قرية باسوس.. بوابة الصناعات الغير مرخصة تدخل حيز التطوير
تعتبر قرية باسوس التابعة لمحافظة القليوبية واحدة من القرى التي يتردد اسمائها فى كل محافظات مصر، بل إمتدت شهرتها الى خارج جمهورية مصر العربية وذلك لإقتران اسمها بمعظم الصناعات الخفيفة والثقيلة لدرجة أن الجميع فى مصر أطلق عليها "تايوان مصر"، وهذه القرية صاحبة الحظ الأوفر فى كونها مسقط رأس الراحل الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل.
وتتلاحم مصانع بير السلم فى قرية باسوس المعروفة باسم تايوان مصر مع العقارات السكنية، فأغلب الأهالى خصصوا مخازن عقاراتهم فى إنتاج وبيع المنتجات الورقية، فما إن تطأ قدماك شوارعها إلا وترى عقارات ذات مساحات واسعة، وبوابات سوداء حديدية تخفى خلفها العمالة من فتيات وشباب أغلبهم تحت السن القانونية، أما شوارعها فتتزاحم بأكياس حفاضات الأطفال والمناديل الورقية الرديئة، لعرض بضاعتهم على التجار الوافدين إليهم، فالقرية الصغيرة التى تعج بالحركة والنشاط
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء قد عقد اجتماعا، لمتابعة إجراءات حصر، وخطط تطوير عدد من المناطق الصناعية العشوائية بالمحافظات ومنها منطقة باسوس، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف تحويلها إلى مناطق آمنة ومُخططة، بحضور اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، ونيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، واللواء عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية، والمهندس محمد الزلاط، رئيس هيئة التنمية الصناعية.
وقال جمال سمير أحد أهالى قرية باسوس التابعة لمركز القناطر الخيرية، أننا فى باسوس نسعى الى التطوير والتطور لأن المصانع والورش المتخصصة فى كل شيء تنتشر بإمتدار قرية باسوس شرقا وغربا، كما تنتشر معارض الورش بامتداد الطريق الرئيسى لها، مما يعرضها لخطر الحريق بسبب غياب وسائل الحماية، حيث أن معظم الحرائق التى تحدث يكون سببها ماس كهربائى.
وأضاف أحمد عيسى عليوه، رئيس الوحده المحلية بباسوس الأسبق ، ان هذه القرية من القرى المنتجة وبها اكثر من 95% من مصانع وورش لصناعات صناعات مواسير المياه والصرف الصحي وكابلات وأسلاك الكهرباء وتدوير المخلفات الطبية والمواد البلاستيكية وصهر النحاس، والورق وغيرها، مطالبا بتشجيع هذه الصناعات لكونها العمود الفقرى للقرية لإيجاداتها لهذه الصناعات.
وطالب عليوة ان يتم وضع هذه القرية على الخريطة الصناعية، وتبحث تايوان مصر على انشاء منطقة صناعية بها لاستيعاب لاكثر من الف مصنع، كما طالب بإنشاء سوق تجارى او معارض لجميع منتجات ابناء باسوس لتسويق منتجاتهم التى يتحدوا العالم بها.
وطالب محمد سلامة الحداد وعدد اخر من العاملين بفتح التراخيص للورش لكى يتم التأمين عليهم حفاظا على صحتهم نظرا للمخاطر الذين يتعرضون لها، حيث جميع الصناع بالقرية يمتلكون ورش أسفل منازلهم وهى تمثل مصدر رزق لأسرهم والعاملين بها والذين يتعدون أكتر من 5 عمال فى الورشة الواحدة، حيث تستقطب أصحابها عمال من المحافظات الأخرى ومنها الوجه البحرى ومحافظات الصعيد.
وأصدرت وزارة الصناعة والتجارة الخارجية بيانا أعلنت فيه انه تم تشكيل لجنة من الوزارة والمحافظة، لحصر المناطق الصناعية العشوائية على مستوى مصر، كما تم وضع دراسة لأول منطقتين وهما "باسوس" و"العكرشة"، بمحافظة القليوبية، وتمت زيارة المنطقتين للتعرف على احتياجاتهم، وتمت التوصية من قبل وزارة الصناعة والتجارة بتصنيف المشروعات طبقا لمستوى الأثر البيئي لها، مع سرعة نقل المشروعات ذات الأثر البيئي غير الآمن، ودراسة استغلال المساحات الشاغرة في المناطق الصناعية وإعدادها للمشروعات ذات الأثر غير الآمن لكي يتم نقلها إلى المناطق الصناعية بعد الإعداد والتطوير، ودراسة الأثر البيئي لباقي المشروعات مع إعداد نماذج تقنية لتطوير تلك المشروعات.
وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه تم تكليف المسئولين بحصر هذه المساحات لسرعة التعامل معها، بما يسهم في توفير مناطق صناعية آمنة، وعلى مستوى عال من التخطيط والتنفيذ، حيث تم استعراض دراسة أول منطقتين هما "باسوس" و"العكرشة"، بمحافظة القليوبية، وكلف رئيس الوزراء بأن تتولى هيئة التخطيط العمراني إعادة تخطيط هذه المناطق والاستفادة من المناطق الفضاء في إنشاء تجمعات صناعية تخدم المواطنين، بحيث تتوافر بها متطلبات الأمن والسلامة.
