الطريق
السبت 27 أبريل 2024 05:25 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

شيخ الأزهر: التفسيرات الملتوية للنصُوص الشرعية أَضَرت بحياةِ الكثيرٍ

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب

أوضح فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف، دكتور أحمد الطيب، أنَّ الآيةَ الكريمة التي يُحتج بها الناس على إباحةِ الله عز وجل للرجل التعدُّد، في قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النِّسَاء:3]، إنما نزلت لتقييد العَدَد الذي كان مفتوحًا على مِصْراعَيْهِ في أيام الجاهليَّة، ولم تنزل لإباحة التعدُّد، كما يعتقد الناس.

وأشار فضيلته أن في الجاهلية كان الرجل يتزوج ما يشاء من النساء دون قيد، موضحاً أنَّ القرآنَ الكريم لم يترك موضع إباحة الزواج للرجل من مَثْنَى وثُلاث ورباع إلَّا بعد أنْ أحاطَه بقيدٍ حديديٍّ حظره منه وهو عدم الظُّلم، لافتا أنه ذات القيد الذي أحاطَ به الزواج من اليتيمات.

وقال الطيب إن التفسيرات الملتوية، التي يقوم بها البعض للنُّصُوص الشَّرعيَّة في دين الله، أَضَرَّت بحياةِ كثيرٍ من الزوجات المسلمات وهدمت حياة أطفال وأُسر كاملة.


وأفاد شيخ الأزهر أن القرآن الكريم لا يقتصر في ترغيب الأزواج بالاكتفاء بمرأةٍ واحدةٍ بالتخويف من الظلم وعواقبه فقط وإنَّما بأمرٍ آخَر هو كثرة العيال وما تؤدي إليه من الافتقار وضيق العيش في حالة تعدُّد الزوجات، وجاء ذلك في قوله تعالى:" {ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}.

وتابع الإمام الأكبر أن الإمام الشافعي، ومن قبله زيد بن أسلم قال في تفسير قوله تعالى: «أَلَّا تَعُولُوا»، أنَّ هذه الآية وردت في سياق حماية الضَّعيف والتحذير من ظلمِه والاعتداء عليه، سواء كان المقصود بهذا الضَّعيف يتيمة أو زوجة ضحية تعدُّد ظالم، وفقا لما انتهى له تفسير المصادر الفقهيَّة الأصيلة، فضلا عن أنَّ ظُلمَ الزوج في عدم تحقيق العدل بين زوجاته لا يقل إثمًا عن ظُلم اليتيمة التي يظلمها وليَّها فكلاهما من حصب جهنَّم ووقودها.