الطريق
الخميس 16 مايو 2024 02:58 مـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اللواء الدكتور محمد أبو سمره:

ـ غزة تواجه حرب تطهير عرقى.. و قف إطلاق النار بات حتمياً..

اللواء الدكتور محمد أبو سمره:
اللواء الدكتور محمد أبو سمره:

اللواء الدكتور محمد أبو سمره القيادي والمفكر والمؤرخ الفلسطيني ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني فى حوار خاص لجريدة الطريق:

ــ حان الوقت للتسوية العادلة للصراع على أساس حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة.

- لن تشهد المنطقة الاستقرار دون تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني بالاستقلال والحرية وإقامة دولته وعودة اللاجئين وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال.

حوار: سمير محمد

ـ أين وصلت أوضاع قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الصهيوني؟

قطاع غزة هو أكبر سجن مفتوح في العالم والتاريخ، والشعب الفلسطيني هم جنرالات الصبر والتضحيات والعطاء والصمود والتضحيات والبطولات، ومع استمرار العدوان الصهيوني على مدى شهر كامل ومازال متواصل ومتصاعد بشكل أكثر وحشية وبشاعة واجرام، فقد أصبح الوضع داخل القطاع مأساوي، ويشكِّل نكبة وكارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، ونتنياهو هو هتلر العصر، ولابد للشقيقة الكبرى مصر وجميع الدول العربية والإسلامية من ممارسة أقسى الضغوط على الإدارة الامريكية والغرب لإرغام العدو على وقف العدوان الاجرامي، خاصة أنَّ العدو منذ مجزرة المستشفى المعمداني بات يومياً يستهدف المستشفيات في كافة أنحاء القطاع، ويوم أمس استهدف مستشفى الشفاء ومستشفى القدس في غزة، والمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، وارتكب العدو مجزرة جديدة ضد الجرحى والنازحين في مستشفى الشفاء وتسبب بارتقاء ٧٠ فلسطينياً بين شهيد وجريح، وكذلك قصف مدرسة أسامة بن زيد لإيواء النازحين في حي الصفطاوي شمال مدينة غزة مما أدى إلى ارتقاء واصابة أكثر من ١٠٠شهيداً وجريح، إضافة إلى مدرسة الفاخورة لإيواء النازحين مما أدى إلى استشهاد واصابة العشرات من الشهداء والجرحى، وقصف وتدمير مباني جامعة الأزهر، ومراكب الصيادين في غزة ورفح، ويواصل العدو ارتكاب المجازر البشعة بحق أهلنا في قطاع غزة، وقد زاد عدد المجازر الجماعية التي ارتكبها جيش العدو حتى اللحظة عن ألف مجزرة جماعية، ومازال القصف متواصل من شمال القطاع حتى جنوبه، مع التركيز الشديد في القصف والعدوان الاجرامي على كافة مخيمات اللاجئين والمشاريع والمربعات السكنية التي تعتبر امتدادا للمخيمات، وكافة أماكن النزوح.

ومن المتوقع استمرار العدو المجرم في ارتكاب عشرات ومئات المجازر الأكبر حجما والأكثر بشاعة، والأسوأ قادم في هذا العدوان الوحشي البربري، والمخطط الذي يسعى العدو لتنفيذه لا يستهدف قطاع غزة وحده، إنَّما أيضاً يستهدف القدس المحتلة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني، وكل ذلك يمس بالأمن القومي المصري والأردني والعربي ويهدد الجغرافيا والديمغرافيا المصرية والأردنية والعربية وكل العرب، بنفس القدر الذي يهدد فيه الفلسطينيين وقضيتهم الوطنية العادلة.

وبات من الضرورة المُلِّحة الفورية والعاجلة أن تعمل القيادة المصرية بالتعاون مع القيادة الفلسطينية وجميع القادة العرب على ممارسة كافة الضغوط على الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والدولية والمجتمع الدولي وقادة الدول التي لها تأثيرها ومكانتها، سواء كانت إقليمية أو دولية، والتحدث مع الجميع بموقف وبصوت واحد للوقف الفوري للعدوان الصهيوني المجرم ضد قطاع غزة، وفتح ممرات آمنة لإجلاء ألاف الجرحى للعلاج في المستشفيات المصرية والعربية، وإدخال كافة أنواع المساعدات الدوائية والطبية والغذائية والوقود وكافة مستلزمات الحياة في قطاع غزة، وإعادة تزويد القطاع بالمياه والكهرباء، حيث يعمل العدو على التسبب بمجاعة لأهلنا في قطاع غزة، الذين يعانون بشدة من العدوان والحصار الخانق المشدد المستمر والمتواصل منذ بدء العدوان، في حين أنَّ القطاع كان خاضعاً لحصار متواصل منذ انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠.

ــ ما رأيك في قرار مصر بوقف إخراج الرعايا الأجانب من قطاع غزة نتيجة منع سلطات الاحتلال خروج الجرحى الفلسطينيين؟

يتوافق الموقف المصري في هذا الشأن مع الموقف الفلسطيني، الذي ربط بين مغادرة الأجانب ومزدوجي الجنسية من قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وإجلاء الجرحى، حيث هناك ألاف الجرحى الفلسطينيين بحاجةٍ ماسة لنقلهم للعلاج في المستشفيات المصرية والعربية وبالخارج، في حين أنَّ العدو الصهيوني لم يمنع فقط الجرحى من المغادرة، بل أنَّه قام بقصف قافلة سيارات إسعاف كانت تقل جرحى بحالةٍ حرجة للغاية متوجهة من مستشفى الشفاء إلى معبر رفح، وارتكب بحقهم وبحق المرضى وطواقم الإسعاف والنازحين في مستشفى الشفاء مجزرة بشعة راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى. ولهذا فمن الطبيعي أن تُصر الشقيقة الكبرى مصر على عدم السماح لحملة الجنسيات الأجنبية بالمغادرة عبر معبر رفح البري، إلا بالتزامن مع إخلاء الحالات الحرجة جداً من الجرحى، وهذا موقف نقدره للقيادة المصرية ونثمنه غالياً ونشكرها عليه، ونأمل أن تنجح الضغوط المصرية في إخلاء جميع الجرحى الذين بحاجة لإجراء الجراحات العاجلة والمستعجلة واستكمال العلاج في المستشفيات المصرية والعربية، وإلى جانب ذلك نأمل أن تنجح الجهود والضغوط المصرية من أجل مضاعفة وزيادة عدد شاحنات المساعدات وقوافل الإغاثة الطبية والدوائية والغذائية التي شعبنا ومستشفيات في قطاع غزة، هم في أمس الحاجة إليها، وكذلك إدخال الوقود إلى المستشفيات والمؤسسات الإنسانية ولشركة الكهرباء، علماً أنَّ قطاع غزة يقف على أعتاب مجاعة كبرى فالعدو يمنع كل شيء عن القطاع بما فيها مياه الشرب، وكأنَّه يقول لشعبنا الصامد المرابط في قطاع غزة: مَنْ لم تقتله طائراتنا ومدافعنا وصواريخنا وقنابلنا ومتفجراتنا، سنقتله جوعاً وعطشاً..!!

