الطريق
الخميس 28 مارس 2024 08:35 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”آه لو لعبت يا زهر”.. ليه الدولة ما تطبعش فلوس وتسدد ديونها وترفه شعبها؟

الدولار الأمريكي - ياندكس
الدولار الأمريكي - ياندكس

دأب الناس على تساؤل، "ليه الدولة ما تطبعش فلوس وتسدد ديونها وترفه شعبها"، ولكن ليت الأمر بهذه البساطة، فطباعة الأموال لها علاقة مباشرة بمستويات التضخم، وتؤثر وتتأثر بالناتج المحلي الإجمالي في الوقت ذاته.

لم تكن يومًا الأموال غاية في حد ذاتها، إنما هي وسيلة للتعايش مع المجتمع المحيط، وقضاء الاحتياجات الأساسية والترفيهية كذلك، فلا علاج دون دواء ولا دواء دون نقود، إذًا أصبحت النقود وسيلة أساسية للعيش سواء عشت على حد الكفاف أو عشت في مستوىً مُترف، و سواء قضيت صيفك في جمصة أو قضيته على ضفاف الكاريبي.

أه لو لعبت يا زهر

لماذا لا نركب أول موجة في سكة الأموال ونطبع فلوس؟

تقول الدكتور ابتهاج مصطفى، أستاذة النقود والبنوك بكلية التجارة جامعة القاهرة "للطريق"، إن طباعة النقود لا محالة ستؤدي لارتفاع معدلات التضخم لمستويات قياسية، طيب ليه بيحصل كدة؟

بالمثال يتضح المقال، لو أن هناك مجتمع ما مكون من 5 أشخاص كل شخص يملك 10 جنيه، وهناك منتج واحد القهوة مثلًا، قدرة المجتمع الإنتاجية منها 5 أكواب فقط، وثمن الكوب 10 جنيه يبقى كل واحد من الـ 5 أشخاص هيقدر يشتري كوب واحد، إنما لو طبعنا فلوس تاني وكل واحد بقى معاه 20 جنيه مش 10 بس مع ثبات الإنتاج من القهوة، دا هيخلي الطلب زيادة على القهوة رغم أنها نفس الكمية وبالتالي سعرها هيزيد لأن الطلب أكثر من العرض، ودا بيؤكد أن النقود في حد ذاته ليس لها أي قيمة، وإنما قيمتها في قدرتها على شراء مُنتج ما.

مثال آخر للعرض والطلب، منذ أيام حدثت أمطار غزيرة في القاهرة كنت أبحث عن تاكسي للعودة لمنزلي، لكن عدد العربات كان قليلًا جدًا، وعندما وجدت عربة استقلها فاوضني السائق على ضعف المبلغ الذي كنتُ أدفعه في الأيام الطبيعية، ما حدث أن العرض انخفض جدًا بسبب الأمطار ومُعظم السيارات توقفت عن العمل لسوء الأحوال الجوية، في حين أن الطلب زاد جدًا لرغبة الجميع في العودة السريعة للمنزل دون معاناة كبيرة من الأمطار.

أنا مش عارفني أنا توهت مني

إلى أين ذهبت طباعة الأموال بالشقيقة زيمبابوي؟

بحسب موقع "economicshelp"، فإن الاقتصاد الزيمباوبوي عانى بشدة بعد تطبيق سياسة "التعديل الهيكلي الاقتصادي"، والتي امتدت آثارها السلبية إلى الأراضي الزراعية والتي تم تأميمها من يد البيض وتحويلها إلى الفلاحيين السود، وترتب على تلك السياسة أمور خطيرة بسبب عدم توافر الخبرات الكبيرة للفلاحين السود في زراعة الأراضي الشاسعة، ما أدى في الأخير إلى الإهمال وترك الأراضي بلا عناية، وتقلصت المواد الغذائية وحُرقت المحاصيل في الأراضي وبارت الأرض وتم استيرادها من الخارج ما أنهى احتياطي الدولار في البلاد، وشارفت البلاد على مجاعة حقيقية.

مؤشر تصاعدي لعملة زيمبابوي - economicshelp

هنا أصدر الرئيس روبرت موجابي أوامره لمحافظ البنك المركزي، بطباعة العملة، وخلال شهور قليلة وبسبب عدم مساواة مستويات الإنتاج المحلي لمعدل طباعة النقود حدث ما بات يُعرف بـ "Zimbabw،s Hyperinflation"، أو جموح التضخم، حيث وصل لمستويات جنونية والتعامل أصبح بالمليار دولار زيمبابوي، وانتهى الاقتصاد الزيمبابوي تمامًا، وتحولت البلاد في غضون سنوات معدودة لاستخدام عملات الدول المجاورة، واستقرت في أحضان الدولار الأمريكي كعملة تعامل رسمية في عموم البلاد.

اقرأ أيضًا: ”عرض نفسه للخطر”.. حكاية شاب أنقذ المارة وسط الأمطار الغزيرة