كاراباخ تتعرض لقصف مدفعي وصاروخي عنيف

بدأ الجيش الأذربيجاني قصف مواقع أرمنية في منطقة كاراباخ الحدودية، يطلق عليها الأرمن المحليون اسم آرتساخ، حيث يبدو أن الحرب بين الأعداء القدامى قد اندلعت مرة أخرى، ووفقا لوزارة الدفاع الأذرية، أطلقت أذربيجان "عملية مكافحة الإرهاب" بأسلحة عالية الدقة في منطقة كاراباخ ردا على القصف الممنهج لمواقعها من قبل القوات الأرمينية.

وقال متحدث باسم أذربيجان للتلفزيون المحلي إن أذربيجان تستهدف القوات الأرمينية والمواقع العسكرية، لكن السكان المدنيين "خارج اللعبة" ولن يجرى استهدافهم أو إيذائهم، وسُمعت صافرات الإنذار بعد الغارات الجوية وإطلاق قذائف الهاون في مدينة خانكيندي الرئيسية في كاراباخ، والتي يسكنها عدد كبير من السكان المحليين.

كاراباح تشهد ضربات صاروخية

وقال مسؤولون دفاعيون في المنطقة الانفصالية إن الجيش الأذربيجاني "انتهك وقف إطلاق النار على طول خط التماس بأكمله بضربات صاروخية ومدفعية"، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن مزاعم إطلاق النار من الجانب الأرمني لا تتوافق مع الواقع.

ويظهر مقطع فيديو من خانكيندي تحذيرات من غارة بالقنابل وأصوات نيران المدفعية مسموعة، وذكرت صحيفة الجارديان أن مقاطع فيديو أخرى من المنطقة تظهر على ما يبدو أن أذربيجان تستخدم طائرات بدون طيار لضرب مواقع الدفاع الجوي الأرمينية، وتم إبلاغ قيادة وحدة حفظ السلام التابعة للاتحاد الروسي وقيادة مركز المراقبة التركي الروسي بالأنشطة الجارية.

وقالت الوزارة الأذربيجانية إن أرمينيا قامت أيضًا بتلغيم الأراضي الأذربيجانية، وتعزيز الدعم الهندسي لمواقعها القتالية، وزيادة عدد الخنادق والملاجئ في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، قامت أرمينيا بتحصين مواقعها القتالية بالأفراد العسكريين، والمركبات المدرعة، وحوامل مدافع المدفعية، وغيرها من القوة النارية، مما رفع الوحدات إلى مستوى عالٍ من الاستعداد القتالي، وإنشاء وحدات تعبئة إضافية. ولا يمكن التحقق من هذه الادعاءات، وفي 19 سبتمبر، قُتل مدنيان وسبعة من رجال الشرطة وأصيب عدد آخر من العسكريين عندما اصطدمت مركباتهم بلغم أرضي زرعته القوات الأرمينية على طريق أحمدبيلي - فضولي - شوشا، حسبما زُعم.

عملية مكافحة الإرهاب في كاراباخ

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن عملية مكافحة الإرهاب تهدف إلى قمع الاستفزازات واسعة النطاق في منطقة كاراباخ الاقتصادية، ونزع سلاح وتأمين انسحاب القوات الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية، وتحييد البنية التحتية العسكرية الأرمينية، وتوفير السلامة للسكان المدنيين والقوات المسلحة الأرمينية. الأفراد العسكريين.

وقالت الوزارة إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لتعطيل المواقع على الخطوط الأمامية ونقاط إطلاق النار العميقة وطويلة المدى للقوات الأرمينية، فضلاً عن الأصول القتالية والمنشآت العسكرية. وقالت أيضًا إن السكان المدنيين ومرافق البنية التحتية المدنية ليست مستهدفة. ويعيش ما يقدر بنحو 120 ألف أرمني في الجيب الجبلي، ويشكو الرئيس الأرميني نيكول باشينيان منذ أشهر من أن القوات الأذربيجانية تغلق ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد للدخول والخروج من كاراباخ الذي يسكنه إلى حد كبير العرق الأرمني ويسبب أزمة إنسانية، وقد انقطعت المياه والكهرباء عن أجزاء كبيرة من ستيباناكيرت لعدة أشهر.

ومع ذلك، بعد أشهر من منع الوصول إلى الجيب، سمحت القوات الأذربيجانية بمرور بعض المساعدات الإنسانية إلى الجيب في 18 سبتمبر، وكانت روسيا، التي من المفترض أن تكون الضامن لاتفاق السلام الثلاثي الذي تم التوصل إليه قبل عامين، سلبية إلى حد كبير في الصراع المتنامي ولم تتحرك لإنهاء ما يمكن اعتباره أيضًا انهيارًا لاتفاق وقف إطلاق النار وفق موقع (intellinews)، وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه تم تحذيرها من الهجوم الأذربيجاني قبل دقائق فقط من الهجوم، وحثت البلدين على احترام وقف إطلاق النار الموقع بعد الحرب في عام 2020، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وقال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في المنطقة، تويفو كلار، إن هناك "حاجة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار".

أهمية إقليم كاراباخ

وتأتي عملية مكافحة الإرهاب وسط تصاعد التوترات في المنطقة، وشهدت الأشهر الأخيرة عدة اشتباكات بين القوات الأذربيجانية والأرمينية، وفي سبتمبر 2022، شنت أذربيجان عملية تسمى "الانتقام" ضد القوات الأرمينية بعد أن فتحت أرمينيا النار وقتلت جنديًا أذربيجانيًا، وصراع ناجورنو كاراباخ هو نزاع طويل الأمد حول السيطرة على منطقة ناجورنو كاراباخ، المعترف بها دوليًا كجزء من أذربيجان ولكن يسكنها الأرمن العرقيون، وكان الصراع مصدرا لعدة حروب واشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا.

وفي عام 2020، وقعت أذربيجان وأرمينيا اتفاقًا ثلاثيًا لوقف إطلاق النار أنهى حربًا استمرت 44 يومًا على ناغورنو كاراباخ، كما نص الاتفاق على نشر قوة روسية لحفظ السلام في المنطقة، إلا أن وقف إطلاق النار كان هشا، ووقعت عدة انتهاكات في الأشهر الأخيرة، واتهمت الحكومة الأذربيجانية أرمينيا بانتهاك شروط الاتفاقية من خلال الحفاظ على وجود عسكري غير قانوني في ناغورنو كاراباخ وزرع الألغام في الأراضي الأذربيجانية.

العلاقات المصرية الأذربيجانية قديمًا وحديثًا.. التحديات وآفاق التعاون المستقبلية