الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:07 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رشا ربيع الجزار تكتب: قمة المناخ وإنقاذ الكون

رشا ربيع
رشا ربيع

تشهد مصر قمة المناخ السابعة والعشرين ( cop 27 ) والتي انطلقت منذ 6 نوفمبر ومستمرة حتى الثامن عشر من نفس الشهر بشرم الشيخ بمشاركة 197 دولة مختلفة. تهدف هذه القمة إلى بحث الحفاظ علي البيئة والتخلص من الانبعاث الحاري وتحول العالم إلى الطاقة البديلة للحفاظ على البيئة. قمة المناخ هو اجتماع عالمي يلاهم رجال دول العالم للنقاش والوصول لحلول واقعية لتفادى أضرار تغيرات المناخ على مختلف البلاد وتغيير الطبيعة به والوصول إلى حلول واقعية تطبق على أرض الواقع من خلال استخدام الطاقة البديلة. الخالية من التلوث.


بهذه المناسبة أطلقت الدولة العديد من المبادرات والمشروعات البيئية التي تحرص على الحفاظ على البيئة وتقليل مخاطر التغير المناخي؛ وذلك بهدف تحسين جودة الحياة على مستوى محافظات مصر.


بدأت وزارة التنمية المحلية في تنفيذ المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة على مدار 7 سنوات، اعتبارا من العام الحالي، والتي تستهدف تحسين نوعية الهواء، والحد من مخاطر الاحتباس الحراري، والحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، ومكافحة فقر الغذاء، وزيادة الرقعة الخضراء، وتوفير فرص عمل تعمل في زراعة الأشجار الجديدة، وتحقيق الاستفادة الاقتصادية للدولة.، وذلك بالتزامن مع توعية المواطنين بأهمية ملف التغير المناخي، بما يضمن الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية وتعظيم فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعي. والحفاظ على الكائنات البحرية، والحد من تلوث الهواء، وحماية المحميات الطبيعية.

في النهاية انعقاد القمة بمصر فرصة عظيمة لتسليط أنظار العالم على دور مصر الهام والمحوري في، المنطقة. بل العالم لتسليط الضوء على حضارة مصر. والثورة. العمرانية والصناعة والسياحة التي تشهدها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية مما جعل مصر محط أنظار،العالم وقبلة العالم في، الاستثمار في كافة القطاعات وخاصة بفضل جهود القيادة الرشيدة التي استطاعت في، فترة وجيزة بناء كافة مؤسسات الدولة.


لكي نتجنب الآثار الناتجة عن التلوث والمخاطر التي تصاحب ذلك من أمراض عديدة مزمنة وغير مزمنة ؟ وكيف يمكن الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من التلوث؟


لا بد من رفع الوعي البيئي والصحي لأفراد المجتمع كافة، والتشجيع على توفير الطاقة وتقليل الملوثات قبل أن تنتشر في الغلاف الجوي. علينا أيضا تقليص اعتمادنا على النفط كمصدر أساسي للطاقة واستغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومساعدة البلدان النامية على التقدم على مسار خفض انبعاثات الملوثات وكذلك ابتكار مصانع وآلات صديقة للبيئة. حيث تؤثر التغيرات المناخية على صحة البيئة المحيطة، ومن المحتمل أن ترتفع وتيرة حدوث الكوارث الطبيعية كالجفاف والفيضانات وغيرها، والتي قد تهدد سلامة وصحة الإنسان بصورة مباشرة وغير مباشرة. نٌقل عن عدد من الهيئات الدولية أن للتغيرات المناخية آثارًا صحية محتملة على الإنسان، من ضمنها انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، وعدد من الأمراض المعدية، والأمراض المنتقلة عن طريق تناول الماء، أو الغذاء الملوث، وقد تؤثر في صحة الأشخاص الذين يعانون الأمراض المزمنة كمرضى القلب والربو مثلًا، وتفاقم الحالة الصحية لهم.


