ارتفاع تكاليف شحن الوقود من الشرق الأوسط إلى أفريقيا.. ما السبب؟
قفزت أسعار شحن المنتجات النفطية المكررة مثل: "البنزين والديزل" من الشرق الأوسط إلى شرق أفريقيا لأعلى مستوى في ثلاثة أشهر، وفقاً لبيانات بورصة البلطيق.
في الإطار ذاته، ارتفعت الأسعار على مسار "تي سي 17 (TC17)"، والذي يقيس تكلفة شحن حمولة حجمها 35 ألف طن تقريباً، بنحو 28 نقطة مقارنة بمستواها الأسبوع الماضي، لتبلغ بذلك 276.43 نقطة على المعيار العالمي حتي يومنا هذا.
المعيار العالمي
في غضون ذلك، يعد هذا أعلى مستوى لأسعار الشحن منذ أكتوبر 2023، وتوضح نقاط المعيار العالمي النسبة المئوية للمعدل الثابت والمحدد مسبقاً للمسار، وفق بلومبرغ.
في إطار متصل، أوضح بنك "غولدمان ساكس" أن شحنات النفط المنقولة عبر البحر الأحمر انخفضت بواقع 900 ألف برميل يومياً منذ بدء الاضطرابات على الممر البحري الرئيسي، وهو ما يعادل انخفاضاً بنسبة 15% على أساس المتوسط المتحرك لـ14 يوماً.
قناة السويس
هذا، وتوصلت "غولدمان" إلى هذا التقدير استناداً إلى بيانات تتبع السفن التي تعبر قناة السويس والصادرة عن شركة “كبلر”، حيث يجب تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال لرصد السفينة والشحنة.
من ناحيتهم، محللو البنك، بمن فيهم دان سترويفن، في مذكرة بتاريخ 10 يناير الجاري، يقولون إن أسعار شحن ناقلات النفط الملوث للبيئة ارتفعت بمقدار دولار واحد للبرميل منذ بداية الاضطرابات.
أسعار الشحن تنعكس على سوق النفط
يدفع ارتفاع أسعار الشحن مشتري الخام في آسيا إلى التحول لشراء مزيد من نفط الشرق الأوسط، وهو ما يدعم بدوره أسعار السوق الفورية.
وقال المتعاملون إن القفزة في أسعار الشحن المدفوعة بموجة من حجوزات السفن، تجعل الخامات التي تُشحن لمسافات طويلة مثل التدفقات الأميركية مكلفة للغاية على المستهلكين الآسيويين. وأدى ذلك إلى زيادة إقبال المشترين على البراميل الفورية من الخليج العربي، مما عزز علاوات الشحن وساعد على دعم السوق في الوقت نفسه.
شهدت أسعار النفط تقلبات ملحوظة منذ بداية العام، حيث يُقيم التجار توقعات الطلب، فضلاً عن مجموعة كبيرة من التوترات الراهنة في الشرق الأوسط، ومن ثم سلّط قرار المملكة العربية السعودية بخفض أسعار النفط الرسمية المشحونة إلى آسيا الضوء على الضعف الكامن في السوق، لكن القفزة في أسعار الشحن يتردد صداها الآن في السوق.
اقرأ أيضًا: 8 موافقات حكومية خلال الاجتماع الأسبوعي.. تعرف عليها
نقص عدد الناقلات المتاحة
تعززت أسعار الشحن خلال الأسبوع الماضي إثر موجة من حجز الناقلات العملاقة المخصصة للرحلات الطويلة من قبل شركة "سينوكور ميرشنت مارين" (Sinokor Merchant Marine)، مما قلص توافر السفن في السوق. وارتفعت أسعار الشحن للرحلة من ساحل الخليج الأميركي إلى الصين لتصل إلى 9.86 مليون دولار يوم الثلاثاء، بزيادة مليوني دولار تقريباً عن الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات بورصة البلطيق.
كما أعطت الهجمات على السفن في البحر الأحمر دفعة إضافية لأسعار الشحن، حيث شن المتمردون الحوثيون في اليمن واحدة من أكبر هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة حتى الآن على ممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، ما يسلط الضوء على التوترات المستمرة في المنطقة.
ولا يتوقع محللو "إنرجي أسبكتس" تطبيق "زيادات مماثلة في أسعار الشحن على مدار الأسبوع، بل ستحافظ على ارتفاعها قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة على خلفية تراجع عدد سفن الشحن المتوفرة، والمعنويات القوية عموماً، وعراقيل عمليات الشحن من سفينة إلى أخرى الناجمة عن ظروف الطقس". وتجدر الإشارة هنا إلى أن يوم 15 يناير هو عطلة فيدرالية في الولايات المتحدة.