الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 07:52 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نضال «ورد الجناين» ضد حكم المرشد.. كيف وقف «التلامذة» شوكة في حلق الإخوان؟

ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو

في ضوء مرور نحو 10 سنوات على خروج مظاهرات الثلاثين من يونيو 2013، فتحت "الطريق" ملف صدام جماعة الإخوان المسلمين مع الطلاب من خلال شهادات حصرية من قيادات طلابية نشطة في المشهد السياسي المصري خلال تلك الفترة.

الصدام مع الطلاب

بدأت الجماعة الإخوانية في الصراع مع كل فئات المجتمع بما في ذلك الطلاب، بعد أن قاد محمد مرسي الجماعة إلى السلطة باستخدام التحالفات السياسية، وهذا الصراع شمل القوى السياسية، وانتهى بثورة 30 يونيو التي كتبت فصل النهاية لعنف الإخوان، والرئيس محمد مرسي من الحكم.

انقطاع الكهرباء المتكرر وتغيير المناهج وغياب الأمن عن ‏المدارس والمظاهرات المتواصلة ضد جماعة الإخوان في عام ‏‏2013، وما قبلها.. كلها أزمات كان لها بالغ الأثر على مراحل التعليم ‏المختلفة، ولا سيما طلاب الجامعات والثانوية العامة الذين تحدثوا لجريدة ‏‏"الطريق" عن كواليس تلك المرحلة من عمرهم، حتى اندلاع ‏ثورة 30 يونيو وإزاحة حكم جماعة الإخوان. ‏

عشت أصعب أيّام حياتي.. بهذه الجملة عبّرت ندى ماهر خريجة ليسانس آداب تركي، عن معاناتها فترة حكم الإخوان، مشيرة إلى أنّها في العام 2013 كانت تدرس بالصف الثالث الثانوي، الذي جرى فيه تعديل نظام الدراسة من سنتين إلى سنة واحدة، وسط تخبط الطلاب في دائرة رمادية ومستقبل بلا أفق، دون وجهة محددة.

استهداف المعارضين

تصادمت جماعة الإخوان مع المؤسسات الحكومية في جملة من المواجهات المتتالية، ابتداءً من إقالة المستشار عبدالمجيد محمود وصولاً إلى إصدار الإعلان الدستوري الذي منع الطعن في قرارات رئيس الجمهورية، مما أثار استياء المواطنين، وعمّ الحديث عن السياسة بين جميع الأطراف.

تقول ندى ماهر إحدى الناشطات الطلابية، عن تلك الفترة إنّها شهدت حالة فوضى كبيرة في ‏المدرسة، من حضور وانصراف الطلاب والمدرسين، وكان يغلب ‏عليهم الحديث عن السياسة داخل الفصول، ووصل الأمر لحد ‏المشاجرة بين أبناء المنتمين لجماعة الإخوان، وأي شخص يختلف ‏معهم في الآراء أو ينتقدهم. ‏

وصلت الفوضى في المدارس إلى قطع النور ‏لأيّام متواصلة، حتى خلال الامتحانات، وهذا تسبب في العديد من ‏حالات الإغماء والإعياء نتيجة الضغط النفسي من الامتحانات ‏وشدة الحرارة في تلك الفترة، وفق ندى. ‏

غضب الطلاب

حاول محمد مرسي، من خلال الضغط على المشير طنطاوي وزير الدفاع السابق، إلغاء قرار المحكمة الدستورية ببطلان انتخابات مجلس الشعب، إلى جانب قيام أنصار الإخوان بحصار المحكمة الدستورية العليا وتخويف القضاة، مما أجج الموقف الشعبي وسط غضب المصريين من محاولة أخونة الدولة.

محمد عادل ناشط طلابي، شهد فترة حكم الإخوان حينما كان يدرس الهندسة بجامعة القاهرة، يقول لـ"الطريق" إنّ المشهد السياسي قبيل 30 يونيو كان قاتمًا لدرجة دفعت الطلاب إلى تنظيم مظاهرات داخل حرم الجامعة للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان.

يسقط حكم المرشد

"يسقط يسقط حكم المرشد".. تحت هذا الشعار خرج الآلاف من الطلاب وأعضاء الأحزاب السياسية على اختلاف انتماءاتها الفكرية والأيديولوجية إلى القاهرة في مظاهرة حاشدة أمام مبنى ماسبيرو للمطالبة بإسقاط جماعة الإخوان، بعد تعرض العديد من الطلاب لأعمال عنف من أنصار الجماعة.

