الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 12:20 مـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قمة العشرين تتجاهل إدانة روسيا.. ومحلل سياسي: المجموعة لم تستجب لضغوطات الغرب

 المحلل السياسي رضوان القاسم
المحلل السياسي رضوان القاسم

بالتزامن مع انعقاد قمة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، أشارت تقارير إلى أن الغرب -خصوصًا الولايات المتحدة- فشلوا في إقناع الهند وأعضاء المجموعة بتوجيه إدانة جماعية إلى روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا.

كما أن البيان الختامي لقمة العشرين لم يهاجم أي فعل لروسيا في حربها مع أوكرانيا.

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي وخبير الشؤون الاقتصادية والسياسة الدولية الدكتور رضوان القاسم إن موقف قمة العشرين من الحرب الروسية الأوكرانية وما تشير إليه تقارير الوكالات الدولية -رويترز، وفايننشال تايمز..- من خلو البيان الختامي لقمة العشرين من إدانة روسيا، يدل على عدم إطاعة الرغبة الأمريكية رغم كل الضغوطات التي سعت إليها وقامت بها تجاه العديد من الدول في هذه القمة قبل وأثناء عقدها، لكنه يؤكد في الوقت ذاته أن قمة العشرين لم تحقق نجاحًا اقتصاديًا.

قمة العشرين تقاربية وليست خلافية

ويضيف الدكتور رضوان، وهو مدير مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في ألمانيا، خلال تصريح لجريدة (الطريق): "هناك ضغوطات مارستها واشنطن على الدولة المضيفة الهند والعديد من الدول ومن بينها دول إفريقية، لإدخال موضوع أوكرانيا على رأس جدول الإعمال في القمة الـ 18 لمجموعة العشرين ، وكان هناك مسعى لإدانة روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا، إلا أن العديد من الدول وخاصة الهند رفضت هذا الطلب واعتبرت أن هذه القمة لجمع الشمل الدولي وليس للتفرقة والخلافات، وهذا ما جاء على لسان رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي عند افتتاح القمة، فقد أشار إلى الخلافات القائمة بين العديد من الدول، وسعى إلى أن تكون القمة توافقية تقاربية وليست خلافية".

ويضيف: "من ناحية أخرى، فإن توجه دعم أوكرانيا ليس من مصلحة كل الأطراف، فهو يؤثر بشكل كبير على الصعيد السياسي والاقتصادي، وأزمة الحبوب خير دليل على ذلك، هذه الحرب تؤجج الصراعات والخلافات وتهدد الاقتصاد العالمي، لهذا السبب العديد من دول العالم المحايدة حتى وإن كانت لا تتفق مع روسيا في أسلوبها مع أوكرانيا لا تتفق مع وجهة النظر الغربية في دعم أوكرانيا".

البيان الختامي لـ قمة العشرين في مصلحة روسيا

وحول الانقسام بشأن إدانة روسيا، يقول المحلل السياسي اللبناني المقيم في برلين: الهند كانت تسعى قبل قمة العشرين وخلالها إلى أن لا تصل الخلافات إلى السطح و تفشل القمة، ووفق ما أوردته وكالات الأنباء، تم التوافق على صيغة ترضي جميع الأطراف سيخرج بها البيان الختمامي لـ قمة العشرين بحيث لا تكون مع طرف ضد الآخر، بما يؤيد الموقف بحسب القانون الدولي لإرضاء جميع الأطراف بما فيها روسيا،.

يضيف الدكتور رضوان قاسم لـ جريدة الطريق، مشيرًا إلى أن البيان الختامي سيكون في مصلحة موسكو: "إذا قرأنا بتعمق أكثر، سنجد أن هذا ليس في مصلحة الولايات المتحدة، لأنه كانت هناك اتفاقيات مبرمة مع روسيا فيما يخص أوكرانيا وأخلت بها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، لهذا السبب الموقف الأممي والقانون الدولي ليس في مصلحة الولايات المتحدة والدول الغربية، لأنهم يريدون ضم أوكرانيا لحلف الناتو وجعلها قاعدة عسكرية أمريكية متقدمة لمحاصرة روسيا، لهذا السبب الموقف في قمة العشرين كان من الضروري أن يؤيد القانون الدولي وليس لصالح طرف ضد طرف، وهو عكس الموقف الأمريكي والغربي، إذا كان يريد الإدانة وبشدة لروسيا، ومن ناحية أخرى لا يمنح الفرصة للولايات المتحدة لاعتبار أن الدول التي تخالفها في هذه المسألة تقف إلى جانب روسيا".

