الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 09:00 مـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رئيس المركز الأوكراني للحوار: قمة العشرين تجنبت مخاطر الصدام مع روسيا

د. عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار
د. عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار

أكدت قمة مجموعة العشرين في الهند أن الاعتبارات الاقتصادية للدول تقف حائلا أمام إظهار الدعم أو الإدانة العلنية للحرب الروسية الأوكرانية؛ وهو ما يشير إليه عدم التوفيق الغربي في تعميم موقف حلف الناتو والاتحاد الأوروبي ضد روسيا.

بيان قمة العشرين توافقي

وحول التوافق على خلو البيان الختامي لـ قمة مجموعة العشرين من الإدانة المباشرة لروسيا، رغم موقف العديد من الدول الرافض للحرب الروسية، يقول الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار في أوكرانيا، خلال تصريحات لجريدة (الطريق) باعتقادي أن الدّول الأعضاء سَعت للخروج ببيان توافقي تجاه الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا ولذلك تجنّبت ذكر روسيا كدولة معتدية مع أنها أشارت بشكل غير مباشر لها.

ويضيف الدكتور عماد أبو الرب: وكما نعلم أن الدول العربية تدعم إدانة روسيا على اعتبار أنّها اعتدت على وحدة وسيادة الأراضي الأوكرانية، ورغم توافق أغلب دول مجموعة العشرين على هذا إلا أنني أرى أن اهتمامات أغلب أعضاء المجموعة تتجه نحو المجال الاقتصادي ولا تريد بنفس الوقت للحرب أن تتّسع أكثر، لأن ذلك سيؤثّر على الوضع الاقتصادي فيها والتضخّم ومعدّل النموّ الاقتصادي، وربما لبعض هذه الدول رؤية في أن التوافق على صيغة مشتركة بين جميع أعضاء مجموعة العشرين سيكون له أثر إيجابي مستقبلاً في دعم جهود التسوية السلمية لإنهاء الحرب.

روسيا حظيت بمساندة هندية صينية

وعن أبرز الدول التي وقفت ضد إدانة روسيا في البيان الختامي لقمة العشرين، يقول أبو الرب متحدثا إلى جريدة الطريق من العاصمة كييف: الجميع يعلم أن روسيا والصين كثفت بمساندة هندية غير مباشر الاتصالات مع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين للضغط عليها لتخفيف حدّة البيان الختامي، وربما ارتكزت على وجود الخلافات داخل المجموعة حول العديد من القضايا خاصة الموقف الواجب اتخاذه تجاه روسيا، واهتمام هذه الدول بتحسين مستوى نمو اقتصادها ومواجهة التحديات الكبيرة.

ويرى الدكتور عماد أبو الرب أن: المسألة هنا لم ترق إلى وصف صيغة البيان على أنها انتصار أو هزيمة بمقدار ما أعتبره أنّ أعضاء مجموعة العشرين لهم توجهاتهم الخاصة ومواقفهم المتغيرة، التي ترتبط بالأحداث والوقائع والخروج قدر الإمكان بأكثر قدر ممكن من النتائج المتوافقة مع مصالحها.

شرخ في العلاقات الدولية

وحول تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، على الأهداف الاقتصادية لقمة العشرين التي تغيب عنها الصين وروسيا، يقول رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار: باعتقادي تسبّبت الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا في شرخ في العلاقات الدولية، ويبدو أنّ هذا الشرخ سيمتد لسنوات طويلة، وأخشى إن لم نجد جهودًا للوساطات الدولية المعتبرة لإيقاف الحرب والوصول لتسوية سلمية عادلة بين الأطراف أن تكون هذه الحرب إرهاصات للحرب العالمية الثالثة، والذي سيشكّل دماراً للبشريّة ومن قبل هدما للقيم الإنسانية المشتركة القائمة على السلام والوئام والتسامح.

قمة العشرين تقاربية

من جهة أخرى يقول الدكتور رضوان القاسم مدير مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في ألمانيا إن موقف قمة العشرين من الحرب الروسية الأوكرانية، يدل على عدم إطاعة الرغـبة الأمريكية رغم كل الضغوطات التي سعت إليها وقامت بها تجاه العديد من الدول في هذه القمة قبل وأثـناء عقدها.


ويضيف الدكتور رضوان، خبير الشؤون الاقتصادية والسياسة الدولية، في تصريح سابقة لجريدة (الطريق): هناك ضغوطات مارستها الولايات المتحدة على الهند ودول إفريقية، لإدخال موضوع الحرب على أوكرانيا على رأس جـدول الإعمال في القمة، إدانة روسيا، إلا أن العديد من الدول وخـاصة الهند رفضت هذا التوجيه واعتبرت أن هذه القمة لجمع الشمل الدولي وليس للتفرقة والخلافات، وهذا ما جاء على لسان رئيس وزراء الهند عند افتتاح القمة، حيث أشـار للخلافات القائمة بين العديد من الدول، وسعى إلى أن تكـون القمة توافقية تقاربية وليست خلافية.

ويضيف مدير مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية: من ناحية أخرى، فإن توجه دعم أوكرانيا ليس من مصلحة كل الأطراف، فهو يؤثر بشكل كبير على الصعيد السياسي والاقتصادي، وأزمة الحبوب خير دلـيل على ذلك، فهذه الحرب تؤجج الصراعات والخلافات وتهدد الاقتصاد العالمي، لهذا السبب العـديد من دول العالم المحايدة حتى وإن كانت لا تتـفق مع روسيا في أسلوبها مع أوكرانيا لا تتفق مع وجهة النظر الغربيـة في دعم أوكرانيا.

محلل سياسي: المجموعة لم تستجب لضغوطات الغرب

موضوعات متعلقة