ــ ما رأيك في تهديدات وزير التراث الإسرائيلي باستخدام النووي؟

لم أستغرب من تصريح هذا الإرهابي المجرم، فهو يكشف بمنتهى الوضوح عن حجم بشاعة وقذارة وحقارة واجرام وإرهاب ووحشية وعنصرية الكيان الصهيوني وحكومته اليمينية الإرهابية المتطرفة، وما قاله هذا الصهيوني القاتل المجرم الوزير في حكومة كيان استعماري متوحش، كيان لم يكن له يوماً تراث أو تاريخ أو حضارة، فسرق تراثنا وحضارتنا وتاريخنا مثلما سرق أرضننا ووطننا وخيرات بلادنا، ويريد أن يسرق من شعبنا البطل المرابط الصامد حقه في الحياة ، ويدعو لإبادته تماماً، وبتصريحه العنصري هذا يكشف جوهر وحقيقة المخطط الصهيوني الذي تنفذه حكومة الاجرام والتوحش الصهيوني بقيادة هتلر العصر الإرهابي المجرم نتنياهو لإبادة الشعب الفلسطيني، وما يقوم به جيش العدو من عدوان لم يشهد له التاريخ مثيلاً هو أقذر حرب تطهير عنصرية، وجرائم حرب وإرهاب دولة منظم، علماً أنَّ كمية الصواريخ والقنابل والمتفجرات التي ألقاها العدو الصهيوني ضد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي تزيد على ٣٠ ألف طن من المتفجرات، أي أنها أكثر من حجم القنبلتين النوويتين اللتان ألقيتا على مدينتي "هيروشيما" و"ناجازاكي"، وحجم الدمار في قطاع غزة هو أكبر من أي وصف، وأكبر من أن يحتمله عقل، فلا يوجد مكان واحد في قطاع غزة لم يصله الدمار والقتل والعدوان، ولا توجد أسرة أو عائلة فلسطينية واحدة في قطاع غزة لم تقدم شهداء وجرحى ولم تُدَّمر بيوتها ومساكنها ومحالها التجارية ومصادر رزقها، وهناك مئات من الأسر والعائلات شطبت كلياً من السجل المدني ولم يتبق منها أي فرد، وهناك عملية إبادة منهجية مبرمجة شاملة وكلية لقطاع غزة تشمل الإنسان والشجر والحجر وكافة معالم وأشكال الحياة، ومن يشاهد حجم الدمار في القطاع سيكتشف أنَّ العدو الصهيوني مدعوماً من الإدارة الأميركية وأوروبا، قد ألقى عدة قنابل ذرية على القطاع الذي تبلغ مساحته ٣٦٥ كيلومتر مربع، وليس خافياً على أحد أم أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية شركاء تماماً في العدوان الصهيوني ضد قطاع غزة المنكوب، وخاصة أنَّ جميع الصواريخ والقنابل والمتفجرات والقذائف التي يلقيها جيش العدو، هي أحدث ما أنتجته مصانع السلاح الأميركية، والطائرات الحربية التي تلقي عشرات الألاف من أطنان المتفجرات على المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والمسنين والعجزة، هي أيضاً أميركية الصنع، ونحن نتعرض بالفعل لحرب تطهير عرقي وإبادة شاملة صنعتها لنا الولايات المتحدة وساندتها أوروبا وتنفذها دولية وكيان الاحتلال الصهيوني العنصري الاجرامي المتوحش.ــ

ــ ماهي أخر مستجدات الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية؟

قطاع غزة هو أكبر سجن في العالم والتاريخ، حيث يستمر الحصار المشدد عليه للعام الثالث والعشرين على التوالي، ونتنياهو المجرم هو "هتلر العصر"، ونتيجة للقصف والعدوان الوحشي الصهيوني، فقد باتت الأوضاع في قطاع غزة مأساوية ونكبة وكارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، بل زادت الأوضاع كثيراً عن توصيف ما يحدث للشعب الفلسطيني في القطاع بأنه كارثة ونكبة، فما يحدث من عدوان نازي صهيوني اجرامي وحشي بربري، عبارة عن عملية تطهير عرقي عنصري وإبادة منهجية منظمة لشعبنا، وفي ظل الحرب والعدوان البربري والحصار المشدد على القطاع فقد تم فقدان كافة الاحتياجات الأساسية للحياة، وهناك فقدان تام للمياه والكهرباء وكافة المواد الغذائية واللوازم الأساسية للحد الأدنى من المعيشة والحياة الأدمية، ولابد من ممارسة أقسى الضغوط على العدو والإدارة الأمريكية والغرب لوقف العدوان والمجازر الوحشية التي يرتكبها كل يوم بشكل مكثف، وإنني أحذر من أنَّ كافة المجازر التي ارتكبها العدو حتى اللحظة هي عبارة عن: «عمليات جس نبض»، لارتكاب المزيد منها كماً ونوعاً والأكثر وحشية واجراماً، وعلينا نتوقع مئات المجازر الأكبر حجما والأكثر بشاعة، ويواصل العدو استهداف المخابز والمستشفيات والمراكز الطبية والمدارس ومراكز الايواء والمساجد والكنائس والمقابر وكل مكان في قطاع غزة، ومحطات وسيارات وعناصر الإسعاف والدفاع المدني، حيث استشهد أكثر من ١٢٠ طبيب وممرض، وأكثر من ٧٠ مسعف وعنصر من الدفاع المدني، و٨٠ موظف من موظفي وكالة الغوث (الأونروا)، والمئات من الشبان والفتيات المتطوعين في طواقم الإسعاف والإغاثة وتقديم الخدمات المساندة الطبية والإغاثية والإنسانية وللدفاع المدني ومراكز الإيواء.

ولابد من العمل بكافة السبل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان، والانتقال الفوري من «الوضع السياسي»، إلى «الوضع الإنساني»، الذي كما قلت تجاوز كثيراً مصطلح «نكبة، وكارثة إنسانية ومصيبة وأزمة»، والأسوأ قادم، والمخطط العدواني يستهدف غزة والضفة والقدس والداخل..

ولابد للقيادة الفلسطينية والمصرية والأردنية بالتعاون مع جميع قادة الدول العربية والإسلامية من المسارعة لبحث كافة تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، والتحدث بصوت واحد مع كافة مكونات المجتمع الدولي، وخاصة مع قادة الدول التي لها تأثيرها ومكانتها وثقلها، والضغط بكافة الوسائل والسبل المتاحة والممكنة لفرض التهدئة ومراعاة كافة الأوضاع الإنسانية لشعبنا المظلوم، وفتح آفاق لتسوية عادلة للصراع على أساس حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة، ومن ثم تحقيق الاستقرار في المنطقة بشكل يحقق طموحات شعوبنا.

