرانية، على الرغم من أن روسيا سيطرت على الشريط الساحلي بمحاذاة بحر آزوف.

وعلى الرغم من أن القوات الروسية استولت بسرعة على خيرسون في بداية الحرب، إلا أن القوات الأوكرانية استعادت بعض المناطق وواجهت السلطات المُعينة من روسيا هجمات متكررة، وتم تأجيل المحاولات السابقة لإجراء استفتاء هناك.

ثم أن معظم أجزاء زابوريجيا ما يزال تحت السيطرة الأوكرانية، بما في تلك العاصمة الإقليمية التي تحمل الاسم نفسه، وعلى الرغم من أن التصويت الذي جرى في القرم في 2014 رُفض على نطاق واسع باعتباره غير شرعي وقوطع من قبل أعداد كبيرة من السكان، فإن الجيش الروسي كان يسيطر على شبه الجزيرة.

ولا تبعد القوات الأوكرانية كثيرا عن مدينة دونيتسك، التي اتهم عمدتها المدعوم من روسيا القوات الأوكرانية بقصف المدينة بالمدفعية ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل.

رفض دولي

ورفض البيت الأبيض خطط روسيا لإجراء استفتاءات في مناطق من أوكرانيا، وقال إن موسكو ربما تقوم بهذه الخطوة لتجنيد قوات في تلك المناطق بعد تكبدها خسائر فادحة في ساحة القتال.

ووصف مستشار الرئيس جو بايدن للأمن القومي الاستفتاءات المزمعة بأنها خرق لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي.

وقال إن بايدن سيوجه «انتقادا قويا» لروسيا في حربها ضد أوكرانيا خلال الكلمة التي سيلقيها، اليوم الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن «الاستفتاءات الوهمية التي تعتزم روسيا تنظيمها غير مقبولة».

ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أي استفتاء بشأن الضم لن تكون له أهمية من الناحية القانونية.

وقال ماكرون على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «أعتقد أن ما أعلنت عنه روسيا مهزلة، وفكرة تنظيم استفتاءات في مناطق تشهد حربا، وتتعرض لقصف، هي قمة السخرية».

وأضاف: «ما نشهده منذ 24 فبراير الماضي هو عودة إلى عصر الإمبريالية والمستعمرات، وفرنسا ترفض ذلك وستعمل بإصرار من أجل السلام».

بدوره ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج بالاستفتاءات المقررة، معتبرا أنها تصعيد إضافي في الحرب التي يشنها الكرملين.

وكتب ستولتنبرج عبر -تويتر- أن «استفتاءات زائفة ليس لها شرعية ولا تغيّر في طبيعة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، وهذا تصعيد إضافي في حرب بوتين».

وحرصت واشنطن والغرب حتى الآن على عدم تزويد أوكرانيا بأسلحة يمكن استخدامها لقصف الأراضي الروسية، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أنه سيستغل خطاباً بالفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، لدعوة الدول إلى تسريع تسليم الأسلحة والمساعدات لبلاده.

اقرأ أيضا: بوتين يهدد باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا