الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 02:10 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
تحرير سعر الصرف وتأثيره على سوق العقارات.. جمعية رجال الأعمال: تكلفة الوحدات السكنية الجديدة سترتفع مصر والأموال الساخنة.. فرص استثمارية وتحديات اقتصادية في مواجهة الحكومة عضو المجلس القومي للمرأة في حوار لـ«الطريق»: المرأة شهدت العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي مصر أول دولة في العالم تضع استراتيجية... سيدات الأهلي يحققن الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي ”الحشاشين”.. مسلسل يكشف استخدام الإخوان لمفاهيم السمع والطاعة المطلقة 6 جنيهات.. حملة لتثبيت سعر تعريفة التوك توك داخل سمالوط رئيس الوزراء يؤكد ضرورة وضع أجندة تنفيذية لمخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطني رسالة جديدة من نتنياهو لعائلات المحتجزين البترول تسدد 30 مليون دولار جزء من مستحقات شركة كابريكورن إنرجي مصرع شاب على يد آخر في مشاجرة بالمنيا مواد غذائية شائعة يحظر تناولها أثناء تفاقم التهاب المعدة جي بي مورجان يتوقع ارتفاع برميل النفط إلى 100 دولار بسبب روسيا

إدريس يمنع سارتر من زيارة إسرائيل

في مارس 1967 قامت مجلة الطليعة التي كانت تصدرها مؤسسة "الأهرام" بتوجيه الدعوة إلى الفيلسوف الفرنسي سارتر والكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار لزيارة مصر، وبالفعل تمت الزيارة تحت إشراف لطفي الخولي رئيس تحرير "الطليعة"، وكان من المعروف أنه سيزور إسرائيل بعد زيارته للقاهرة.

لكن قبل ذلك بعامين، تحديدا في العام 1965 وجهت إحدى الصحف الإسرائيلية دعوة إلى سارتر لحضور "مؤتمر الفلاسفة"، وكان مقررا له الإنعقاد في 4 إبريل من نفس العام في إسرائيل، وقد صرح أحد الفلاسفة الاسرائيليين أنه "من المنتظر أن يلبي سارتر الدعوة"، فبادر سهيل إدريس رئيس تحرير مجلة " الآداب" البيروتية بعد قراءة هذا النبأ، إلى إرسال رسالة إلى سارتر في افتتاحية العدد الخامس من المجلة يقول في بداياتها "غني عن القول أن أصل العلاقة التي تشد القارئ العربي إلى آثاركم، إنما هو احترام عميق لفكركم الحر، وشخصيتكم، وموقفكم من قضية العرب في الجزائر، ومساندتكم لجميع القضايا الكبيرة العادلة، ومنها قضايا كوبا والكونغو، إن جميع البلدان التي خضعت ولا تزال تخضع لنير الاستعمار والاستعمار الجديد تجد في كتاباتكم الأدبية والفلسفية أصداء لأمانيها القومية المشروعة".

تعجب إدريس من ذلك الخبر ولم يصدق ما نشرته الجريدة الإسرائيلية وتوقع أن يكون لغايات دعائية وتمنى ألا يكون الأمر مغاير لذلك حتى لا يمس التقدير الذي يكنه العرب لسارتر فيقول أنه "كان من الصعب علينا، إن لم نقل من المحال، أن نصدق النبأ الذي نشر في صحيفة إسرائيلية والذي يقول أن المنتظر أن تحضر مؤتمر الفلاسفة الذي يعقد في إسرائيل يوم 4 نيسان القادم.إن من الممكن أن يكون هذا النبأ غير ذي أساس، وأنه إنما نشر لغايات دعائية، أما نحن العرب، وفينا أصدقاء لك وتلامذة ومعجبون، فنتمنى بكل صدق أن يكون الأمر كذلك، لأننا حريصون على ألا يمس التقدير الذي يكنه العرب لسارتر أي مساس".

تحدث إدريس إلى سارتر عن كتابه "تأملات في القضية اليهودية"، مبررا دفاعه عن اليهودي ضد الظلم الذي كان ضحيته بصفته كائنا بشريا، فقد دافع عنه كإنسان مضطهد، لكنه على الرغم من ذلك لم يدعُ إلى خلق دولة غاصبة، هكذا ميز سهيل بين اليهودي الذي لا نكن له أي عداء، وبين الإسرائيلي الصهيوني المغتصب، موضحا الأصداء المؤسفة في نفس كل عربي لو تمت تلك الزيارة فيقول "وأنا، شخصيا، أعتقد أن هذه الزيارة لإسرائيل يمكن أن تخلف أصداء مؤسفة في نفوس مئة مليون عربي يحبونك ويقدرونك ويكنون لك شعورا عميقا بالعرفان، وأنتم تعرفون بلا شك أن هذا الشرق العربي يواصل كفاحه من أجل استقلاله التام، ووحدته وسيادته الكاملة على أراضيه، ويأمل المثقفون العرب أبدا أن يدعم أكبر مفكر في القرن العشرين كفاحهم هذا من أجل مستقبل أفضل".

واختتم سهيل رسالته بدعوة سارتر إلى زيارة لبنان، وزيارة أحد معسكرات اللاجئيين الفلسطينيين. وبالفعل لم يزر سارتر إسرائيل ولم يحضر ذلك المؤتمر، وربما كانت دعوة الآداب تلك هي من حرضت "أهرام هيكل" على دعوة سارتر وسيمون لزيارة مصر، فقد اختتم سهيل رسالته بتلك الدعوة "إن من واجبنا إذن أن ندعوك لزيارة لبنان، وسأكون سعيدا جدا أن يكون بإمكانكم قبول دعوة الآداب ودار الآداب لقضاء بضعة أيام في بيروت، وأنا أعدكم ألا أزعجكم في إقامتكم، ولظني لا أحسب أن بوسعكم أن ترفضوا زيارة أحد معسكرات اللاجئين الفلسطينيين، لبضع ساعات".

 

 

بشري عبد المؤمن