ــ أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي دخولها المرحلة الثالثة من الحرب على غزة: وفقا للتقارير التوغل البري في الجزء الشمالي لغزة أحرز بعض النتائج.. في هذه المرحلة من الحرب وبعد مرور عدة أيام على بدء الاجتياح البري، ماذا ربحت "إسرائيل" من أهداف وما خسرت؟

هذا اليوم، هو اليوم الثلاثين للعدوان الصهيوني الوحشي البربري المتواصل منذ يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي ضد قطاع غزة المظلوم المنكوب المحاصر، وقد وصلت الأرقام الرسمية المعلنة لأعداد الشهداء إلى حوالي عشرة آلاف شهيد، بينما زار عدد الجرحى عن ٢٠ ألف جريح، وأكثر من مليون ونصف المليون نازح من بيوتهم وأماكن سكناهم في كافة أنحاء القطاع، وتدمير قرابة نصف مليون وحدة سكنية، ومئات الأبراج السكنية ومئات المربعات والأحياء السكنية، وتدمير البنية التحتية على امتداد القطاع وقطع تام للمياه والتيار الكهربائي وحصار مشدد خانق ومنع تام لإدخال الوقود وكافة المواد الغذائية والدوائية، وتكرار قصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الثمانية مع التركيز المكثف وتكرار القصف والعدوان على أكبر مخيمين هما مخيم جباليا ومخيم الشاطئ، إضافة إلى تكرار استهداف وقصف كافة الأحياء والمربعات والمشاريع السكنية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين وأماكن إيواءهم على امتداد القطاع، وقصف المخابز والمستشفيات ومراكز الإيواء للنازحين والجامعات والمدارس ورياض الأطفال والحدائق العامة وصالات الأفراح والنوادي والشوارع والبيوت والمساجد والكنائس والصيدليات ومراكز الإيواء الجماعي للنازحين والأسواق والمحال التجارية، ولم يعد هناك مكان واحد في قطاع غزة بمعزل عن الاستهداف والقصف الصهيوني، وألقى جيش العدو على قطاع غزة كمية من القنابل والمتفجرات منذ بدء العدوان وحتى اليوم لا تقل عن ٣٠ ألف طن من المتفجرات، وهذه الكمية من المتفجرات هي ضعف القدرات التفجيرية عدة مرات للقنبلتين النوويتين اللتان ألقيتا على هيروشيما وناجا زاكي، وعدة أضعاف كميات المتفجرات والقنابل والصواريخ التي ألقتها الولايات المتحدة والتحالف الغربي على أفغانستان والعراق، مع العلم أنَّ قطاع غزة، هو الأكثر كثافةً سكانية على مستوى العالم في الكيلومتر المربع الواحد، حيث تصل نسبة السكان في الكيلو متر المربع الواحد من ٦٠٠٠ــ ١٠،٠٠٠ نسمة في عموم القطاع، بينما تتضاعف نسبة السكان في الكيلو مت المربع الواحد عدة مرات في مخيمات اللاجئين، وبالتالي فإن ما يقوم به العدو الصهيوني منذ بدء العدوان الحالي البربري الوحشي، هو عبارة عن حرب إبادة شاملة لكل معالم الحياة في القطاع وتطهير عرقي للشعب الفلسطيني.

وحول ماذا ربح الكيان الصهيوني من عدوانه المتواصل ضد القطاع لقرابة الشهر، هو لم يربح سوي تسببه بقتل ألاف الشهداء والتسبب بإصابة عشرات ألاف الجرحى بإصابات خطرة والتسبب لمعظمهم بعاهات واعاقات دائمة، وتدميره لمساكن ومنازل وبيوت المدنيين الأبرياء الآمنين العزل، وارتكابه لأكثر من ألف مجزرة جماعية وحشية بربرية ضد الأطفال والنساء والفتيات والشيوخ والعجزة والمسنين والنساء الحوامل والأجنَّة في بطون أمهاتهم، وارغام أكثر من نصف سكان وأهالي القطاع على النزوح من منازلهم، وهو مازال يواصل جرائمه الوحشية البربرية هذه، في سياق محاولاته المستميتة لإرغام الفلسطينيين على النزوح والهجرة القسرية للجوء إلى سيناء، من أجل تكرار نفس السيناريو في الضفة الغربية والقدس الشرقية لإرغام أهلنا في الضفة الغربية على الهجرة القسرية و"الترانسفير" الجماعي لهم نحو الأردن، من أجل تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي ودائم، وشطب قضية اللاجئين وحق العودة، والعدو الصهيوني مخطئ إن اعتقد أنَّه سينجح في تنفيذ مخططه بالتهجير القسري لشعبنا خارج أرضه ووطنه، لأن القرار النهائي القاطع والجذري لجميع أبناء شعبنا: البقاء في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، حتى لو كان الثمن هو الشهادة، ولا خيار أمام شعبنا سوي الصمود والصبر والرباط، على أمل أن يتوقف العدوان وتنجح أمتنا العربية والإسلامية في ممارسة ضغوطها القصوى على الولايات المتحدة وأوروبا والغرب، للضغط على العدو لوقف عدوانه الاجرامي ضد شعبنا المظلوم.

ورغم كافة محاولات العدو المستميتة وقوة وكثافة نيرانه ووحشية عدوانه، فإنَّ محاولات جيش العدو للتوغل البري عبر عدة محاور في قطاع غزة من الشمال، والشمال الغربي والشرقي وجنوب شرق مدينة غزة ومخيم البريج، وشرق محافظتي خانيونس ورفح جنوب قطاع غزة، فلم يستطع التقدم سوى بضعة عشرات أو مئات الأمتار ومسافات محدودة في تلك المحاور، ويواجه مقاومة بطولية شرسة وعنيدة، وتمكنت المقاومة من إيقاع الكثير من الخسائر في صفوفه وقتلت وأصابت العشرات من ضباطه وجنوده، ودمرت العديد من ألياته العسكرية ودباباته، وسيكون كل الأحوال فإنَّ قطاع غزة مقبرة لجيش الاحتلال فيما لو قرر توسيع توغله البري، وسيواجه مقاومة أكثر شراسة وصعوبة وبسالة في حال وصل إلى الأحياء السكنية.

ــ ما هي نقاط الاقتحام التي تنفذ قوات الاحتلال من خلالها الاجتياح البري؟

حسب تصريحات وأحاديث قادة جيش والخبراء والمراسلون والمحللون العسكريون الصهاينة، فإنَّ جيش العدو بدأ بالتوغل عبر أطراف قطاع غزة الشمالية والشرقية الشمالية والغربية الشمالية، أي عبر بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا وشرق بلدة ومخيم جباليا، وشمال غرب وغرب بيت لاهيا وجباليا، وشرق وشمال غرب وغرب مدينة غزة، وهذا المربع بالطبع مربع كبير جداً، ولا أعتقد أن جيش العدو يمكنه التوغل في كل هذه المساحة الكبيرة، وإن حدث أي تقدم بري لجيش العدو عبر أي محور من محاور القطاع، فلن يتمكن من التقدم سوى بضعة أمتار محدودة، لأنَّه سيواجه بمقاومة بطولية باسلة، والمقاومة متجهزة ومستعدة للتصدي للعدوان وافشال التوغل البري، وقد صنعت له مصيدةً وفخاً كبيراً، وستخوض معه حرب مدن وشوارع، وستجعل من مدن ومخيمات وحواري وشوارع قطاع غزة مقبرة له، ولك يكون توغل أو دخول جيش العدو براً إلى قطاع أمراً سهلاً، وسيُمنى بخسائر كبيرة وهزيمة نكراء، لا تقل عن هزيمته صباح السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

