القصة كاملة بالأرقام
«من التحية النازية إلى دعم المثلية».. كيف أغلق الألمان أفواههم وفتحوا شباكهم بمونديال قطر؟
8 نهائيات في كأس العالم، و4 ألقاب تزين رحلة المنتخب الألماني خلال مشاركته التاريخية في البطولة الأشهر على مستوى الكرة الأرضية، والتي يتابعها مليارات البشر من كافة أنحاء العالم، لم تكن شفيعة لـ "المانشافت" بعد السقوط المدوي في مونديال قطر 2022.
وبين ليلة وضحاها، بات المنتخب الألماني مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وجميع وسائل الإعلام، حتى الصحف المحلية في ألمانيا أطلقت قذائفها في وجه المانشافت، بعد الخروج من دور المجموعات من عمر منافسات كأس العالم "قطر 2022"، رغم فوزه على كوستاريكا 4-2 بالجولة الثالثة.
وفي السطور التالية، يستعرض موقع وجريدة الطريق، كيف سقط المنتخب الألماني في دور المجموعات وودع كأس العالم مبكرًا، بعدما "سيس" البطولة وخرج عن السياق المعتاد، محاولًا كسر القواعد واللوائح المنظمة لمونديال قطر 2022..
الألمان أغلقوا أفواههم وفتحوا شباكهم
ما أن بدأ المنتخب الألماني مشواره في مونديال قطر 2022، وبالتحديد في الجولة الأولى من عمر البطولة، قام اللاعبين بالخروج عن النص ومخالفة لوائح البطولة، وأغلقوا أفواهمم وفتحوا شباكهم أمام المنافسين، ليخسر المانشافت أمام اليابان بهدفين مقابل هدف، في مباراة قلب خلالها محاربي الساموراي الموازين، بعدما كانوا متأخرين بهدف نظيف.
شهدت مباراة اليابان وألمانيا أول خرق للقواعد المنظمة لمونديال قطر، حيث قام لاعبي المانشافت بوضع أيديهم على أفواهمم خلال التقاط الصور الرئيسية قبل صافرة البداية، وذلك احتجاجًا على قرار قطر بعدم دعم المثليين الجنسيين، بأي شكل من الأشكال، لأن الدولة المنظمة مسلمة وعلى الجميع احترام ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وهو ما وافق عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
لم يكتفي لاعبي المنتخب الألماني بمخالفة القواعد داخل المستطيل الأخضر، بل وصل الأمر إلى المقصورة الرئيسية، عندما احتالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، على عناصر تأمين مونديال قطر 2022، وارتدت شارة دعم المثليين تحت ملابسها، ثم غافلت الجميع وأظهرتها.
كانت وزيرة الداخلية تجلس بجوار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، وهي ترتدي "جاكيت أحمر اللون"، ثم فاجأت الجميع بنزعه، لتظهر شارة دعم المثليين على ذراعها، وهو ما تسبب في حالة من الغضب بين المسؤولين المتواجدين بالمقصورة الرئيسية، خلال مباراة ألمانيا واليابان.
تعادل بشق الأنفس وغرامة مالية
لم تكن الجولة الثانية من دور المجموعات مثل الأولى بالنسبة للمنتخب الألماني، الذي اصطدم بنظيره الإسباني المدجج بالنجوم، حيث تقدم الماتادور بالهدف الأول في الدقيقة 62، عن طريق الفارو موراتا، ولكن المانشافت أدرك التعادل بشق الأنفس في الدقيقة 83، ليحصد كل فريق نقطة واحدة.
ورغم النقطة الثمينة التي حصل عليها الألمان من بين أنياب المنتخب الإسباني، إلا أن المانشافت وقع عليه غرامة مالية قبل المباراة، قدرها 10 آلاف فرنك سويسري، بعدما رفض هانز فليك مدرب ألمانيا، إرسال لاعبيه للمؤتمر الصحفي بداعي فرض التركيز قبل لقاء الماتادور .
انتصار بطعم سيناريو مونديال روسيا
كانت الجولة الثالثة من عمر دور المجموعات، هي الأخيرة لمنتخب ألمانيا في كأس العالم "قطر 2022"، رغم فوز المانشافت على كوستاريكا 4-2، إلإ إنه لم يغير من مركز الألمان في جدول ترتيب المجموعة التي تصدرها اليابان برصيد 6 نقاط، ثم إسبانيا 4 نقاط، وفي المركز الثالث جاء الألمان بنفس عدد النقاط، ولكن فارق الأهداف كان لصالح الماتادور.
