الطريق
السبت 27 أبريل 2024 01:59 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مساعد وزير الخارجية الأسبق: عودة سوريا للجامعة العربية في مصلحة الأمن القومي.. والأمر يحتاج لجهد دبلوماسي «حوار»

السفير أحمد القويسني ـ مساعد وزير الخارجية الأسبق
السفير أحمد القويسني ـ مساعد وزير الخارجية الأسبق

بعد غياب طال لنحو 12 عاما، عادت سوريا إلى الحضن العربي، بعد قرار وزراء الخارجية العرب، باستئناف مشاركة وفود "دمشق" في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من السابع من مايو 2023.


القرار أعاد إلى الأذهان تساؤلات عدة، حول أسباب خروج سوريا من الجامعة العربية، وكيف مرت تلك السنوات على دمشق وأهلها، وماذا سيقدم العرب إلى سوريا لعودتها فعلا إلى المحيط العربي، وهو ما أجاب عليه السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والخبير في الشؤون العربية، خلال حواره مع "صحيفة الطريق".

ما حدث في سوريا مؤامرة أم ثورة؟


الوضع في سوريا والذي مضى عليه عقد من الزمان، سواء كان عن طريق ثورة شعبية أو مؤامرة غربية كشف تفاصيله أحد أبرز السفراء المصريين الذين عملوا في سوريا، وهو الدكتور مصطفى عبد العزيز، حيث أصدر كتابا يشرح "مؤامرة تدمير سوريا وتشريد شعبها" تحت هذا العنوان، كمرجع يعود إليه كل من يتساءل على أسباب الواقع السوري الحالي، ما بين قبول متردد في الجامعة العربية، واستنزاف للثورة البترولية، وهيمنة النفوذ الأجنبي في سوريا، والحقيقة أنها خسرت الكثير من مقدراتها وثوراتها.

ما الذي قاد الشعب السوري للغضب وما هي أبرز الخسائر؟


تفجر الـ الغضب أو "الثورة" في فترة ما أطلق عليه الربيع العربي كان بسبب السخط الشعبي في الداخل السوري، حيث لم يحسن النظام في البلاد إدارته واحتوائه ما أعطى فرصة كبيرة للتدخل الخارجي؛ أسفر عن احتلال أراضي سوريا من قبل تركيا، وفتح شهية "أنقرة" كقوة إقليمية مجاورة تجاه سوريا.


على إثر الغضب الذي شهده الشارع وتطور الأوضاع تمت موجات من اللجوء للشعب السوري إلى تركيا، بينما طال الانقسام الشعب السوري، ما بين كرد، وعرب، وفصائل أخرى، وزادت الأمور سوءًا وأصبح هناك فصيلا عسكريا كرديا له أحلام في تميز الهوية الكردية باستقلال الإقليم عن باقي سوريا، وزاد النفوذ الإيراني على الأرضي السورية أيضا، بالتزامن مع تواجد أمريكي كبير يحتل أهم الأراضي في البلاد حيث إقليمها الشرقي ومناطق إنتاج البترول.


بل إن الأمور تدهورت أكثر وأصبحت سوريا تحت النفوذ الروسي الغالب، والذي يمتلك قاعدتين عسكريتين هناك.

وبعد مرور عقد من الزمان على ما حدث في سوريا، يمكن القول بأن ما حدث كان نتيجة لسوء إدارة حزب البعث، وعدم التجاوب مع مطالب الشعب والاتجاه للإصلاح، بالتزامن مع مؤامرة كبرى نسجتها القوى الغربية على سوريا، وتسهيل دخول الفصائل المسلحة تحت راية الإسلام، وتوفير الدعم اللوجستي لهم، من تحويلات مالية، وتمويل بالسلاح، ومنفذ آمن، وإخلاء طبي.


كيف قرأت الاتجاه القومي من الدول العربي لعودة سوريا للجامعة العربية؟


اكتشف العالم العربي أن الوضع الحالي في سوريا غير ممكن استمراره وأن من الأفضل ومن صالح الأمن القومي العربي أن تعود سوريا إلى حضنها العربي بتطبيع علاقات الدول العربية معها وإعادة العلاقات السياسية، والاقتصادية، والدبلوماسية، وبدأت دول عربية تأخذ المبادرة بزيارة المسؤولين، ومنهم مصر على أرفع مستوى، وعقدت الجامعة العربية اجتماعات خصصت لبحث هذا الشأن.

كيف تنظر الولايات المتحدة إلى التحركات العربية وآلية التعامل؟


الواقع أن هناك تحفظا أمريكا على عودة العلاقات مع سوريا دون أن يحاكم النظام الحالي على جرائمه ضد مواطنيه، والجميع لا ينسى مشهد البراميل المتفجرة وهي تلقى على الناس في الشوارع.


الأمر يحتاج إلى معالجة للتحفظ الأمريكي، وجهد دبلوماسي على المستوى العربي، ويحتاج بشكل رئيسي تغيير التوجهات السورية بمعنى أن يكون هناك مصالحة شعبية تتبنى وجهة نظر إصلاحية لاستيعاب وعلاج واحتواء ما حدث خلال فترة القطيعة.


هل الدعم العربي قادر على دعم سوريا لتحقيق الاستقرار؟


ربما يكون الدعم العربي قادرا على تسهيل مهمة النخبة الحاكمة أو النظام السوري، لإعادة توحيد الصف وجمع الفصائل السورية، والتباحث مع تركيا لإخلاء الأراضي التي احتلتها لقدرة على استيعاب المهاجرين الذين لجأوا لتركيا في السنوات الماضية.


كما يجب العمل على تجميل الوجه السوري سعيا لتقبل عربي واسع، مع العلم أن هناك تحفظ من بعض الدول العربية على العودة، ويقول هذا التيار الممتنع ويتساءل ماذا حدث؟ وما الذي يبرر العودة للحضن العربي وله بعض المصداقية خصوصا وأن الناظم هو نفسه، وإن كان يدرك البعض أن هناك مؤامرة استهدفت سوريا.



ما المطلوب من القوة العربية تجاه سوريا وهل لديها قدرة على تحقيق الاستقرار بها؟

القوة العربية قادرة على تحقيق نقلة من خلال مطالبة متكررة وواضحة وقوية، للقوات الأمريكية لسحب قواتها من شرق سوريا وإخلاء منطقة إنتاج البترول التي تسيطر عليها وربما تعويض سوريا عما فقدته.


وإذا كان هناك قناعة عربية سيتم تكرار هذه المطالب في كل البيانات والاتصالات التي تجريها الدول العربية مع شعوب العالم، ومن الممكن أن يصل الأمر بطلب عربي بانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، ومناشدة الأمم المتحدة الدول الموجودة في سوريا بالخروج.


كيف لسوريا أن تخرج القوات الأجنبية من أراضيها؟


قد يساعد اتجاه النظام على الحد من النفوذ الإيراني في سوريا وإخلاء سوريا من القوات العسكرية الإيرانية على تسهيل عودته للحضن العربي، وأن يسهل المطالبة العربية للقوات التركية والأمريكية بالخروج أيضا.

اقرأ أيضا| مبادرة سعودية أمريكية لخفض التوتر بالسودان.. خبير سياسي لـ «الطريق»: الهدف لم الشمل في أسرع وقت