الطريق
السبت 11 مايو 2024 07:30 مـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل يمكن وصف ما حدث بالتمثيلية الروسية؟

«أكبر أزمة في تاريخ روسيا».. خبير يوضح أسباب الخلاف بين «فاغنر» و«بويتن» وتداعياته على الجيش

قائد فاغنر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
قائد فاغنر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

اللواء محمد الحربي: الخلاف بدأ في 21018

ـ استسلام فاغنر كان مؤكدًا لعدم قدرتها على الصمود

ـ لا يمكن وصف ما حدث بالتمثيلية الروسية

ـ الأزمة أدت لانهيار الروح المعنوية لدى الشعب والجنود الروس

ساعات من الترقب والانتظار والمتابعة لما يحدث في روسيا، حيث المشهد الذي قلب موازين الحرب بعد أن أعلنت قوات "فاغنر" الموالية لـ "بوتين"، اتجاهها إلى العاصمة "موسكو"، بعد أن تركت مواقعها في أوكرانيا، ما أثار دهشة لدى الجميع!

حول أسباب الأزمة وتداعياته، تحدث اللواء محمد صالح الحربي، الخبير العسكري والاستراتيجي لـ "جريدة الطريق"، مشيرا إلى أن تمرد مجموعة "فاغنر" هو أكبر أزمة في تاريخ روسيا بأكمله، ولم يحدث مثلها لا في عهد الاتحاد السوفيتي، ولا بعد انتهاء عصره، وصعود الرئيس الحالي فلاديمير بوتين إلى سدة الحكم في عام 2000.

وأوضح "عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية" أن ما حدث تمرد غير مسبوق؛ ضرب عمق الدولة الروسية، ووضع الرئيس فلاديمير يوتين تحت ضغط شديد، خصوصا وأن "فاغنر" مكونة من 25 ألف مقاتل كانوا تحت رعاية روسية خالصة، وتحت أعين "بوتين" مباشرة منذ 2014.

ما هي مجموعة فاغنر؟

ولفت إلى أن "فاغنر" مجموعة مسلحة يقودها يفغيني بريغوجين، و لها أذرع في الخارج، واقتصاديات، وسيطرت من قبل على مناجم ذهب، وقبل ذلك تدخلت بالحرب في مناطق وسط القارة الإفريقية مثل مالي وغيرها، إضافة إلى تواجدها في بعض الدول العربية وأبرزها سوريا.

وبين أن غالبية أفراد تلك المجموعة كانوا ضباط قدامى في الجيش الروسي، أو جنودًا فيه، بخلاف المرتزقة من بقية دول العالم.

ما الذي قاد فاغنر للوصول لهذه المرحلة؟

في رده على هذا السؤال قال اللواء محمد صالح الحربي، إن الخلاف بين مجموعة "فاغنر" والجيش الروسي بدأ في عام 2018، عندما بدأ ينتقد بشكل واضح وصريح وزارة الدفاع الروسية، والمؤسسة العسكرية ككل.

وأوضح أن هذا حدث بعد أن فقدت المجموعة 450 جنديا، في شرق نهر الفرات بسوريا، حيث كانت في طريقها لاحتلال أحد حقول النفط، لكن القوات الروسية، والأمريكية قضت عليهم، ورأي رئيس المجموعة أن روسيا كانت سببا رئيسيا في حدوث تلك الأزمة.

وأكد "الحربي" أن وصول قوات فاغنر إلى مدينة "رستوف" الروسية، شكل عامل قلق شديد لدى المراقبين في العالم، فبعد أن دمر الرجل مدينة باخموت الأوكرانية، وكان من أشد الموالين لروسيا بات في أحد أهم المدن، والتي بها مركز القيادة العسكرية الجنوبية لروسيا، وتبعد 60 كيلو خارج الحدود الأوكرانية، وتقرب كثيرا من العاصمة "موسكو".

وأضاف أن المشهد التي عاشته روسيا بالأمس، وضع الرئيس فلاديمير بوتين بين المطرقة والسندال، وبات في حيرة من أمره، هل يقضى على 25 ألف جندي؟ وماذا عن عوائلهم؟ وصورة المؤسسة العسكرية؟

ومع ذلك يرى الخبير الاستراتيجي أن استسلام "فاغنر" كان لا بد أن يحدث في النهاية، إذ لا تقدر تلك القوات أن تصمد في الأخير أمام قوات الدفاع الجوي الروسية، والأسلحة الأخرى، والمروحيات وغيرها.

الأزمة تكمن هنا!

وتابع "الحربي" أن الأزمة تكمن في انقسام المؤسسة العسكرية الروسية العتيدة، أيا كان السبب في حدوث ذلك، مبينا أن عملية الاختراق من الغرب واردة، لكن القول بأن ما حدث مجرد تمثيلية روسية أمر مستبعد تمامًا.

وبين أن الأزمة التي حدثة أدت لانهيار الروح المعنوية لدى الشعب الروسي، وبالتالي لا يمكن القول بأن ما حدث تمثيلة روسية، لأن الجيش لا يمكن أن يخاطر بتلك النقطة على وجه التحديد، إضافة إلى أن إظهار انقسام المؤسسة العسكري أمر ليس بالهين، ناهيك عن التصريحات وزخمها سواء من الرئيس الروسي، أو قائد "فاغنر" والمعروف عنه أن تركيبة شخصيته غريبة، وأنه مندفع باستمرار.

وأكد أن ما حدث أظهر أن القوة العسكرية الروسية في درجة مدنية، ويدل على ذلك إقالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقادة المناطق العسكرية لأكثر من مرة، لكن هذا الأمر يفتح فيما بعد المسارات لحلول سياسية للأزمة الروسية الأوكرانية.

وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي في ختام تصريحاته لـ "الطريق" على أن ما حدث بالأمس أدى وفق وسائل إعلام غربية إلى مقتل 600 جندي روسي في أوكرانيا، ويؤكد أن القيادات الروسية باتت على المحك، وحمل رسالة بأن "الميليشيات لا يمكن الوثوق بها".

اقرأ أيضا| الرئيس الفرنسي: ما حدث في روسيا يظهر هشاشة الجيش وانقساماته