«الاختيار قدم الجرائم الإرهابية والسينما بخيلة».. ثورة 30 يونيو بعيون النقاد ونجوم الفن
المخرج خالد يوسف: «صورنا مشاهد ثورة 30 يونيو لمدة 30 ساعة وكل اللي اتعرض ربع ساعة فقط»
الناقد الفني كمال القاضي: «مسلسل الاختيار قدم الجرائم الإرهابية بالصوت والصورة»
الناقد طارق الشناوي: «الأعمال التاريخية عن ثورة يونيو سوف تظل باقية بالرغْم من مرور السنوات»
الناقدة ماجدة موريس: «السينما بخيلة في رصد الأحداث السياسية والسبب غياب المنتج الذي يتعاطف مع القضية»
للفن دور كبير ومهم في رصد الأحداث العظيمة المؤثرة في حياة الشعوب والمجتمعات، برؤية وعيون فنية وهذا ما نراه تزامنًا مع الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو التي انتصرت للهوية المصرية، وحققت طفرات في مختلف المجالات، وهناك بعض الأعمال أشارت للدور المهم للثورة وقليلًا منها أرخ وجسد أحداث الثورة الفعلية.
وشارك عدد كبير من نجوم الفن بشكل مميز في ثورة 30 يونيو وبعدها، حتى أنهم لعبوا دورًا محوريًا بما يتمتعون به من شعبية وتأثير، وتناولت العديد من الأعمال الفنية سواء في السينما أو الدراما لمحات من الثورة وليس تجسيدًا كاملًا إلى أن جاء مسلسل الاختيار الجزء الثالث، الذي كشف الكثير من أكاذيب الإخوان التي انتصرت عليهم ثورة يونيو، ليُكتب عهد وميلاد جديد لمصر مملوء بالإنجازات.
كان وما زال الفن دائمًا وعلى مر العصور شاهدًا أساسيًا، على كل ما تمر به مصر من أحداث على مختلف المجالات، ومنذ 10 سنوات ظهر دوره بقوة في ثورة 30 يونيو.
المخرج خالد يوسف: تأثرت بمظاهرات قرى الدلتا في أثناء تصوير ثورة 30 يونيو
تحدث المخرج خالد يوسف عن ثورة 30 يونيو في الذكرى العاشرة، قائلًا: «الجيش كان مؤيدًا للإرادة الشعبية في 30 يونيو ولم ينقلب على حكم جماعة الإخوان، وكل شباب الثورة كان هاجسه الأول عدم نزول الجيش لحماية ثورة الشعب خاصة أن نجل خيرت الشاطر قال هنزل رجالتنا على المتظاهرين ويقطعوهم».
وتابع المخرج خالد يوسف في تصريحات خاصة لجريدة «الطريق» أن فكرة تصوير المظاهرات كانت في ذهنه، معلقًا: «طلبت من الشئون المعنوية تصوير ثورة 30 يونيو ووافقوا وقالولي هات كل معداتك والمصورين وبالفعل صورنا لمدة 3 أيام وكنا بنطلع من قاعدة في ألماظة بواسطة طيارة بتمسح كل القاهرة ثم تتجه إلى الإسكندرية فتمسح كل الدلتا وهي رايحة ثم تمون وتطلع تكمل تصوير وتتجه جنوبًا إلى الصعيد ثم مدن القناة، والتصوير بواسطة 3 طائرات جابت كل المحافظات».
كواليس تصوير ثورة 30 يونيو على أرض الواقع
وفيما يخص أكثر مشهد أثر به خلال تصوير ثورة 30 يونيو كان في القرى المصرية، مضيفًا: «كل قرى الدلتا اللي متمكنش يخرج للمركز كان بيتظاهر في قريته، وكان الطيار يقولي على أسماء القرى وعدد السكان فكنت ألاقي لو قرية عددها 5 آلاف نلاقي الـ5 آلاف مواطن في الشارع، وأنا بقول إن اللي نزل في ثورة 30 يونيو أكتر من 30 مليون مواطن لو بحساب النهر الأحمر في قرى الدلتا اللي كانوا كلهم رافعين أعلام مصر».
