الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 04:41 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رائحة السمك تنهي حياة شاب في الهرم

محرر الطريق مع أسرة المجني عليه
محرر الطريق مع أسرة المجني عليه

ادعيلي يا أمي.. لحظات مؤلمة عاشتها والدة الطالب «غفران مجدي» صاحب الـ 20 عاما، عندما طلب منها الدعاء وودعها قبل قتله على يد أحد تجار الأسماك في منطقة كعابيش بالهرم، وذلك خلال ذهابه مع صديقه إلى فرح ابنة عمه وتدخله لفض مشاجرة بين صديقه والبائع بسبب رائحة السمك الفاسد الذي اشتراه منه.


ابني كان نائما.. كشفت والدة «غفران» تفاصيل الواقعة المأساوية في لقاء مع «الطريق»، أن نجلها كان نائما وتلقى اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائه يطلب منه الذهاب معه لحضور عقد قران ابنة عمه، فبدأ ابنها في تجهيز نفسه وغير ملابسه وقبل مغادرته المنزل للذهاب إلى صديقه، طلب منها الدعاء له وودعها وكأنه كان يعلم أن نهايته قد اقتربت وهذا سيكون اللقاء الأخير.

غفران مش هيرجع تاني.. أكدت الأم أن بعد نزول نجلها بساعة فقط تلقت خبرا من أحد أصدقائه «الحقي شوفي غفران اتصاب وفي المستشفى» لتخبره بأنه سيعود ظنا منها بإصابته في حادث بسيط بدراجته النارية «لا غفران مش هيرجع تاني»، فأسرعت الأم وسط حالة من الخوف والقلق والتوتر وتساؤلات تدور في رأسها ماذا حل بابني؟ وأخبروها الأهالي بما لا تتوقعه عند رؤيتهم لها: «ابنك طعنوه تجار السمك في قلبه ونقل إلى المستشفى».


هرولت الأم المكلومة إلى المستشفى وفور وصولها وجدت ابنها الوحيد على السرير جثة هامدة غارقا في دمائه ولفظ أنفاسه الآخيرة، متأثرا بإصابته في القلب دون أن يخبرها بما حدث له أو حتى تسمع صوته للمرة الأخيرة، لتسقط الأم على الأرض وسط صرخاتها التي هزت جدران المستشفى «سندي الوحيد راح ومش هشوفه تاني».


وأوضحت أم المجني عليه، أن نجلها لم يكن طرفا في المشكلة بل تدخل فض مشاجرة صديقه مع تجار السمك بسبب رائحة الأسماك بجوار ملعب 25 يناير في شارع كعابيش، مشيرة إلى أن مجرد تدخل ابنها هرب صديقه صاحب المشكلة وتركه بين أربعة تجار، وطعنه أحدهم طعنة نافذة في قلبه بآلة حادة تستخدم في تنظيف الأسماك، وسقط وسط بركة من الدماء.

سندي في الدنيا راح مني.. تكمل الأم حديثها: ابني نزل صائما وتم قتله غدرا على يد مسجل خطر من بني سويف، وهاربا من تنفيذ حكم قضائي في جريمة قتل سابقة في الفيوم، وأن «غفران» استمر في مكان الواقعة نصف ساعة ينزف دمائه دون إنقاذه، وتتساءل الأم: لماذا قُتل ابني وهو لم يكن طرفا في المشكلة؟ وكان في الصف الثالث بالمعهد ويحلم بالسفر بعد انتهاء دراسته كان سندي في الدنيا وراح في لحظة وسابني أنا وأخته لوحدنا، ومش هيرجع تاني، مطالبة بالقصاص من المتهمين لأن نجلها قُتل غدرا وهو لم يفعل شيئا في الدنيا.