يحكي عادل، أنّ مظاهرات الطلاب كانت سلمية، وترفع لافتات واضحة تشير إلى ضرورة تنحي مرشد جماعة الإخوان جانبًا، فيما فوجئ المتظاهرون بهجوم مجموعات من شباب الجماعة عليهم ورشقهم بالحجارة، وسحل كل من يقع في أيديهم.

تهديد وابتزاز الطلاب

ترويج الشائعات والتهديد الابتزاز وحرق السيارات كانت من بين الأدوات التي استغلها طلاب جماعة الإخوان في مواجهة خصومهم السياسيين من الطلاب الذين ينادون بإسقاط حكم المرشد، بعد أن فشلوا في ضمهم إلى معسكرهم.

"حرقوا عربيتي، وقالوا عليّ بنت شمال".. هكذا بدأت شيري أحمد، إحدى خريجات جامعة القاهرة، حديثها عن ابتزاز طلاب الإخوان لها فترة حكم محمد مرسى، وترويج الشائعات حولها، بسبب معارضتها للسياسات الإخوانية آنذاك.

تقول شيري، إنّ أحد الطلاب الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان عرض عليها منصب قيادي داخل الجماعة حتى تكف عن المشاركة في المظاهرات ضدهم في الحرم الجامعي، ولمّا رفضت فوجئت في اليوم التالي بحرق سياراتها، وترويج شائعات تمس سمعتها.

الاعتداء على المدارس

ولم تنج الثانوية العامة من عنف الإخوان ومحاولة إخماد ثورة الشعب التي بدأت تلوح في الأفق، فقد تعرضت المدارس إلى اعتداءات من أنصار الجماعة الإرهابية، لإرهاب الطلاب والمدرسين غير الموالين للإخوان.

عن هذه الفترة تروى أسماء سيد، الحاصلة على ليسانس آداب، أنّها عاشت ‏مراحل التعليم المختلفة في هدوء والتزام تام في الحضور ‏والانصراف بالمدرسة، ولكن منذ عام 2012 وصعود الإخوان لسدة الحكم، بدأ الاضطراب يسيطر على الأجواء ووصل الشغب إلى لجان الامتحانات، الأمر الذي أثر في تحصيلها الدراسي سلبيًا خاصة، وأنها كانت في السنة النهائية ‏للثانوية العامة. ‏

صمتت أسماء لبرهة من الوقت، وأومأت برأسها يمينًا ويسارًا تعبيرًا عن الأسي قبل أن تقول: لم نكن نشعر بالأمن فترة حكم الإخوان، لأن حالة الفوضى التي عاشتها مصر قبل ‏ثورة 30 يونيو، كانت تنذر بتأجيل امتحانات الثانوية العامة، وعندما بدأت الاختبارات كانت البلد تشهد مظاهرات في مختلف المحافظات ضد الإخوان، فكنت متوترة داخل اللجنة، وأتخيل أنّ مجموعة مسلحة ستفتح علينا النار في ذلك الوقت.

أخوانة المناهج

طالت محاولة الجماعة الإرهابية لأخونة الدولة، طلاب الثانوية العامة، فقد فوجئ الطلبة في 2013، بتجاهل كتاب الجغرافيا مثلث "حلايب ‏وشلاتين" في درس عن حدود مصر، وهو ما اعتبره ‏البعض محاولة لأخونة المناهج، وفق ما أكدت ندى على إحدى المدرسات.

رجعوا التلامذة

وفي 30 يونيو عادوا التلامذة للجد مرة أخرى، للمشاركة مع مئات الآلاف من المتظاهرين في تجمعات حاشدة أمام قصر الاتحادية الرئاسي، للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، 30 يونيو 2013.

ثورة الخلاص

توسعت المظاهرات المليونية بمشاركة الطلاب وجميع الأطياف السياسية لتشمل كافة ميادين مصر، إلى أنّ أعلنت القوات المسلحة المصرية ممثلة في وزير الدفاع آنذاك، الفريق عبد الفتاح السيسي، في 3 يوليو 2013 الانحياز إلى مطالب الشعب المصري، بالإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، وإسقاط نظام الإخوان بعد مضي عام على محاولات تعريض الهوية المصرية للخطر وتقييد الحريات والاستهداف المتعمد للمعارضين، ليكتب الشعب تاريخًا جديدًا لمصر الأبية.