الطريق
الأحد 12 مايو 2024 04:38 مـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من الخرطوم للقاهرة.. مواطنون يروون لـ «الطريق» رحلة العودة إلى المحروسة: «تعيش بلادنا وتحيا مصر»

لحظة وصول المصريين لمطار شرق (قناة ON)
لحظة وصول المصريين لمطار شرق (قناة ON)

«بأعلام مصر ترفرف عليا، ووجوه يملؤها الفرحة، ولمعة عين تحكي تفاصيل أسبوع صعب» وصل أبناء مصر ممن كانوا في السودان، بمختلف فئاتهم، طلاب، وعمال، وموظفين، وغيرهم، إلى قاعدة شرق القاهرة، بعد جهود مضنية من وزارات الدفاع، والهجرة، والخارجية، وبمتابعة مستمرة من القيادة السياسية.

الرحلة من العاصمة السودانية الخرطوم، إلى القاهرة، كانت الأمل والهدف الوحيد لمئات المصريين، وتحقق؛ ما يؤكد حرص الدولة على سلامة أبنائها في الخارج قبل الداخل.

أصعب أسبوع في الحياة!

غفران هشام، طالبة مصرية من محافظة القاهرة، كانت تدرس في كلية الطب البشري، بالجامعة الوطنية في الخرطوم (حيث الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع)، رَوت لـ "صحيفة الطريق" تفاصيل الأيام الماضية، مشيرة إلى أنها مرت بأصعب أسبوع في حياتها.

وقالت: "الرصاص وصل لغرفتي، وظننت أنها النهاية، لكن تواصل السفارة المصرية معي كان أملا في العودة إلى أرض الوطن، بعد أن عشت أيامًا صعبة، حيث لا يوجد أكل، ولا شرب، ولا محلات مفتوحة لشراء أي شيء".

وتتابع: "القنصلية المصرية منحتني الشعور بالأمان بتواصلها المستمر معي، وأيضا التواصل مع أهلي، بعد أن قطعت شبكة الإنترنت في المنطقة التي كنت أقيم بها في العاصمة الخرطوم".

وأردفت: "أشكر القيادة السياسية، وقواتنا المسلحة الباسلة، وكنت على ثقة أنهم سيصلون إلينا في الوقت المناسب"، مشيرة إلى أن الإجراءات التي تمت لاستعادتها من القنصلية استغرقت أقل من 20 ساعة.

عن لحظة وصولها لأرض الوطن، تقول "غفران" لـ "الطريق": "كنت في صدمة من الفرحة، لم أتمالك نفسي بمجرد أن وصلت القاهرة وانهرت من البكاء، وعرفت فعلا معني الراحة النفسية".

عمارة الـ 60 طالبا

محمد عبد العزيز محمد، طالب مصري، من محافظة سوهاج، كان يدرس في كلية الهندسة (قسم الكهرباء)، في جامعة السودان العالمية، عاد هو الآخر إلى أرض الوطن في سلام، والتقته "الطريق" فور وصوله إلى قاعدة شرق القاهرة، ليؤكد لنا أن الدولة بذلت جهودًا مضنية في سبيل وصولهم بأمن وأمان إلى المحروسة.

يقول طالب الهندسة: "كنا في عمارة بها 60 طالبا على الأقل جميعنا من مصر، وعشنا الأيام الماضية في ظروف صعبة بسبب الاشتباكات المندلعة في السودان، وبعدها تواصلنا مع القنصلية التي نفذت الخطة لإجلائنا".

وواصل: "اتصلنا بالقنصلية عبر الأرقام الخاصة بها، وكان الوصول سريعا، والإجراءات أسرع، وهناك تسهيلات في التعامل مع الأشخاص ممن فقدوا جوازات سفرهم، وتم حل تلك المشكلات بشكل فوري".

وأكمل: "أنا الآن في وطني، والحمد لله، أشكر القوات المسلحة المصرية، والقيادة السياسية لوقوفهم دائما معنا، والشكر للرئيس السيسي على متابعته المستمرة لوصول المصريين من السودان للوطن مرة أخرى، وخصوصا الطلاب".

تعيش بلادنا.. مصر أفضل بلد في الدنيا

على متن الطائرة الثانية التي أقلت المصريين العائدين من السودان، كان محمد أحمد حسن، البالغ من العمر 70 عامًا، يتطلع لتراب الوطن من السماء، وما إن وصل إلا وظل يحمد الله على نعمة الأمن والأمان.

الطريق تحدثت مع الرجل المسن، ليؤكد أنه كان في عمرة، وعاد من المملكة العربية السعودية إلى السودان وظل لمدة شهر هناك، وبعد اندلاع الاشتباكات تواصل مع القنصلية، لتسهل له إجراءات العودة في أسرع وقت.

يؤكد المصري ابن "طهطا" أنه كان في العاصمة الخرطوم، وكانت الأوضاع خلال الأيام الماضية سيئة للغاية، معبر عن إعجابه الشديد بحرص الدولة على نقل الطلاب بأمان إلى مصر، مردفا: "الطائرة التي كنت أركبها أغلبها طلاب، وهذه خطوة مشرفة، ونفتخر بها".

وتابع قائلا: "كل الشكر للقيادة المصرية على المجهود المبذول لعودتنا للوطن، مصر هي أفضل بلد في الدينا (ومحدش يقدر يقول غير كده) تعيش بلادنا، وتعيش قواتنا المسلحة الباسلة".

شاهيناز.. فرحة طفلة

ضمن الوجوه التي ملأتها الفرحة، كانت "شاهيناز" تقف ممسكة بعلم مصر، بجوار الطائرة، البراءة تكسو ملامح وجهها، تلك الطفلة البالغة من العمر 13 عامًا، أخذت تصرخ من الفرحة بالعودة إلى أرض الوطن، وتتحدث للجميع عن سعادتها.

تقول في تصريحات لـ صحيفة الطريق: "أنا أدرس في الصف السابع، وأعيش في السودان منذ فترة، حيث يعمل بها والدي منذ عام 2006، وكان يوم اندلاع الاشتباكات في الخرطوم، هو يوم عيد ميلادي، ولم أفرح به".

وتواصل: "اليوم أنا في غاية السعادة لوصولي إلى مصر، وطني الأجمل، وفيه سأقيم عيد ميلادي مع أسرتي، وأمي التي كنت أشتاق إليها كثيرًا".

وتتابع: "الخوف كان مسيطرا علي خلال الأيام الماضية، والفرحة غمرتني بمجرد أن علمت أننا سنعود إلى مصر مرة أخرى، وأشكر القيادة السياسية، والقوات المسلحة، والجهات المعنية على جهودها، وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".