ـــ يزعم العدو أنَّه حقق تقدم ونجاح في توغله البري، ما مدى حقيقة ذلك؟

هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها العدو أنَّّه يحقق نجاح في توغله البري داخل قطاع غزة، ولكن الحقيقة أنَّ جيش العدو كلما حاول التوغل أو التقدم بضعة أمتار داخل القطاع يلاقي مقاومة بطولية شرسة، ويتكبد خسائر فادحة في الأفراد والمعدات، وفي إحدى المرات حاول التسلل من الناحية الشمالية الغربية لقطاع غزة، عبر وحدات خاصة من جيش العدو مدعومةً بوحدات النخبة من المارينز الأميركي، كما قال بهدف الوصول إلى أماكن الأسرى الصهاينة لدى حركة "حماس"، وتحريرهم، ولكن أبطال المقاومة الفلسطينية استطاعوا إبادة هذه القوة بالكامل وعادت معظمها أشلاء، ومن لم يُقتل عاد مصابا بجراح خطرة للغاية، ثم حاولت وحدات وقوات أخرى التسلل أو التوغل عبر بوابة مستعمرة كوسوفيم القريبة من السياج الحدودي بالمنطقة الوسطى، وتصدى لها أبطال المقاومة الفلسطينية وأبادوها، بل وتمكن أبطال المقاومة من اختراق دفاعات العدو والعمل خلف خطوط العدو والتوغل داخل مستعمرة وموقع كوسوفيم، ثم تكررت المحاولات عبر مناطق جنوب شرق خانيونس ورفح، وكان مصير تلك المحاولات كسابقاتها، وطيلة الوقت يكرر جيش العدو من الإعلان أنَّ قواته البرية تنفذ عملية توغل كبيرة نسبيًا في قطاع غزة لمهاجمة مواقع "حماس" في قطاع غزة، وكانت هذه العملية محاولة التوغل من عدة أماكن في شرق وشمال وجنوب القطاع، ولكن المقاومة الفلسطينية الباسلة كانت لهم بالمرصاد والتحمت معهم التحاماً بطولياً وأعادوهم على أعقابهم محملين بالهزيمة والقتلى والخسائر في الأرواح والعتاد.. وكل ما يفعله العدو الصهيوني من محاولات، وتكرار ومواصلة عمليات التوغل أو التسلل، هي عبارة عن "عمليات استطلاع بالقوة النارية"، وفحص مدي قوة جاهزية وفاعلية المقاومة الفلسطينية للتصدي لعملية الاجتياح او التوغل الشاملة للقطاع أو لأجزاء منه، وفي كل مرةٍ يفاجأ العدو بجاهزية واستعداد المقاومة الفلسطينية وبسالتها، وبنجاحها في إيقاع خسائر كبيرة في صفوفه، وهو أيضاً حاول أن تحقق له عمليات التوغل تلك، محاولة التقاط أي "صورة للنصر"، ولكنه حتى تلك الصورة للنصر لم ولن يتمكن من التقاطها، وكافة محاولات التوغل هي عبارة عن اختبارات ميدانية عملانية وعملية لفحص إمكانيات تحقيق النجاح في حال قرر جيش العدو تنفيذ عملية التوغل او الاجتياح الجزئي أو الكلي للقطاع، خاصة أنَّ مسألة الاجتياح هي المطلب الرئيس لنتنياهو، رغم الخلافات مع قيادات الجيش والعديد من الوزراء في (الكابينت) ومجلس الحرب، ورغم معارضة البنتاغون والإدارة الامريكية لذلك، ليس حرصاً على أهلنا وشعبنا في قطاع غزة، ولكن لتخوفهم على مصير جيش العدو وعلى الكيان الصهيوني ويقينهم من أن الجيش الصهيوني غير جاهز للاجتياح والتوغل البري، ولن يكون قادراً على تحقيق زي انتصار أو حسم عبر اجتياحه وسيمنى بخسائر كبيرة، وهذا بالفعل ما سيحدث، حيث سيكون قطاع غزة مقبرة لجيش العدو.

ــ ما هي احتمالات نجاح العدو في التوغل والاجتياح البري لغزة؟

حتى الآن مازال العدو الصهيوني يتخبط في التخطط لكيفية مواصلة عدوانه الوحشي ضد أهلنا في غزة، ولم يكتفِ العدو من حرب التطهير العرقي والإبادة الوحشية البربرية التي يشنها بمنتهى الوحشية والقسوة والعنف والاجرام، حيث يواصل ارتكاب مجازره الوحشية ضد الفلسطينيين المدنيين الأبرياء العُزَّل في قطاع غزة، مما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى عن عشرة ألاف شهيد وجريح، وتم تدمير ألاف الأبراج السكنية ونصف مليون وحدة سكنية بشكل كامل، عدا عن الأبراج والشقق السكنية الأخرى المدمرة بشكل نسبي، ولكنها جميعاً غير صالحة للسكن والاستعمال، بينما هناك عشرات الألاف من الشقق السكنية التي تضررت أو دمرت جزئياً، وإلى جانب ذلك استهدف الاحتلال المجرم في عدوانه الوحشي كافة معالم الحياة في قطاع غزة، وقصف ودمَّرَ عشرات المساجد والكنائس والمراكز الطبية والمؤسسات والجمعيات الخيرية والإغاثية والجامعات والمدارس والوزارات والمؤسسات الأهلية والحكومية والمصانع والمتاجر والأسواق والمحال التجارية، حتى المقابر لم تسلم من قصفه وعدوانه.. ويسعى جيش العدو لاستكمال عملياته الانتقامية بطريقه غير معتادة مثل التدخل البري الشامل أو الجزئي، لكن بالتأكيد فإنَّ هذا الخيار تكلفته باهظة الثمن على جيش العدو، حيث تمكنت المقاومة من قتل واصابة مئات الجنود خلال المواجهات والالتحام في الميدان مع جيش العدو. ولهذا فإنَّ العدو المجرم يهدف من وراء القصف والتدمير بهذه الطريقة الوحشية التدميرية وحرب الإبادة لقطاع غزة، وارتكاب مئات المجازر إلى التقاط (صورة نصر للمجرم والإرهابي الكبير نتنياهو/ هتلر العصر) على شكل ركام شوارع ومباني قطاع غزة ومجازر وإبادة وعمليات تطهير عرقي عنصري بحق الفلسطينيين المدنيين العُزَّل الأبرياء المحاصرين، ليعود بها إلى حكومته اليمينية المتطرفة المجرمة وجيشه وجنوده المهزومين ومستوطنيه. وجميع المؤشرات والمعطيات تقول أنَّ الاجتياح البري الكلي أو الجزئي هو الخيار المفضل للمجرم نتنياهو وأركان حكومته الإرهابية المجرمة، وهذا دليل على فشله وعجزه عن تحقيق أية أهداف تعيد له ولجيشه المهزوم وأجهزته الأمنية توازنهم المفقود، بعد أن تم تعرية أكذوبة التفوق النوعي والردع وتفكيك فرقة غزة. وكل ما يقوم به جيش العدو المجرم من جرائم ومجازر ووحشية وعدوان ضد أهلنا وشعبنا المحاصر المظلوم في قطاع غزة؛ لن تمحو عنهم الفضيحة العسكرية والاستخباراتية، وكلها هزائم غير مسبوقة.

