الطريق
الثلاثاء 14 مايو 2024 12:30 صـ 5 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«لسه الأماني ممكنة».. مذيعة مشهورة تحولت لعاملة في مصنع وتكافح للعودة

بصيرة جويا (التلفزيون الأفغاني)
بصيرة جويا (التلفزيون الأفغاني)

كثيرًا ما تدفع الظروف الإنسان إلى اللجوء لعمل ما أو اتجاه مغاير يكون مجبرًا على السير فيه عكس رغبته وشغفه، حتى يستمر في هذه الحياة التي لا تبقى على حال، وتلك الظروف يمر بها العديد من البشر، لكن هل تخيلت يوما أن يكون أحد هؤلاء صحفيا مرموقا، يلتقي برجال السياسة والفن والمشاهير ويجرى الحوارات الصحفية مع الشخصيات المرموقة، ثمّ تدور الدوائر ويتحول إلى عامل في أحد المصانع.

مأساة المذيعة المشهورة

ما سبق ليس مقدمة إنشائية لكنه حدث بالفعل مع المذيعة الشهيرة في أفغانستان، بصيرة جويا، التي فرت من ويلات حركة «طالبان» المسلّحة، في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، تاركة خلفها شغفها وأحلامها الوردية في مجال الصحافة والإعلام لتودع أضواء الكاميرا، هربا من نار الحركة الإرهابية التي سيطرت على البلاد في أغسطس خلال عام 2021.

حاولت طالبان اللحاق بالصحفية والمذيعة الأفغانية بصيرة جويا، وإلحاق الأذى بها، بعد نشرها مقالا عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وهو ما دفعها إلى الفرار متنقلة من منزل لآخر مع أخيها؛ للهروب من الجماعة المحظورة، متجهة لولاية أوهايو الأمريكية، حتى تنجو بروحها.

نفدت رفاهية الاختيار

اضطرت الفتاة الأفغانية الهاربة من حركة طالبان إلى العمل في أحد المصانع، لمدة 6 أيام متواصلة، مما سبب لها تبلدا في العقل ووهن في الجسد، لكن بصيرة جويا، لا تملك سوى هذا الخيار؛ لمساعدة أسرتها المكونة من 6 أفراد وتعيش في ولاية تخار في شمال شرق أفغانستان في الأمور المادية التي باتت تمثل تديدا لوجود الأسرة.

العشرات من الصحفيات الأفغانيات اللاتي تعرضن لمطارات ومحاولات اغتيال استطعن الهروب من ويلات الجماعة الإرهابية، وقد تمكن بعضهن من مواصلة عملهن كمراسلات صحفيات بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا، بينهن من أسست صحيفة إلكترونية على الإنترنت، لكن البعض الآخر ضل الطريق واتجهن إلى العمل في أي شيء حتى يكسبن قوت يومهن.

ظروف مادية قاسية

تعرض والد بصيرة الذي كان يعمل ضابط شرطة قبل وصول طالبان لجراحة في العيون، تكلفتها وصلت لـ 2000 دولار، بعد موجة التضخم العالمية التي ضربت البلاد في أنحاء العالم كافة، الأمر الذي جعل بصيرة تعاني من المصروفات بعد مساعدة والدها بتكاليف الجراحة.

لسه الأماني ممكنة

تسعى الفتاة الأفغانية بصيرة جويا إلى تعلم اللغة الإنجليزية في الوقت الحالين، حتى تستطيع مواصلة العمل الصحفي بأي طريقة كانت، حيث علقت قائلة: «ما زال حلمي أن أعمل صحفية، ولا يزال هذا شيئا أريد أن أفعله».