الطريق
الأحد 5 مايو 2024 01:21 مـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

شعبان عبد الحكيم لـ «الطريق»: رحل أحمد خالد توفيق بجسده لا بروحه

الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق
الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق

حل يوم الأحد الماضي ذكرى رحيل الأديب والمترجم الكبير "أحمد خالد توفيق"، هو أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب، والأشهر في مجال أدب الشباب.

وفي هذا الإطار، قال الكاتب والدكتور شعبان عبد الحكيم: أن الأديب أحمد خالد توفيق رحل عن عالمنا منذ خمس سنوات ( 2 أبريل عام 2018 ) بجسده لا بروحه التى ستظل ترفرف فى نفوسنا، إنها مازالت بين سطور كتاباته، خفاقة مضيئة، فالأدباء لا يموتون لكنهم يرحلون وتظل ذكراهم عطرة فى القلوب، ندية فى النفوس.. وما بالك إذا كان الأديب متفردًا فى عطائه ؟! رائدًا فى مجال إبداعه، هذا ما ينطبق على المغفور له رائد أدب الرعب فى أدبنا العربى الحديث، إن الريادة فى أى مجال من مجالات الفكر والإبداع لها ثقلها الفني والأدبي، كَتب المئات فى فن الرواية ولكن لا ننسى محمد حسين هيكل رائد الرواية ( بروايته زينب فى العقد الثانى من القرن العشرين ) وكتب المئات فى القصة القصيرة ولكن لا ننسى ( محمد تيمور صاحب أول مجموعة قصصية فى إبداع القصة القصيرة مجموعة ما تراه العيون فى العقد الثانى من القرن الماضى ) وكتب كثير من الأدباء فى أدب الخيال العلمى ولكن لا ننسى نهاد شريف وريادته لهذا الفن وروايته الأولى ( قاهر الزمن عام 1972 ) وكتب كثيرون فى فن الرواية الإلكترونية التفاعلية ، ولكن لاننسى محمد سناجلة رائد هذا الفن فى روايته الإلكترونية ( ظلال الواحد ).

وقال شعبان عبد الحكيم في تصريحات خاصة لـ "الطريق": هكذا نتذكر المبدعين المتفردين الذين لهم السبق والريادة فى مجال الإبداع والفكر فى أدبنا العربى ومنهم كما ذكرنا أحمد خالد توفيق ( 1962- 2018) الذى بدأ كتاباته بسلسلة ما وراء الطبيعة، هذه السلسلة دارت فى فلك أدب الرعب، هذا النوع من الإبداع لم يكن منتشرًا فى إبداع الكتاب العرب تلك الفترة ، وإن كان لها جذور سحيقة فى التاريخ نجدها فى الأدب الفانتازى الذى يمر فيه البطل بأحداث مثيرة ومزلزلة نجد هذا النهج فى عودة عوليس فى إلياذة هوميروس وفى رحلات السندباد فى قصص ألف ليلة وليلة فى تراثنا العربى، وفى العصر الحديث أخذ هذا الفن الروائى فى الانتشار والذيوع فى القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر على يد كل من آن رادكليف التي كتبت قصة أسرار أودولفو (Mysteries of Udolpho) وهوراس والبول صاحب رواية قلعة أوترانتو (The Castle of Otranto) الكثير من أدب الرعب مستمد من أقسى الشخصيات في القرن الخامس عشر يمكن تتبع دراكولا إلى أمير والاشيا فلاد الثالث، الذي نُشرت جرائم الحرب المزعومة في كتيبات ألمانية.

واستكمل شعبان: كان أحمد توفيق رائدًا فى هذا المجال فى أدبنا العربى الحديث بكتابته سلسلة ما وراء الطبيعة، واستكملها بسلسلة فانتازيا عام 1995 ، ثم سلسلة سفارى عام 1996 ، ثم سلسلة دبليو دبليو دبليو عام 2006.. ففى السلسلة الأولى ما وراء الطبيعة يروى على لسان الدكتور رفعت إسماعيل الذى عاش عالم الخوارق والرعب المفزع ، فيسرد على لسانه عن مغامراته مع الكونت دراكيولا ، ثم مغامرة مع مستذئب من رومانيا.. ودفعًا للسأم نوّع فى فضاء سرده، فلم يجعل هذه الخوارق تقع فى مكان بعينه ،ولكنها وقعت فى أماكن عدة، منها ما قام به توأم الكوني (سالم وسلمى ) اللذين هربا إلى بلاد متعددة منها بلاد الفراعنة ، وبلاد المغول ، وأرض العظايا .. متخيلا هذه الأرض فى أوربا حيث اجتمعت دولها وقامت بالقضاء على شعوب آسيا وأفريقيا.

وتابع: هكذا نجد قيمة السرد فى هذا النوع الأدبى تتنوع ما بين التسلية، وتوطيد النفوس على تقبل الخارق والصادم والمفزع فى الحياة، إضافة إلى القيمة الفنية فى التلميح إلى مشكلة ما كإشارته إلى السلوك الاستعمارى للغرب ضد أفريقيا وآسيا ثم التناقض الأخلاقى فى السلوك.. فبعدما قضوا هؤلاء على غالبية هذه الشعوب أنشأوا صندوق الأنواع المنقرضة لحماية ما تبقى من الأعراق المبادة، والتى سُميت بالعظايا.. وهذا تلميح للتناقض الذى تضمره هذه الدول، يقتلون بالآلاف من البشر ويدعون الرحمة فى المطالبة بالرأفة بالإنسان فيقومون بمحاولات للبقاء على هذا النوع.

وأشار إلى توالت إبداعات الكاتب فى صورة مذهلة ليترك للمكتبة العربية سبعمائة وواحدًا وثمانين كتابًا ومن أشهرها: رواية يوتوبيا عام2008 التى تُرجمت إلى عدة لغات وأعيد نشرها في عدة طبعات، ورواية السنجة التي صدرت عام 2012، ورواية مثل إيكاروسعام 2015 ثم رواية في ممر الفئران التي صدرت عام 2016، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مثل: "قصاصات قابلة للحرق" و"عقل بلا جسد" و"الآن نفتح الصندوق" التي صدرت على ثلاثة أجزاء....إلخ .

موضوعات متعلقة