ونأمل أن تنجح المفاوضات والوساطات في انجاز "تبادل أسرى إنساني" خصوصا "الأسيرات والأطفال من الطرفين"، مثلما حدث من إطلاق حركة حماس لسراح أسيرتين يهوديتين أميركيتين، وإطلاقها سراح أسيرتين أخريين من كبار السن، ولا شك أن ذلك سوف يقرِّب من توقف العدوان والتعجيل بوقف إطلاق النار.

وبكل الأحوال فإنَّ جميع خيارات نتنياهو لن تغسل هزيمته، ولن تنجيه من لجان التحقيق ومغادرة موقعه الذي هو أحرص ما يكون عليه، ولدى المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة "خبرة"، وليس "رغبة" في إطالة أمد المواجهة، وهذا يعتمد على أن مخزون صمود الجبهة الداخلية الفلسطينية أكبر من مخزون المستوطنين.

ــ هل سيكون للطبيعة الجغرافية لقطاع غزة دوراً في التصدي للتوغل البري؟

قطاع غزة عبارة عن شريط ساحلي ضيق للغاية، يتفاوت عرضه من منطقة إلى أخرى، من ٦ إلى ١٢ كيلومتر، بطول ٤١ كيلومتر، ومساحته الحالية الإجمالية٣٦٥ كيلومتر مربع، ويعتبر قطاع غزة هو أكثر الأماكن على مستوى العالم كثافةً سكانية في الكيلومتر المربع الواحد، وأعلى نسبة بطالة وفقر وجوع في العالم، ولاتوجد بالقطاع أية مرتفعات أو هضاب أو جبال، وأرضه في عمومها أرض سهلية، عدا عن بعض الأماكن القليلة جداً التي يوجد بها ارتفاع بسيط مقارنةً بباقي مساحة القطاع، ومن الناحية العسكرية والاستراتيجية، تعتبر جميع أراضي القطاع مكشوفة أمنيا وعسكرياً، ولكن المقاومة أعدت الكثير من الوسائل الدفاعية، من أهمها الأنفاق الاستراتيجية في اعماق الأرض، والتي يمتد بعضها إلى ما خلف خطوط العدو، وستتمكن المقاومة من قطاع امدادات جيش العدو التي قد تتوغل داخل أطراف أو بعض مناطق القطاع، اضافةً إلى ذلك، فإنَّ البيئة الشعبية العامة في القطاع حاضنة داعمة للمقاومة، وستوفر للمقاومة غطاء شعبياً باسلاً وجبهة داخلية متماسكة، وقد رفعت المجازر والجرائم الصهيونية الوحشية الأخيرة ضد أهالي القطاع، من التفافهم حول المقاومة، وأصبحت الرغبة بالثأر والانتقام من جيش العدو، وانزال أقسى هزيمة في صفوفه، هي رغبة جماعية لكل أهالي القطاع الذين دُمرت بيوتهم وأملاكهم ومساكنهم وحياتهم وضاع جني عمرهم وفقدوا الأعزاء على قلوبهم، حيث زاد عدد الشهداء حتى اللحظة عن خمسة ألاف شهيد، من بينهم مالا يقل عن ألفي شهيد مازالت جثامينهم تحت الأنقاض، وزاد عدد الجرحى عن عشرة ألاف جريح.. وبكل الأحوال ستتصدى المقاومة الباسلة ومعها جميع أهالي القطاع لأي محاولة للتوغل أو الاجتياح البري الصهيوني للقطاع بمقاومة شرسة لا يتوقعها، وسيتكرر مشهد الهزيمة النكراء للكيان الصهيوني الغاصب صبيحة السابع من تشرين، وسيصبح الكيان وجيشه المهزوم وقادته وأجهزته الأمنية والعسكرية أضحوكة أمام العالم، وستنتصر غزة والمقاومة وفلسطين بإذن الله تعالى.

ـــ في ظل استمرار العدوان وما سينتج عنه، ما هو مصير القضية الفلسطينية برمتها ومبدأ حل الدولتين؟

أولاً وقبل كل شيء لابد من العمل بكافة السُبُل والوسائل لوضع حد للمأساة والكارثة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة بشكلٍ خاص نتيجة الحرب الوحشية والعدوان الصهيوني المتواصل، والعمل فوراً على وقف العدوان ضد القطاع، وكذلك وضع حد لكل ما يتعرض له أبناء شعبنا في القدس المحتلة والضفة الغربية من اعتداءات وجرائم وعمليات قتل واعدام ميداني، واعتقالات وتعذيب وتعسَُف، ووقف عربدة وكافة اعتداءات واقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، ومن ثم العمل الجاد والشامل لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأؤكد لكم أنَّ الشرق الأوسط والمنطقة والعالم لن يشهدوا أي نوع من الاستقرار، طالما استمرت مظلومية الشعب الفلسطيني وتواصلت اعتداءات وجرائم وتوحش العدو الصهيوني ضد شعبنا المظلوم وأرضنا ووطننا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، استمرت، وكذلك طالما لم يتم تحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية، ولابد من فتح الأفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، وتفكيك كافة المستوطنات، وهذا هو الحل المقبول فلسطينياً وعربياً والممكن للتسوية العادلة وفق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، والتوصل إلى حل طويل الأمد وعادل للقضية الفلسطينية. وإننا نطالب كافة القيادات والقوى والفصائل الفلسطينية بالعمل سريعاً على توحيد الصفوف وإنهاء الانقسام وإعلاء مصلحة فلسطين والقدس وغزة والضفة فوق كل اعتبار، على أمل تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.

ـــ هناك 3 مقترحات المعروضة من أمريكا بشأن قطاع غزة كالتالي: وجود قوات من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدير قطاع غزة. أو: نشر قوات حفظ السلام في قطاع غزة.

