الطريق
الخميس 9 مايو 2024 07:55 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«طيور الظلام».. 28 عاما على أجرأ أفلام وحيد حامد وعادل إمام

عادل إمام ورياض الخولي
عادل إمام ورياض الخولي

"طيور الظلام" واحد من أجمل وأجرأ أفلام التسعينيات، ويصادف اليوم مرور 28 عاما على عرضه الأول، إذ عرض في دور العرض في 14 من أغسطس 1995 وحقق حينها نجاح مدوي ونجح على المستوى النقدي والجماهيري.

تدور أحداث الفيلم حول ثلاثة أصدقاء تخرجوا من كلية الحقوق "فتحي نوفل" عادل إمام الذي يعمل في المحاماة في مكتب بالأرياف يستغله مسكن ومكتب في نفس الوقت، يجري خلف مصالحه الشخصية ويستخدم ذكاؤه القانوني في التلاعب بثغرات القانون ويساعد أستاذه المحامي الكبير في فك ثغرات قضية كبيرة متهم بها فاسدون وتشغل الرأي العام، ويدير "فتحي" الدعاية الإنتخابية لصالح الوزير "رشدي الخيال" جميل راتب بطرق ملتوية وعندما ينجح في الإنتخابات يجعله الوزير مديرا لمكتبه.

يساعد "فتحي" الفتاة "سميرة" يسرا التي كان يترافع عنها في قضية آداب في التجارة، ويخفي ثروته في تجارتها ويضعها في طريق الوزيرويزوجها منه عرفيا وعندما يتم القبض عليها تعترف عليه ويكون مصيره السجن.

الصديق الثاني هو "علي الزناتي" رياض الخولي المحامي الذي يتولى الدفاع عن الجماعات المتطرفة وينجح في الصعود وينال الشهرة والثراء وفي النهاية يجد نفسه في السجن بجوار صديقه "فتحي نوفل" وتحدث بينهما المواجهة، بينما الصديق الثالث "محسن مختار" أحمد راتب فضل أن يبعد نفسه عن الصراع الدائر وبات هو المواطن الشريف شديدة المثالية والرافض أن يكون أداة لفساد "فتحي" أو تطرف "علي الزناتي" متخذا موقفا سلبيا من كلاهما.

كانت القصة شديدة الجرأة كعادة أفلام وحيد حامد وهو الفيلم الرابع بين المثلث مكتمل الأضلاع الفنية "عادل إمام وشريف عرفة ووحيد حامد" وسبق الفيلم 3 تجارب ناجحة للثلاثي "اللعب مع الكبار، الإرهاب والكباب، المنسي" ورصد وحيد حامد في فيلمه قضايا إجتماعية كانت في ذلك الوقت تشغل المجتمع ووضع الفساد والتطرف في سلة واحدة من خلال شخصيات فيلمه التي تعمل في الظلام وقدمها في سيناريو محكم ومتماسك وسريع ولم يفتقد عنصري التشويق والإثارة والتشويق حتى المشهد الأخير عندما يجري "فتحي نوفل وعلي الزناتي" على الكرة.

كان الإخراج من جانب شريف عرفة قوي ومتناسق ومنسجم مع الشخصيات التي أدارها ووظفها بشكل جيد، وبرع مدير التصوير محسن نصر في إختيار زوايا تصوير معبرة عن الموقف والحدث الدرامي، ويرصد تعبيرات وجوه الشخصيات لمنتهي الحرفية في حركة سلسة للكاميرا، مع موسيقى مودي الإمام التي ساهمت بشكل كبير في أن تجعل المشاهد يعيش الحدث وكانت ذات تأثير درامي كبير.

أما الجانب التمثيلي فقد كان جيد لمعظم الشخصيات من عادل إمام الذي يتمتع بشعبية جارفة وكان في أفضل حالاته مرورا بـ ريارض الخولي الذي تخوف في البداية من الفيلم وكاد أن يرفضه لولا والدته أقنعته بالدور وأخبرته أنه سيكون "فتحة خير عليه "حسبما روى في تصريحات صحفية، وحصل مقابل دوره على 2000 جنيه، وبالفعل صنع الفيلم نجومية "الخولي"، حتى يسرا التي تألقت كالعادة بجانب وجود فنان له ثقله وتاريخه الفني وهو جميل راتب وكذلك أحمد راتب بأداءه السلس.

شهد الفيلم عدد من الجمل الحوارية التي كتبها وحيد حامد وما زالت تترد حتى الآن ويحفظها الجمهور أشهرها "القانون زي ما بيخدم الحق بيخدم الباطل واحنا الباطل بتاعنا لازم يكون قانوني" و"لازم تعرف إن إنت في أمان بسببي.. وإنت في نعيم بسببي" و"بلاش نضحك على بعض يا علي مفيش صداقة أبدا مع خصومة اتنين ديابة لا يمكن يعيشوا مع بعض في قفص واحد يقطعوا بعض".

على الرغم من أن الفيلم حالة فنية شديدة الخصوصية لم ينس وحيد حامد بخفة ظله وحس الكوميدي أن يدس في فيلمه الذي أنتجه عدد من المشاهد الكوميدية ليكسر قتامة الفيلم الذي يتناول حالة إجتماعية وسياسية، ورغم الصراع الدائر بين "فتحي وعلي ومحسن" وفراقهم بعد تخرجهم من كلية الحقوق إلا أن الوحيدة التي جمعتهم هي الأغاني واختار "حامد" أغنية "يا واش يا واش يا مرجيحة ماتصدهاشي يا مرجية" وأراد بها أن يلخص حال الأصدقاء الثلاثة.

اقرأ أيضا: محمد محمود عبد العزيز.. ابن «الساحر» المنتج الفنان والممثل الموهوب