الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:21 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«مش مجنونة».. أنا مريضة بايبولار وأفتخر.. وابنى الداعم الأول لي

نشوى فتحى-مصدر الصورة من صفحها الشخصية
نشوى فتحى-مصدر الصورة من صفحها الشخصية

رأينا في يوما من الأيام أشخاص يرتدون ملابس أنيقة ويمشون في الشوارع بدون أحذية «حافين القدمين»، وتظهر على ملامحهم السعادة والضحك بشكل مستمر ربما حاولت أن تساعدهم ولكن بلا جدوى، وعندما يمر عليك هذا الموقف ينشغل عقلك به.. كيف لهذا الرجل أو المرأة التي تظهر بملابس باهظة الثمن يمشون بهذه الطريقة وتختلف طريقتهم على غير العادة وربما قد تتساءل هل هم مجانين؟


إنهم ليسوا مجانين ولكنهم يعانون من مرض نفسي يُعرف بـ"ثنائي القطب" يتمثل في أعراض «التفاؤل، وزيادة النشاط، والطاقة، والشعور المفاجئ بالسعادة والثقة بالنفس، مع قلة النوم مع التشتت وتسارع الأفكار بشكل غير طبيعي».

نشوى فتحي.. سيدة تعاني من مرض «ثنائي القطب» أى اضطراب المزاج، اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي عندما كانت تحاول نشر الوعي عنه، كما ظهرت عبر قناة «يوتيوب» وهي في مرحلة نوبة وأكدت وعبرت عن مشاعرها من خلال الفيديو تقول فيه «أنا بايبولار وأفتخر».

قد تكون حكايتها غريبة أو كما تحدث في الدراما ولكنها حقيقة مؤلمة بنسة لها ولكل من يعاني مثلها، جلسات الكهرباء الشديدة لم تفارق حياتها، كميات من الجرعات تكون على الاستعداد لأخذها حتى تتحمل مرضها وتربي ابنها الصغير بشكل صحيح.


أجرت جريدة "الطريق"حوارًا مع نشوى فتحى، لمعرفة كيف سيطرت على هذا المرض الخطير، خاصة وأنها ما زالت تعاني منه ولكنها وقعت معاهدة سلام مع نفسها واعترفت للجميع حتى وثقت حياتها في كتاب يسمى «أنا وثنائي القطب» فإلى نص الحوار:

في بداية الحديث.. كيف ظهر لك مرض ثنائي القطب؟


ظهر عندما اعتقد أهلي بأني فتاة سيئة من خلال تصرفاتي التي كانت تظهر عليه مثل النزول في الشارع دون إذنهم وأخذ نقود من بواب العمارة، وإن السفر دون وعي في أماكن وأوقات غير مناسبة، يعد إحساس وشعور لا يمكن وصفه لأحد.

شخصيتي تتغير بل وعقلي أيضًا ويبدو أنه ليس هناك عقل، عندما يصيبني الهوس أو نوبة المرض، مضيفة المرض جعلني أندم على العديد من القرارات التي اتخذتها منها الاستيقاظ والتفاجئ بأنني متزوجة من شخص لمجرد إن نوبتي أحببت هذا الإنسان فقط ولم أستطع الهروب من الواقع، وأكملت حتى أنجبت طفلي الجميل الذي يعد الداعم الأول والمساعد في مرضي.

وطلقت من زوجي الأول بسبب خلافات لا أحب ذكرها ولكن كان بداية ظهور المرض معرفته بعد الزواج الثاني.

ما هي الخسائر التي مررت بها أثناء نوبات المرض؟

صرفت الكثير من الأموال الخاص بي وبزوجي المتوفى دون أن أدري وكان مبلغا كبير يصل إلى 300 ألف جنيه، وفي يوم أخذت قرضا بنكيا بمبلغ 150 ألف جنيه وما زلت أسدد فيها حتى الآن، هذا المرض الأسوأ على الإطلاق لم يستطع الأطباء المصريين تشخيصه بسهولة لأنه يتشابه مع مرض الانفصام والوسواس القهري.

بعد الخروج من حالة الهوس ماذا يحدث لك؟

تخيل أنك تجلس في مكان وتأكل وتشرب فيه وبعد الاستيقاظ من النوبة تسأل نفسك لماذا أتيت إلى هنا وكيف سافرت، وبعد الخروج من الحالة يأتيك إحساس مفاجئ هو البعد عن الأهل والبلد.

هل هذا المرض من الممكن أن يؤدي إلى الانتحار أو قتل الأشخاص؟

بالطبع لقد حاولت الانتحار كثيرا أثناء نوبة الاكتئاب دائما كنت بغرفتي أغلق الباب على نفسي، بعيدا عن جميع من في المنزل، أما القتل فيمكن حدوثه في حالة المزاح دون قصد من خلال إلقاء الشخص أمام سيارة وقتله اعتقادا منه أنه يمزح.

وأكدت هناك مرضى يسجنون أنفسهم داخل الغرفة حتى يصلوا إلى مرحلة التبول على السرير ولا يدفعهم القلق بالخروج وتنظيف أنفسهم فكل ما يشغل تفكيرهم ذاتهم فقط ولا يشغلهم الآخرين.

كيف تتصرفين مع ابنك وأنت بهذه الحالة؟

كان يشعر أنني جيدة في مرحلة أحددها بمزاجي وعندما توفى زوجي استطاع التقرب مني في أوقات حدوث النوبات، وبدأ تنبهني عند دخول مرحلة الهوس وصرف الأموال، ولا يوجد شيء يسمى السهر لأنه يعد عامل خطر على مرضى ثنائي القطب يدخلهم في نوبات الهوس والاكتئاب.

هل هناك أشخاص تنتقدك بعد معرفتها للمرض؟

تعرضت للكثير من الانتقادات حتى من أقرب الناس لي بسبب تصرفاتي الغير ناتجة عن إرادتي، مع محاولة الابتعاد بقدر الإمكان عن الأشخاص التي تسبب لي حالات النوبة وتدخلني في مراحل الهوس.

"مش هتبقوا انتوا والمرض عليه" هكذا بدأت نشوى كلمتها في حالة غضب شديدة من هؤلاء الأشخاص الذين يحسبونها على صرفها للأموال ومدى الإحراج التي تسببت فيه أثناء النوبة عندما تدخل في الحالة مرة أخرى يقولون لها "شوفتي انتي تعبانة إزاي شوفتي كنتي بتلبسي إيه".

هل مريض القطب الثنائي لديه أسرار يخجل قولها؟

الذين يعانون من المرض لديهم الكثير من الأسرار لا يستطيعوا إفشائها لأحد لأنها من الممكن أن تكون متعلقة بعدة أشياء خارج إرادة العقل، فكل ما يهمهم هو الاستمتاع فقط دون النظر إلى نظرات الناس وكأنهم أشخاص لم يتربوا أو سيئين السمعة.

فكل ما أريد أن أقوله أن ثنائي القطب، من الممكن أن يلجأ إلى المخدرات وكحوليات بكل سهولة وخاصة الأدوية النفسية التي تسبب الإدمان من خلال الإفراط، وذلك في حالة الإحساس بتحسن مثل أدوية الخوف لأن مريض ثنائي القطب يتخيل إنه لديه إحساس الخوف من الموت.

اقرأ أيضا: حزن في سوهاج لمصرع 4 من أسرة واحدة صدمهم قطار