أو: إدارة مؤقتة لقطاع غزة تحت رعاية الأمم المتحدة. برأيك أي سيناريو أقرب إلى الواقع؟

ليس هناك أي سيناريو من هذه السيناريوهات قريب إلى الواقع، أو له علاقة بالواقع لا من قريب ولا من بعيد، ولا حتى بالاحتمالات، إنما هي مجرد أحلام وأوهام للعدو الصهيوني، وجميع الاقتراحات المذكورة مرفوضة فلسطينياً، وهناك إجماع فلسطيني على رفض كافة المشاريع أو الخطط و المقترحات الأميركية والغربية أو الإسرائيلية، سواء التي ذكرتها أعلاه، أو مما يتحدث حوله قادة العدو من خطط ومؤامرات، ونعتبر أنَّ جميع هذه الخطط والسيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ونحن كشعب فلسطيني لسنا بحاجة لقوى غربية وخارجية تأتي لإدارة شؤوننا الذاتية، وجميع هذه الأطراف والقوى والدول هي بالأصل دول استعمارية، وخاصة بريطانيا وفرنسا، اللتان كان لهما الدور الأكبر في تجزئة وتقسيم عالمنا ووطنا العربي والإسلامي عبر خطتهما واتفاقيتهما المعروفة (سايكس بيكو)، أما بريطانيا فهي الدولة الاستعمارية التي منحت العصابات اليهودية والصهيونية والاحتلال المجرم (وعد بلفور)، واحتلت بلادنا ووطننا منذ عام ١٩١٦ حتى العام ١٩٤٨، وهي التي مهدت الأرض وجهزت البنية التحتية لنكبتنا الكبرى وتأسيس ونشأة الكيان الصهيوني الاستعماري، وأميركا وألمانيا وجميع الدول الغربية شريكة في العدوان المتواصل ضد شعبنا المظلوم، وشريكة في صناعة نكباتنا المتتالية من النكبة الكبرى عام ١٩٤٨، حتى نكبتنا ومصيبتنا الحالية بالعدوان الوحشي البربري الحالي.

ــ كيف ترى فكرة إدارة عربية دولية لقطاع غزة؟

أيضاً هذا الأمر مفروض فلسطينياً، وهناك اجماع وطني على رفض ذلك، فلسنا بحاجة لمن يأتي لقيادتنا وإدارة شؤوننا، وأعتقد أيضاً أنَّ هذا الأمر مرفوض من معظم الدول العربية، والجميع يعلم أنَّه لدينا سلطة وطنية شرعية، وقيادة وطنية تاريخية شرعية، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد والتاريخي لشعبنا، وأي تصور لوضع قطاع غزة بعد انتهاء العدوان، فهو شأن فلسطيني خالص، ويجب أن يتم بالتوافق بين جميع القوى والفصائل الفلسطيني وستكون الكلمة الفصل هي لجماهير شعبنا، ومن الطبيعي أن يعود قطاع غزة إلى حضن السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو بالأصل تحت ولايتها القانونية والرسمية والشرعية منذ نشأتها عام ١٩٩٤، وهناك اجماع وطني فلسطيني على ضرورة العمل فورا على تشكيل حكومة وفاق وطني أو حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

ــ رغم معرفة العدو المُسبقة بحجم الخسائر في صفوف المدنيين الآمنين في مخيمات قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا، إلا أنه يقوم بعمليات قصف متكررة لمخيمات اللاجئين، لماذا يفعل ذلك برأيك؟

العدو الصهيوني المجرم يعمل في عدوانه في سياق مخطط اجرامي كبير لم يكن وليد اللحظة، أو نتيجة عملية طوفان الأقصى البطولية يوم السابع من أكتوبر / تشرين أول، وعلى رأس هذا المخطط الاجرامي القضاء نهائياً على قضية اللاجئين الفلسطينيين وبالتالي شطب حق العودة بشكل نهائي، ولذلك فهو يقوم بتكرار عمليات القصف المتوحش لكافة مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، واستهدف بالقصف والعدوان الوحشي وبشكلٍ مقصود ومُتعمد كافة المخيمات مخيم رفح وخانيونس ودير البلح والمغازي والبريج والنصيرات والشاطئ وجباليا، وإضافة للمخيمات الثمانية فقد واصل قصف المجمعات والمربعات السكنية للاجئين مثل حي النصر والشيخ رضوان شمال غرب غزة، ومشروع بيت لاهيا المجاور من ناحية الشمال لمخيم جباليا، وحي الأمل غرب مخيم خانيونس وتل السلطان غرب رفح، وغيرها من الأحياء والتجمعات السكنية للاجئين في كافة مدن القطاع، مع العلم أنَّ ٨٠٪ من سكان القطاع هم أصلاً من اللاجئين الفلسطينيين الذين تعود أصولهم إلى المدن والقرى الفلسطينية المحتلة عام ١٩٤٨، التي هُجِّروا منها هم أو أجدادهم وأباءهم، مع تركيزه الشديد المتعمد والمقصود على مخيمي جباليا أولاً والشاطئ ثانياً، وذلك لما للمخيمين المذكورين من تاريخ وسجل نضالي حافل في المواجهات مع العدو منذ الاحتلال الصهيوني للقطاع عام ١٩٦٧، خاصة أنَّنا نطلق على مخيم جباليا، تسمية (مخيم الثورة)، وهو المخيم الذي أذل الإرهابيان المجرمان شارون وموشي دايان، وأذل رؤساء أركان وقادة وضباط وجنود جيش العدو وجميع قادته ضباطه وجنوده، وكانت صحافة العدو ووسائل اعلامه تقول عنه عقب احتلاله عام ٦٧: (الجيش الإسرائيلي يحتل مخيم جباليا في النهار، والفدائيون يحررونه في الليل، ثم نعود لاحتلال بالنهار، وهم يعودون لتحريره بالليل). وهذا الكلام ينطبق أيضاً على مخيم الشاطئ وكافة مخيمات القطاع الثمانية، حيث كانت طيلة الوقت مخيمات اللاجئين وكافة تجمعاتهم السكنية هي خزَّان الثورة والمقاومة الفلسطينية التي ترفد الثورة الفلسطينية وكافة الفصائل الفلسطينية بالزخم الثوري والمدد البشري. ولهذا فإنَّ المخطط الجاري تنفيذه حالياًَ يستهدف تدمير كافة مخيمات اللاجئين الفلسطينية ومجمعاتهم ومربعاتهم السكنية في قطاع غزة، مخطط قديم جديد، وليس وليد اللحظة في محاولة من جيش وحكومة العدو للقضاء نهائيات على أي رمزية لقضية اللاجئين، وارغام اللاجئين الفلسطينيين على النزوح تحت التهديد بالقتل وتدمير البيوت، نحو جنوب القطاع ثم دفعهم بقوة النيران والقتل والاجرام للنزوح نحو سيناء، والعدو المجرم لا يبالي بحجم الخسائر والضحايا في صفوف المدنيين من الأطفال والنساء والرُّضَّع والفتيات والشيوخ والمرضى والمسنين من اللاجئين خصوصاً وأهالي القطاع عموماً، ويواصل ارتكاب مجازره البشعة بحقهم وسيستمر في ذلك حتى تتوقف الحرب والعدوان الوحشي الذي يشنه لليوم السابع والعشرين على التوالي ضد أهلنا في قطاع غزة المحاصر، وقد سبق للعديد من وزراء حرب القطاع ورؤساء أركان جيشه المجرم عقب احتلا القطاع عام ١٩٦٧ وخلال حقبة السبعينات تدمير معظم مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، وارغامهم ودفعهم للهجرة والنزوح نحو سيناء أو الأردن، وتم انتزاع مئات العائلات بالقوة من مخيماتهم في القطاع والقاءهم في العريش وسيناء حينما كانت محتلة، لكن كافة مخططاتهم باءت بالفشل، وبقى الفلسطينيون صامدون في مخيماتهم وأرضهم ووطنهم، بل كانوا يعيدون بناء ما يدمره الاحتلال الذي كان يعود لتدمير ما بنوه، ثم هم يقومون بإعادة البناء مجدداً.