واستكمل المخرج قائلًا: «إزاي ينكروا إنهم مكنوش 30 مليون وكل الناس كانوا في الشارع، وتصوير ميدان التحرير كان مسح كامل للميدان مش تصوير فوتوشوب ولا زووم علي ناس معينة، وبدأوا يقولوا دي ثورة فوتوشوب من أول يوم وقال عصام العريان من صنيعة مخرج انتوا عارفينه»، مختتمًا حديثه: «ميدان رابعة العدوية كان به بضعة آلاف وقالوا إني صورته كجزء من مشاهد ثورة 30 يونيو وده مش حقيقة، وأنا كان ممنوع عليّ أعدي من عليه بتعليمات الجيش تخوفًا من استهداف حد للطيارة، إحنا صورنا مشاهد ثورة 30 يونيو لمدة 30 ساعة على مدار 3 أيام وكل قرى الدلتا كاملة لحد الإسكندرية، وكل اللي اتعرض ربع ساعة فقط، وبعض المشاهد عرضتها في مسلسل سره الباتع».
ثورة 30 يونيو بعيون الدراما
ولا ننسى أن هناك العديد من المسلسلات رصدت ثورة 30 يونيو ووقوف الرئيس السيسي بجانب إرادة الشعب المصري، سواء بالسباق الرمضاني أو خارجه، ولذلك فترفع الدراما شعار «ثورة 30 يونيو.. ثورة جيش وشعب».
وفي السطور التالية، نرصد أبرز الأعمال الفنية في الدراما رصدت وتحدثت عن ثورة الجيش والشعب في 30 يونيو، تزامنًا مع مرور 10 سنوات على الحدث العظيم الذي غير كل مجالات مصر.
«الاختيار 2 و3» للمخرج بيتر ميمي، الذي قدم وثيقة فنية وتاريخية عن فترة فاصلة في تاريخ مصر المعاصر، ومرحلة شهدت تحديات ومؤامرات وحروبًا مباشرة ضد الدولة، بجانب بطولات رجال الشرطة المصرية في مواجهة اﻷخطار عقب سقوط جماعة الإخوان اﻹرهابية عام 2013.
أما مسلسل «سلسال الدم» من الأعمال الدرامية التي تناولت ثورة 30 يونيو، وسقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وتحديدًا بالحلقة الأخيرة في الجزء الرابع، التي انتهت بقيام الثورة وسقوط حكم الإخوان.
أعمال درامية جسدت ثورة 30 يونيو على الشاشة الصغيرة
«الداعية» بطولة الفنان هاني سلامة، وتأليف مدحت العدل، عرض أشكالًا مختلفة من فساد حكم الإخوان وقياداتهم، وتناول سياستهم وأفكارهم، وتضمن المسلسل مشاهد لهتافات عديدة ضد حكم المرشد، والمطالبة بإسقاطه.
مسلسل «اسم مؤقت» للفنان يوسف الشريف تناول جانب من ثورة 30 يونيو، حيث ناقش الصراعات بين ثلاثة من مرشحي الرئاسة؛ أحدهم تابع للنظام القديم، والآخر ليبرالي، والثالث يمثل التيار الإسلامي، ويصل للحكم بتزييف الإرادة واستغلال الدين، في إشارة واضحة إلى الانتخابات الرئاسية عام 2012.
«إمبراطوية مين» بطولة الفنانة هند صبري، تناول التغيرات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على مصر عقب ثورة 25 يناير، وحتى 30 يونيو، أما مسلسل «تفاحة آدم»، بطولة النجم خالد الصاوي، رصد منذ حلقاته الأولى محاولات الإخوان لفرض سيطرتهم على وزارة الداخلية، وأهم الأجهزة الأمنية للوصول إلى أدق ملفاتها الخطيرة، وكذلك القضايا السائدة على الساحة السياسية آنذاك، مثل جهاد النكاح، ومحاولات اغتيال رجال الشرطة.
