الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 03:16 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أصل موائد الرحمن.. «اللقمة» تجمع شعبا على مر الأجيال

موائد الرحمن
موائد الرحمن

لقد اعتاد المصريون في شهر رمضان على عدد من الطقوس والعادات التي باتت ملمحًا أساسيًا للشهر الكريم، أبرزها "موائد الرحمن"، حيث ينظر الكثيرين إلى تلك الموائد على أنها أحد أهم المظاهر الإيجابية التي تدل على تآلف المسلمين وتكاتفهم والشعور بحاجة الآخر، خاصةً أن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم".

يطلق المصريون عليها "مائدة الرحمن"، التي تعد ملاذًا للعديد من المنتمين للطبقات الدنيا، ومنقذا لمن لم يستطع اللحاق بالإفطار في منزله ووسط أهله، ليجلس على منضدة ممتدة لمسافات طويلة تضم الكبير والصغير والمنتمين لفئات مختلفة والذين يعملون بمهن غير ثابتة جمعتهم ظروف مختلفة، ويرجع تاريخها إلى عهد أحمد بن طولون، حيث يعتبر أول من أقامها، وكان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان في مصر في أول يوم من شهر رمضان.

في عهد الفاطميين "سماط الخليفة"

وطالب "بن طولون"، من التجار وكبار الأعيان بأن تستمر الموائد طوال شهر رمضان، ويمدوا موائدهم للمحتاجين، وفي عهد الفاطميين أطلق على موائد الرحمن "سماط الخليفة"، إذ كان العاملون في قصر الخليفة يقومون بتوفير مخزون كبير من الطعام، ليكون كافيا لأكبر عدد ممكن من المواطنين.

عادة مصرية

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، أن موائد الرحمن أصبحت عادة مصرية، إذ تهدف إلى أن يتوفر للفقراء والمساكين كل أنواع الطعام والمشروبات التي لا تتوافر لهم طوال أيام السنة، موضحة أن المصريون حريصون على تنظيم موائد الرحمن وتوفير كل العناصر الغذائية من اللحوم والمشروبات والحلويات.

وتابعت أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، أن موائد الرحمن تمثل ظاهرة راقية تجمع طبقات مختلفة من المجتمع في نفس المكان، لتعطي مثالا ونموذجا للتآزر والتآخي والمساواة، لافتة إلى أن الكثير من الأقباط يعملون على توفير موائد الرحمن في شهر رمضان المبارك.

وأشارت أستاذة علم الاجتماع، إلى أن "موائد الرحمن" كانت ترتكز قديما بجوار المساجد العريقة ومنها مسجد الحسين والسيدة زينب والأزهر، وذلك لتوافر أعداد كبيرة من التجار في هذه المناطق.