وأؤكد أنَّ شعبنا الفلسطيني البطل، ومهما ارتكب العدو الصهيوني المجرم من جرائم بشعة في حقه لن يسمح بتصفية قضيته الفلسطينية الوطنية العادلة المظلومة، ولن يمسح بتصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، وسيبقى شعبنا صامد مرابط فوق تراب أرضه ووطنه المقدس، ولكن لابد من العمل سريعاً وعاجلاً لوقف العدوان الاجرامي الصهيوني الذي تجاوز كافة الخطوط الحمراء، حيث يواصل العدو ارتكاب مجازره الوحشية ضد شعبنا، حيث لا يقل عدد الشهداء يومياً عن ألف شهيد، وبات من الواضح للعيان أن العدو يقوم بتنفيذ مخطط اجرامي للتطهير العرقي والعنصري والإبادة الجماعية لشعبنا، وهو يعتقد أنَّه، وكذلك تدمير كافة مخيمات اللاجئين الثمانية وتسويتها بالأرض.. ونرجو من القيادة المصرية الحكيمة العمل بكل قوتها لوقف العدوان الاجرامي، وتشكيل قوة ضغط عربية وإقليمية يكون لها دور مؤثر للعمل فوراً على وقف العدوان ووقف المجازر وعمليات الإبادة والحصار والتجويع والقهر والتطهير العرقي التي يتعرض لها شعبنا المظلوم.

ــ كيف تنظرون لنجاح الجهود المصرية بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة؟

نشكر لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وللقيادة والحكومة المصرية، الجهود الكبيرة التي قاموا بها من أجل ممارسة أقصى الضغوط على سلطات الاحتلال وعلى الإدارة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي من أجل إدخال المساعدات الطبية من الأدوية واللوازم والمستهلكات الطبية والمواد الغذائية الأساسية والإنسانية، وقد تم بالفعل حتى ادخال قرابة ١٠٠ شاحنة، ولكن العدو المجرم مازال يمنع ادخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بالمستشفيات، والتي تعطل أكثر من نصفها تقريبا عن العمل نتيجة لنفاذ كامل مخزونها من الوقود ومن الأدوية واللوازم والمستهلكات الطبية، ولكن الكميات التي تم السماح بإدخالها حتى اللحظة من المساعدات الطبية والغذائية، تعتبر كميات ضئيلة للغاية، وهي ليست سوى قطرة في بحر الاحتياجات الأساسية التي تحتاجها جميع المستشفيات في قطاع غزة وكذلك الأمر فيما يتعلق بالمساعدات الغذائية، حيث أنَّ قطاع غزة كان قبل العدوان يستقبل ٥٠٠ شاحنة يومياً من البضائع والمواد الغذائية والاستهلاكية الأساسية ولوازم المعيشة والحياة الإنسانية، رغم أن القطاع كان خاضعاً منذ أكثر من ٢٣ عاماً للحصار الصهيوني، وكانت تلك الخمسمائة شاحنة لا تكفي احتياجات القطاع، فما بالك اليوم، وفي ظل العدوان الوحشي والبربري التدميري وحرب الإبادة والتطهير العرقي التي يقوم بها العدو الصهيوني، فإنَّ مجموع الشاحنات التي دخلت حتى الآن لا تسد سوى جزء بسيط للغاية من الاحتياجات للمستشفيات وأهالي القطاع، علماً أنَّ جميع المستشفيات باتت تستهلك في ظل العدوان من الأدوية والمهمات واللوازم والمستهلكات الطبية في اليوم الواحد مقدار ما كانت تستهلكه خلال شهر قبل العدوان، وللعلم فإن العدو المجرم منع الأونروا والصليب الأحمر الدولي، من تزويد مستشفيات مدينة غزة وشمال القطاع وأماكن إيواء النازحين بزي شاحنة من شاحنات المساعدات الطبية والغذائية، وهدد بقصفها في جال توجهت إلى مدينة غزة.

ولذلك فإننا نأمل ونرجو فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن القيادة والحكومة المصرية ومن جميع القادة العرب ممارسة أقصى درجات ومستويات ضغوطها على الإدارة الأميركية وأوروبا والأمم المتحدة وجميع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة والمؤثرة، للضغط على سلطات الاحتلال لإدخال جميع احتياجات مستشفيات وأهالي القطاع من المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وكذلك لإخلاء جميع الجرحى ممن هم في حالات صعبة وحرجة وجميع الجرحى والمصابين والمعاقين الذين باتوا بحاجة ملحة للعلاج في مستشفيات مصر والخارج، والضغط بكل قوة من أجل وقف العدوان وحرب التطهير العرقي العنصري ضد أبناء شعبنا المظلومين.

وأنتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر والامتنان باسم جميع أبناء الشعب الفلسطيني، إلى الشعب المصري الطيب الأصيل الذي عبرَّ ويعبر عن تعاطفه وتضامنه الشديد ونصرته لأبناء شعبنا وأهلنا المظلومين في قطاع غزة، ودعمه ومساندته للقضية الفلسطينية ولأهلنا في القدس والضفة الغربية المحتلة والخروج بالتظاهرات المليونية الحاشدة نصرةً لغزة والقدس وفلسطين، وغضباً ضد العدوان الصهيوني الاجرامي ضد غزة، وأيضاً أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان لجميع أبناء الشعب المصري الذين نظموا واشتركوا في حملات التبرع المادية وبالدماء لأخوتهم في غزة في الجامعات وكافة المدن والمحافظات المصرية، ولكل الشبان والفتيات المصريين الأبطال الشجعان الذين رابطوا ومازالوا يرابطون أمام بوابات معبر رفح المصري للمشاركة في عملية الضغط الشعبية على المجتمع الدولي لإرغام العدو لرفع الحصار الصهيوني الظالم عن معبر رفح وقطاع غزة وفتح المعبر وإدخال قوافل المساعدات إلى غزة، ومساهمتهم الفعالة في تعبئة وشحن ونقل وإدخال شاحنات المساعدات إلى القطاع. وهذه هي مصر العظيمة التي نعرفها ونحبها ونعتز بها، مصر الشقيقة الكبرى سندنا وجدارنا وقلبنا النابض بالحب والحياة والأمل، مصر الكبيرة العظيمة التي نعتبرها عمقنا القومي والعربي، والتي تسكن قلوبنا ووعينا وعقولنا، كما تسكن غزة والقدس وفلسطين المظلومة عقول وقلب ووعي وضمي جميع المصريين.. ونؤكد على أنَّ القاهرة هي عاصمة الديبلوماسية العربية والإسلامية والإقليمية، وأكثر العواصم العربية والإسلامية الإقليمية حضوراً وتأثيرا في ملف الصراع العربي الإسرائيلي وفي ملف القضية الفلسطينية، وتقف سداً وحصناً منيعاً أمام كافة محاولات العدو مدعوماً من أميركا والغرب لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم ووطنهم، وصناعة نكبة جديدة ثالثة للفلسطينيين.. شكراً لمصر الحبيبة رئيساً وقيادةً وحكومةً وأجهزةً سيادية وشعباً.

