الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 01:43 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

صبحي موسى يكشف سر تربع أعمال نجيب محفوظ على قمة عرش السرد؟

صبحي موسى
صبحي موسى

كشف الكاتب الروائي صبحي موسى، عن أسباب وجود أدب الكاتب الكبير نجيب محفوظ على عرش السرد حتى وقتنا الراهن، بالرغم من رحيل أديب نوبل منذ 16 عاما.

وقال "موسى" في تصريحات خاصة لـ "الطريق"، من الممكن الحديث عن جوانب كثيرة مهمة في أدب نجيب محفوظ، ويمكن القول بأنها التي خلقت له الديمومة والبقاء.

عرش السرد

وأضاف، لكننا لو دققنا قليلا سنجد أن أغلب ما اشتمل عليه أدب محفوظ أشتمل عليه أدب كل الذين أتوا من بعده، وربما كانت الكتابة لديهم أكثر تطور في تقنياتهم واتساعا في عوالمها، فلماذا ظل محفوظ على قمة عرش السرد حتى وقتنا الراهن، ولم يستطع أن يزحزحها عنه أحد.

المؤسس الحقيقي لأدب الرواية

وتابع، والإجابة تنطوي على أمور كثيرة، أغلبها لم يتحقق لأحد سوى نجيب، من بينها أنه المؤسس الحقيقي لأدب الرواية في مصر والعالم العربي، بدأها منذ الثلاثينيات حتى منتصف التسعينات أن لم يكن بداية الألفية، أي أنه استمر في عالم الكتابة نحو سبعين عاما، وهو عمر قد لا يتاح فعليا لكثير من الناس.

وأوضح، ولنا أن نراجع حالات كثيرة كيوسف إدريس ويحيى الطاهر عبد الله وعبد الحكيم قاسم وغيرهم، تنقل نجيب ما بين العديد من المراحل والمدارس خلال هذا الزمن الطويل، بدءا من الكتابة التاريخية والواقعية الاجتماعية والفنتازيا والسريالية وتيار الوعي والكتابة الصوفية وغيرها، وهو استعراض لقدرات كبيرة في التقنيات والرؤى السردية لم يتح لأحد.

كاتب روائي

وتابع: فضلا عن ذلك شخصية نجيب نفسها التي كانت تعي موقعها من المجتمع، فهو كاتب روائي وليس زعيما أو مفكرا، ولم يطرح نفسه يوما من خلال هذه الزوايا، مما جعله على الحياد من جميع الأطراف، ولم يدخل في صدامات مع السلطة، حتى وإن حملت بعض أعماله نوعا من النقد لها، لكنه في عز سخونة الأجواء بالمظاهرات والاعتصامات سواء في زمن عبد الناصر أو السادات ظل محفوظ بعيدا عن كل ذلك، وفي الوقت الذي تباهى فيه أجيال الخمسينات والستينات والسبعينات بدخول المعتقل فإن نفسه لم تشتق يوما لدخوله مثلهم، أو حمل شارة مناضل كما فعلوا.

وأردف: هذا ما جعل خصوماته مع السلطة قليلة إن لم تكن نادرة، ومن ثم فعلاقته بها كانت متقاربة غير متنافرة، وفي أغلب الأحيان كان محسوبا على النظام، مما جعله يحصل على مختلف مكتسباته، بدءا من الكتابة أو نشر أعماله في الأهرام، بينما كاتب بحجم يحيى حقي كان يكتب في جرائد كالتعاون وغيره، فضلا عن أن نجيب كان موظفا كبيرا، تولى العديد من المواقع، كان آمن بينها الرقابة ورئاسة جهاز السينما، كما أنه كان سيناريست شهير ومهم، أثر بفنه في كتابة السيناريو، وتأثر بكتابة السيناريو في كتابة الرواية، حتى إن العديد من أعماله قامت على آليات سينمائية واضحة، مما جعل كتابته لا تنحصر في إطار النخبة ككثير من الكتاب أمثال إدوارد الخراط أو محمد حافظ رجب أو غيرهما.

جائزة نوبل

في النهاية كانت جائزة نوبل بمثابة المعجزة التي لم يحققها سواه، وكلما ظل هو الوحيد الحاصل عليها ظل خالدا في خيال وضمير الشارع والعامة، فضلا عن الصحافة والإعلام الذين لا يؤمنون إلا بالشهرة والشهادات، وكلما كانت شهادات غربية كلما كانت أكثر اعتمادا وأصالة وغير مشكوك في جودتها، وكلما أصبحت قليلة ونادرة كلما أصبحت عملة صعبة أو معدن نفيس.

كان نجيب محظوظا وليس فقط محفوظا، لأنه الوحيد الذي أتاح له زمنه كل هذه المنح التي لم تتح لأحد غيره.. فظلت كتاباته خالدة وباقية وخارج المنافسة.

اقرأ أيضا.. الناقد يسري عبدالله: الكتابة عند نجيب محفوظ فضاء للوجود البشري ذاته