إن وجود غطاء طبيعي من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي يبقي على كوكب الأرض دافئًا بدرجة تكفي للحياة، كما نعرفها، ولكن انبعاث غازات الاحتباس الحراري التي تسبب فيها الإنسان جعلت الغطاء أكثر سُمكًا، بحيث يختزن السخونة ويؤدي إلى احترار عالمي. وأنواع الوقود الأحفوري هي أكبر مصدر منفرد لغازات الاحتباس الحراري التي تنجم عن الإنسان.
فحرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي يطلق بلايين الأطنان من الكربون كل عام، كانت ستبقى لولا ذلك مختبئة في الأرض، فضلًا عن كميات كبيرة من الميثان وأكسيد النتروز. وينبعث مزيد من ثاني أكسيد الكربون عند قطع الأشجار وعدم زرع أشجار مكانها. وفي الوقت ذاته ينبعث من قطاعات هائلة من الثروة الحيوانية الميثان، وينبعث الميثان أيضًا من مزارع الأرز ومدافن النفايات، وينتج أكسيد النتروز عن استخدام الأسمدة.


وثمة غازات تعيش لفترة طويلة كمركبات الفلور الكلورية CFCs وكروبونات الكلور الفلورية المائية HFCs ومركبات الكربون البيرفلورية PFCs التي تستخدم في تكييف الهواء وفي التبريد، تنتج عن الصناعة وتدخل في الغلاف الجوي في نهاية المطاف. حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسارع الدورة الهيدرولوجية، فالغلاف الجوي الأدفأ يختزن مزيدًا من الرطوبة، ويصبح أقل استقرارًا، وينتج عنه مزيد من هطول الأمطار على شكل زخات أمطار غزيرة. ويؤدي أيضًا إلى تسارع التبخر. وهذا قد يؤدي إلى انخفاض في كمية ونوعية إمدادات المياه العذبة في جميع المناطق الرئيسة.


ومن المرجح أن تتغير أنماط الرياح ومسارات العواصف، ومن المتوقع أن تزيد كثافة الأعاصير المدارية (لا مدى تواترها) مع بلوغ سرعات الريح ذرى أكبر ومع هطول الأمطار بغزارة أكبر الأمراض المنقولة بالنواقل والأمراض حيوانية المصدر وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والأمراض المنقولة بالغذاء والمياه والصحة النفسية واضطرابات التوتر وبعض أنواع السرطان.


وتهدد أزمة المناخ بنسف التقدم الذي أحرز على مدى الأعوام الخمسين الأخيرة في مجالات التنمية والصحة العالمية والحد من الفقر، وتهدد أيضا بزيادة توسيع أوجه التفاوت في الصحة في أوساط الفئات السكانية وفيما بينها. وهي تؤثر تأثيرا سلبيا على تحقيق التغطية الصحية الشاملة بطرق شتى - منها زيادة تعقيد الأعباء الحالية للأمراض ومفاقمة الحواجز القائمة أمام إتاحة الخدمات الصحية، وغالبا في الأوقات التي تشتد فيها الحاجة إليها. ذلك أن أكثر من 930 مليون شخص ــ نحو 12% من سكان العالم - ينفقون 10% على الأقل من ميزانية أسرهم لتغطية تكاليف الرعاية الصحية. ولما كان معظم أفقر الناس لا يستفيدون من تأمين طبي، فإن الصدمات والضغوط الصحية تدفع بالفعل نحو 100 مليون فرد إلى براثن الفقر كل عام، مع تفاقم هذا الاتجاه نتيجة لتأثيرات تغير المناخ.
في المديين القصير والمتوسط ستتوقف آثار تغير المناخ على الصحة أساسا على قابلية تأثر السكان وقدرتهم على التكيف مع المعدل الحالي لتغير المناخ، ومدى وسرعة التكيف. وفي الأمد الأبعد، ستتوقف التأثيرات بشكل متزايد على اتخاذ إجراءات فورية قادرة على إحداث التحول للحد من الانبعاثات وتجنب تجاوز عتبات درجة الحرارة الخطيرة ونقاط حرجة محتملة لا سبيل إلى تداركها.