وفي مسلسل أستاذ ورئيس قسم، للزعيم عادل إمام، جاء مضمونه مهتمًا بالسياسة، وما فيها من أحداث كما تطرق لثورة 30 يونيو والصراع السياسي بين عدد كبير من الأحزاب السياسية.
وفيما يخص مسلسل سره الباتع ظهر في الحلقة الأخيرة تأريخًا، لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ثورة 30 يونيو عام 2013 واستجابته لمطالب الثوار المصريين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية، أما مسلسل هجمة مرتدة فجاء من واقع ملفات معاصرة للمخابرات المصرية، ركزت على كشف الأجهزة المعادية لمصر.
الناقد الفني كمال القاضي: مسلسل الكتيبة 101 وثيقة إدانة ضد الجماعات التكفيرية
ومن جانبه، علق الناقد الفني كمال القاضي عن دور الأعمال الفنية في رصد أحداث ثورة يونيو، موضحًا أن مسلسل الكتيبة 101 يُمثل بانوراما حيه للعمليات الإرهابية في سيناء ووثيقة إدانه ضد الجماعات التكفيرية، وأشار إلى أن مسلسل الاختيار تميز بتقديم الجرائم الإرهابية بالصوت والصورة بتفاصيلها الكاملة.
واستكمل في تصريح خاص لجريدة «الطريق»: «جعل الجمهور يرتبط بالمسلسل ويتابع تطورات أحداثه لحظة بلحظة وهو الشيء المُفتقد نسبيًا في الكتيبة 101 ولكنه لم يمنع بالقطع تعاطف المُتلقي مع الضحايا من الجنود والضباط الذين استشهدوا وقدموا أرواحهم في سبيل أداء رسالتهم البطولية الوطنية».
الناقد الفني طارق الشناوي: مسلسل الاختيار 3 عرض الأحداث التاريخية بالمستندات والوثائق
أما الناقد الفني طارق الشناوي فأكد أن الأعمال الدرامية وثقت العديد من الأحداث التي مرت بها مصر في ذلك الوقت، مشيدًا بمسلسل الاختيار الجزء الثالث، الذي كان حريص على توثيق الأحداث بالوثائق والمستندات وبمقاطع من الأحداث الحقيقية.
وتابع الشناوي في تصريحات خاصة لجريدة «الطريق»: «مسلسل الاختيار 3، يعد مسلسل جريء من نوعه، لأنه دعم بوثائق متوفرة فقط لدي الدولة، وغير مسموح لأحد الاطّلاع عليها، وكانت تلك الوثائق مدعمة بالصوت والصور»، مشيرًا إلى أن تلك الأعمال التاريخية سوف تظل باقية بالرغْم من مرور السنوات.
الناقدة الفنية ماجدة موريس: السينما لم تعطِ الأحداث السياسية حقها
قالت الناقدة ماجدة موريس في تصريحات خاصة لجريدة «الطريق» إن السينما لم تعطِ الأحداث السياسية حقها، وعدد الأفلام التي ترصد الأحداث التاريخية قليلة، مشيرة إلي أن السينما المصرية بخيلة في رصد مثل تلك الأحداث المهمة في تاريخها، و الإنتاج دائمًا يقف عقبة قوية أمامها.
وتابعت «موريس» أن مسلسل الاختيار 3 يعد من أفضل المسلسلات التي وثقت أكبر قدر ممكن من الأحداث الهامة، لكن المشكلة تكمن في التسلسل يكون 30 حلقة و يجب متابعته على مدار أيام، لكن الأفلام تكون أقصر فمن الممكن توثيق الحدث في ساعتين أو ثلاثة ويكون غير ممل لأشخاص بمتابعته.
واختتمت تعليقها، بأن الأفلام التي تناولت القضايا الوطنية سواء حرب الاستنزاف أو نصر أكتوبر أو 25 يناير أو 30 يونيو، قليلة جدًا، معلقة: «السبب في رأيي غياب المنتج الذي يتعاطف مع القضية».