لم يكن خروج المنتخب الألماني من دور المجموعات بكأس العالم هو الأول من نوعه، حيث ودع المانشافت مونديال روسيا عام 2018 بنفس الطريقة، بعدما تذيل جدول ترتيب المجموعة السادسة برصيد 3 نقاط متساويًا مع كوريا الجنوبية، بيما صعد للدور الـ 16 كل من المكسيك والسويد.
ذكريات الألمان في المحافل الدولية
عادة ما يكون المنتخب الألماني، صاحب بصمة مخالفة للقواعد بعيدًا عن كرة القدم، في معظم المحافل الدولية، وهذا ليس بوليد اللحظة ولكنه من أيام زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر الذي سبق وأن ظهر وهو يضع شعار النازية على ذراعه الأيسر، وهي نفس الحركة التي فعلتها وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بعدما ارتدت شارة دعم المثليين في ذراعها الأيسر.
حركة وضع اليد على الفم التي نفذها لاعبي المنتخب الألماني أمام اليابان، في الجولة الأولى من عمر منافسات دور المجموعات بكأس العالم "قطر 2022"، كانت تعبيرًا عن توجههم السياسي ومخالفة القواعد الرياضية، وهو نفس الأمر الذي قام به المانشافت مونديال 1938، عندما قاموا بعمل التحية النازية وسط حضور جماهيري كبير لإظهار توجهاتهم السياسية أيضًا.
تصريحات عكس التيار
خرجت رئيسة رابطة الدوري الألماني، دوناتا هوبفن، بتصريحات عكس التيار وضد توجه المانشافت، وقالت: "كأس العالم في قطر سيؤدي إلى تغيير أمور كثيرة وسيلفت الأنظار إلى موضوعات مهمة، وقرار منع شارة "حب واحد" كان صحيحاً لأن اللاعبين هنا للعب كرة القدم".
غضب عالمي وهجوم محلي
فتح الإعلامي البرازيلي الشهير، تياغو اسمار، النار على منتخب ألمانيا بعد خروجه من المونديال، قائلًا: "لم يحترموا الدين الإسلامي ولا قطر الدولة العربية المسلمة، الألمان حضور كأس العالم من أجل دعم المثلية، والآن يودعون كما حضروا، لم يقدموا أي شيء كروي".
شنت مجلة "كيكر" الألمانية هجومًا حادًا ضد المسؤولين عن الرياضة قائلة: "المنتخب الألماني أصبح قزما تدريجاً والأسوأ من ذلك عدم تطوّرنا وكأس أوروبا المقبلة على الأبواب، المسؤولية تشمل المسؤولين الكبار بداية من المدرب هانز فليك مرورا بالمدير الرياضي أوليفر بيرهوف وصولا إلى رئيس الاتحاد برند نويندورف".
وقالت صحيفة "بيلد" الألمانية: "إنها بلا شك، نهاية دولة كروية عظمى.. يعتبر هذا الخروج المبكر أحد أسوأ الأمسيات في تاريخنا. يجب ألا نبحث بعيدا عن المسؤولين عن هذا السقوط: الاتحاد، المدرب واللاعبون ولا أحد آخر".
أما موقع "فوكوس" الألماني، فقد قال: "لم نعد ذلك المنتخب الذي يتألق في البطولات الكبرى، لائحة أسباب تراجع كرتنا طويلة، بات علينا من الآن وصاعدا استعمال المنظار لرؤية قمة كرة القدم الدولية وهذا ما يؤلمنا أكثر من أي شيء آخر".
قطر ترد بخطاب ناري في الأمم المتحدة
استنكرت قطر محاولات تسييس أو عنصرة الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، مشددة على ترفع الدوحة عن الحملات المغرضة الموجهة ضد استضافة البلد العربي المسلم لمونديال 2022.
وأكدت الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، خلال الجمعية العمومية، عزم الدوحة على مواصلة التركيز وخدمة الإنسانية، ونشر ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم كافة، دون النظر لمن يحاول الخروج عن النص.
اقرأ أيضًا..
«بص بعينه ومرحمش بقلبه».. تألق سالم الدوسري يُبطل سحر ميسي في قمة السعودية والأرجنتين
