الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 08:11 مـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

د أيمن المحجوب يكتب ..موتوا بغيظكم أيها البؤساء

موتوا بغيظكم أيها البؤساء

بقلم : أيمن رفعت المحجوب
أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
جامعة القاهرة

كل فترة تظهر وتختفى تيارات سياسية وقوى ثورية وغير ثورية ونفر نعرفهم ونفر لا نعرفهم على أشكال متعددة، جديدة وقديمة وتندمج وتتحالف ثم تنفصل وتتناحر ، وذلك للوصول الى إفشال الحراك الديموقراطي والسيولة السياسية .

ولكن يظل لكل من يدرس حالتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية بعد الثورة وحتى الآن فى 2024 ، ويتتبع الأشخاص أولى المظاهر منا فى أعمالهم وأقوالهم ونتائج أفكارهم والطرق التى يسلكونها لبلوغ أغراضهم من الحاكم الحالى او القادم ، ومقدار ثباتهم على المبادئ من عدمه أو تغيير سياستهم والتنازلات التى يجودون بها لترقية الوطن ،
و مطالبة الدول الغربية وأمريكا للتدخل فى شأن مصر الداخلى (حسب قولهم) ، وكيفية معاملاتهم السياسية وغبنهم فيها أو ربحهم منها ، وقعودهم عن محاولة إظهار كفاءتهم فى العمل الوطنى وخدمة الشعب..!!!!!!!!

ثم يمعن نظره فى درجة الشعبية فى الشارع المصرى فى حب الوطن ، فيقدر ما لها من الكفاءات المتنوعة بالنسبة لما سيثقل به المستقبل كاهلها من الواجبات ، ويرقب حال الشارع المصرى البسيط ووقوفه عن التطور إلى حال تتفق مع التطورات الأخرى التى حدثت بعد ثورة يناير 2011 ويونيو 2013 وحتى اليوم مما قد ما الرئيس وإدارات الحالية .

ثم يمعن ليطيل النظر فى كل هذه المسائل تفصيلاً وإجمالا، فيدخل إلى نفسه اليأس لان صلاحيتنا قادمة لا محالة عاجلاً او آجلا إلى ما نطلبه من التقدم وحياة أفضل وحرية العيش والعدالة الاجتماعية، فيزداد بؤسا على يأسه.

هذا النوع من الرجال لا يحفظ لنفسه هذه النتيجة المظلمة والمغرضة والتى وضعها على أسس متخلفة ، بل يجود بها كل يوم على خلطائه ومجالسيه كلما قرأ فصلاً عن استقرار الأمة وانجازات جيشها وشرطتها المدنية وشعبها الجسور فى معارك التنمية وحرب الإرهاب الأسود والأحمر ، بعد يونيو 2013 وحتى الحفاظ على حدود مصر و فلسطين 2023/24، أو رأى مظهره تؤيد القول بسلطة الأمة فى مجلس النواب والرئيس.

وأقل ما يجود به لسانه الطاهر على قومه ، إن الصحف والإعلام مضللان ، تصوغ أقيسة مقدماتها من الخيال ، وإن هذه الأمة لا تنفع ، وإذا كان من عادة هذا البائس المجاملة
فى القول، أدخل نفسه فى عداد من يرميهم بالصغار والقعود عن إعلاء كلمة الوطن وحق المواطن، فيقول هؤلاء قوم لا سبيل إلى إصلاحهم وأولهم أنتم.

إن نوعية هذا المفكر البائس الذى قصر نظره عن العيش
فى ماضى الأمة القريب ، وضاقت نفسه عن الصبر ، وخلت أقيسته من كل المقدمات العلمية والمنطقية للتطور ، وأنبئت على ظاهر من الحوادث الافرادية التى تحصل فى كل أمة
فى مراحل التحول الديموقراطي والتنمية والحرب الداخلية والخارجية معا وفى نفس الوقت.

منا هذا النوع للأسف ، ومنا صنف آخر هم ساسة الصدفة أو ساسة المناظر والابواب المغلقة ، لا المبادرة وهم لنكد الطالع كثيرون ، ذكرونى ببعض حكام ومفكرى ما قبل الثورة ، والذين أكدوا أن مصر غير مؤهلة للحرية أو الديمقراطية، انظر أين هم الآن ....!!!!

فهؤلاء تسأل أحدهم عما إذا كان سوف يناضل او يمارس العمل العام من أجل تطبيق أفكارا العظيمة ، فيجيبك أى عمل و أى ممارسة سياسية تريدني أن أحضر فيه..؟؟؟؟؟؟

أنا أربأ بنفسى دائماً عن التعامل مع العامة (بل أنا مفكر). يفخر بذلك فى مجلس الأصدقاء والتى يكون هو المدير فيه، هو صاحب الكلمة الأوحد ، وليس لأعضائه إلا السمع والطاعة والتصديق على ما يقال، كأحاديث الباشاوات المخلوعين عقب ثورة يوليو 1952.....!!!!!

ونسى أن هذا كان فى الماضى البغيض ، وأن هناك ثورات قد حررت الأفواه وأطلقت العقول.
هؤلاء نقول لهم " صفحة طويت ولن تعود " ، ان مصر ذهابه إلى الأمام ، موتوا بغيظكم أيها البؤساء.