ــ تعليقكم على قصف جيش العدو لموقع مصري على الحدود المصرية الفلسطينية؟

هذا أمر متوقع القيام به من جيش العدو، وقد سبق وأن حذرت في حوارات وتصريحات سابقة باحتمال وقوع مثل هذا الحادث، وربما يتكرر الحادث أكثر مرة ومرتان، وذلك في سياق المخطط الشيطاني الذي يسعى العدو الصهيوني المجرم لتنفيذه عبر حرب التطهير العرقي التي يقوم بها، لإرغام أبناء شعبنا الفلسطيني ودفعهم نحو منطقة الحدود الفلسطينية المصرية الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، تحت وطأة القصف والعدوان الاجرامي والقتل الوحشي وحرب التطهير العرقي وعمليات الابادة والمجازر التي يقوم بها، ليرغمهم على النزوح من أرضهم ووطنهم نحو سيناء، في أبشع عملية تطهير عرقي يشهدها العالم في تاريخنا المعاصر، بمشاركة كاملة ودعم ومساندة من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا والغرب، ولكي ينجح العدو في مخططه الشيطاني سيتعمد إلى تكرار قصف المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر، وأتوقع أن يكرر (أخطاءه المقصودة) باستهداف أبراج مراقبة ومواقع ومراكز مصرية على الحدود، وأتوقع أن يستهدف عن عمد مع سبق الإصرار الجدار الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر لهدم أجزاء منه، بالتزامن مع تكثيف غاراته وعدوانه وقصفه الهمجي وتدميره لقطاع غزة وارتكاب المزيد من المجازر الجماعية والوحشية بحق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء العُزَّل والتي فاقت كل حد وتصور، حتى يضع أهالي غزة بين خيارين: إما القتل في المجازر الوحشية التي يرتكبها كل يوم، أو الفرار والنزوح والهجرة الجماعية القسرية نحو سيناء، ولكن أهلنا البواسل الأبطال في غزة وجميع المرابطين على أرض فلسطين، يرفضون مطلقاً كافة مخططات العدو لتهجيرهم وطردهم وابعادهم عن أرض فلسطين، ولن ينزح أو يغادر فلسطيني واحد من غزة نحو سيناء أو من القدس المحتلة والضفة الغربية نحو الأردن مهما كان ثمن الصمود غالياً في مواجهة ألة العدوان والحرب والاجرام والمجازر الصهيوني ، لأن خيار جميع الفلسطينيين، هو: إما النصر أو الشهادة.

ـــ ماذا حققت "حماس" من أهداف لصالحها وماذا فقدت؟

منذ بدء العدوان الاجرامي الصهيوني ضد قطاع غزة، تقوم "حماس" عبر جناحها العسكري كتائب القسام، وكافة فصائل وأجنحة المقاومة الفلسطينية بواجبها الوطني والأخلاقي والشرعي في الدفاع عن شعبها ووطنها وأرضها ومقدساتها، و لا خيار أمام المقاومة الفلسطينية سوى الدفاع عن شعبها وأرضها ومقدساتها، أمام الحرب الوحشية البربرية التدميرية التي يشنها العدو الصهيوني ضد أهلنا في قطاع غزة، ولم تكن عملية طوفان الأقصى البطولية يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول، سوى رد فعل على حجم الجرائم والاجرام والعربدة والتوحش التي مارسها العدو ضد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة وعلى رأسها تكرار الاقتحامات والعدوان ضد المسجد الأقصى المبارك وضد الحرم الإبراهيمي الشريف، وتنفيذ الاعدامات الميدانية لأبنائنا وبناتنا في القدس والضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة، وتكرار الحروب والاعتداءات الصهيونية ضد قطاع غزة، وانتهاك العدو الصهيوني لكافة قرارات الأمم المتحدة وانتهاكه للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وارتكابه كافة أشكال جرائم الحرب ضد شعبنا، وجرائم إرهاب الدولة المُنَّظم، ومختلف أشكال الجرائم ضد الإنسانية، وكل ما يمارسه العدو الصهيوني في القدس المحتلة والضفة والقطاع يندرج في سياق عمليات الإبادة المُنظَّمة والتطهير العرقي والتمييز العنصري.. ونؤكد على أنَّ جميع الفلسطينيين هم ضحايا الاجرام والتوحش الصهيوني، ولابد للعدوان الصهيوني ضد شعبنا المظلوم من التوقف فوراً.

ــ كلمة أخيرة تودون قولها:

نوجه التحية للشعب المصري الشقيق، ولكافة شعوبنا العربية والإسلامية على وقوفهم ومساندتهم ولكافة الجماهير والشعوب الحرة لشعبنا المظلوم في مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي البربري، ونحيي على وجه الخصوص جميع الشبان والفتيات المصريين الأبطال البواسل المرابطين على أبواب معبر رفح للضغط على المجتمع الدولي لإرغام العدو لرفع الحصار عن معبر رفح وفتح المعبر كالمعتاد وإدخال قوافل المساعدات بسلاسة، ونشكر الشعب المصري على تظاهراته المليونية التي خرجوا بها تعبيراً عن غضبهم مما يحدث لغزة من عدوان ومجازر وحشية وعمليات تطهير عرقي، ولمشاركتهم في حملات التبرع بالدم وبالمال والتبرع العيني، وتسيير قوافل الدعم والإغاثة والمساعدات الدوائية والطبية والغذائية للقطاع، وكذلك نوجه الشكر لجميع الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين خرجوا في تظاهراتهم ومسيراتهم المليونية الحاشدة التي باتت تشهدها معظم عواصم ومدن العالم، احتجاجاً على جرائم ووحشية العدو الصهيوني وادانةً لاستمرار العدوان الصهيوني البربري ضد قطاع غزة.

وأود أن أنوه إلى أنَّ الأوضاع في قطاع غزة وصلت إلى أقصى درجات الكارثية والمأساوية على المستوى الإنساني، حيث يواصل العدو المجرم استهداف المخابز والمستشفيات والمراكز الطبية والمدارس ومراكز الايواء وفرق وسيارات الإسعاف والدفاع المدني وموظفي الأونروا والأطباء والمهندسين والصحافيين والمسعفين والفرق الطبية ومراكز إيواء المسنين والعجزة والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ومراكز إيواء النازحين، وأبار وخزانات المياه والمقابر والمزارع والشوارع والبيوت والعمارات والأبراج السكنية، وقد حوَّل العدو قطاع غزة من سجن كبير، إلى مقبرة كبيرة.، بعد أن قضى على كافة ملامح وأشكال الحياة، وبعد أن دمَّر ما لا يقل عن نصف مليون وحدة سكنية، واغتيال أكثر من ٢٠ ألف شهيد، نصفهم مازالوا تحت الأنقاض، واصابة أكثر من ٣٠ ألف جريح، وبات كل إنسان في قطاع غزة ينتظر دوره في الشهادة.