إفراغ قمة العشرين من مضمونها

وحول غياب قادة بارزين عن قمة العشرين، يقول مدير ومؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية: هناك موقف ظهر للعلن له دلالات ورسائل كبيرة فيما يتعلق بعدم حضور الرئيس الصيني لقمة العشرين بجانب غياب الرئيس الروسي، هذا إن دل على شيئ يدل على عمق الخلاف بين الدول والأعضاء الموجودين في القمة، وهذا أيضا يفرغ القمة من مضمونها الحقيقي الاقتصادي، فغياب الرئيس الروسي والرئيس الصيني عن القمة الاقتصادية يدل على أن القمة المفترض أنها اقتصادية بامتياز لم تصل إلى المرجو والمطلوب منها، حيث أن غياب الصين التي تأتي على رأس الاقتصاد الدولي بالإضافة إلى غياب روسيا يعني أن هناك خللا أساسيًا في الوجهة المالية والاقتصادية للقمة، خاصة وأن هناك العديد من الاتفاقيات المالية والاقتصادية التي ستبرم خلال هذه القمة، لهذا السبب أرى أن قمة العشرين لم تكن على ما يريد الاتجاه الأمريكي بشأن التنديد بالموقف الروسي ونشاط موسكو العسكري، لأنه يضر بمصالح العديد من الدول.

الاتحاد الأفريقي الرابح الأكبر في قمة العشرين

حول إعلان حصول الاتحاد الأفريقي العضوية الكاملة في مجموعة العشرين، يقول الدكتور رضوان: هناك قفزة نوعية في هذه القمة، بضم الاتحاد الأفريقي كعضو كامل العضوية في مجموعة العشرين، هذا الاتحاد يضم 55 دولة إفريقية وهذه الدول ستكون اقتصادية بامتياز في المستقبل خاصة وأن المجموعة تناقش الطاقة البديلة، والجميع يعلم أن إفريقيا غنية بهذا الخصوص، لذلك هذه الدول سيكون لها الدور الأكبر اقتصاديا وستجذب استثمارات الاقتصادات الكبرى.

ويلفت "القاسم" النظر إلى أن: الصين وروسيا لهما استثمارات كبيرة في القارة الأفريقية والدول هناك أقرب إلى الجانب الروسي عن الأمريكي، وكما رأينا القمة الأفريقية الروسية كانت ناجحة بامتياز بحضور العديد من الدول الأفريقية، لهذا السبب قمة العشرين في الهند لم تكن على مستوى الرغبة الأمريكية، لكنها أيضا لم تكن ناجحة اقتصاديا بشكل كبير بسبب الغياب الصيني والروسي.

فشل الضغوط الأمريكية على قمة العشرين

واعتبر رضوان القاسم المحلل السياسي وخبير الشؤون الاقتصادية والسياسة الدولية، أن عدم صدور بيان يدين روسيا خير دليل على أن هذه الدول لا توافق السياسيات الأمريكية والغربية، والعديد من الدول تريد أن تبقى محايدة في هذا الخصوص، خاصة وأن هناك العديد من الاتفاقيات التي أبرمت مع روسيا على صعيد الشرق الأوسط مثل المملكة العربية والسعودية والإمارات وعدد من الدول الأفريقية، كذلك رغبتهم في الحفاظ على الحياد أو علاقتهم مع روسيا لا تخولهم باتخاذ موقف مؤيد للولايات المتحدة وإدانة روسيا، بل بالعكس بعض هذه الدول تريد التقرب إلى روسيا أكثر للانضمام إلى منظمة شنغهاي ومجموعة البريكس والمنظمات الاقتصادية التي لها دور فعال على الصعيد الاقتصادي في المستقبل.

ويؤكد "القاسم" أن الجانب الأمريكي لم ينجح في فرض شروطه وفشلت ظغوطة في جعل الحرب الروسية الأوكرانية على رأس جدول أعمال قمة العشرين، وهذا بمثابة فشل ذريع للولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضا: قمة العشرين.. دعوة للتعامل مع الحرب الأوكرانية مثل جائحة كورونا