الطريق
الخميس 9 مايو 2024 05:42 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مصر أرض الشفاء والطب

د.علي المبروك أبوقرين
د.علي المبروك أبوقرين
القاهرة

عرفت البشرية الطب وأصول مهنة الطب والممارسة العلمية في التشخيص والعلاج منذ 3300 عام قبل الميلاد، من خلال الطب المصري القديم منذ أيام أب الطب أمحوتب، ودونت الكثير من البرديات الوصفات الطبية، والأعراض المشتركة لبعض الأمراض، والتشخيص والعلاجات والجراحات، والمعدات الطبية المستخدمة، ودرس بها أبقراط.

وقال أفلاطون إن التعليم المصري يجعل الطلاب أكثر يقظة وإنسانية، وأوصى طلابه بالذهاب لمصر، وعرفت العديد من المدن المصرية بشهرتها الطبية، ومنها هليوبوليس وطيبة وعين شمس وممفيس، وتأسست أقدم جامعة مستمرة إلى يومنا هذا وهي جامعة الأزهر وكلياتها الطبية المنتشرة الآن، وشيد في مصر أول مستشفى متكامل بأقسامه وتخصصاته عام 872 م جنوب غرب الفسطاط وعرف بمستشفى ابن طولون، وفي العصر الحديث منذ مايقرب من قرنين تأسست مدرسة الطب بأبي زعبل.

ثم انتقلت للقصر العيني الذي أصبح أكبر وأقدم كلية طب في العالم العربي وإفريقيا، وكان مقصد من كل الدنيا للتعلم والعلاج، وتوالت من بعده كليات الطب بعين شمس والإسكندرية وأسوان والمنصورة، إلى أن أصبحت اليوم منتشرة كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والتمريض والعلاج الطبيعي بجميع المحافظات والمدن على كافة التراب المصري، ومنها الحكومي والأهلي والخاص والأجنبي والمشترك، وتأسست معظم كليات الطب والعلوم الطبية والتمريض بمعظم الدول العربية والافريقية وغيرها على أيادي أساتذة مصريين عظماء يتمتعون بالكفاءات العلمية العالية.

وكان ولا يزال للطبيب المصري دور عظيم في تقديم الخدمات الصحية في الكثير من دول العالم، ولا يكاد يخلو بلد أو مستشفى، أو مركز بحوث طبية متقدم في العالم دون أن يكون بهم الطبيب والعالم المصري، وجيلي والأجيال التي سبقتني جميعها كانت الكنانة مقصدنا، وبها تعلمنا من معظم الدول العربية ومن باقي العديد من الدول، وكنا جنبا إلى جنب نشارك الطلبة المصريين الكرماء مقاعدهم، وننهل العلوم والمعرفة من أساتذتنا الاجلاء المصريين العظماء، ولازالوا قدوتنا في ممارسة الطب الإنساني وفن التواصل مع المرضى، وقدرة التفكير والتشخيص والعلاج، وبفضل علمائها استطاعت مصر أن تتخلص من أمراض عديدة، وساعدت بلدان أخرى، ومصر كان لها الدور الأساسي في تأسيس منظمة الصحة العالمية، وساهمت في كتابة دستورها، واستضافت المكتب الإقليمي لشرق المتوسط منذ انشائه عام 1949 إلى يومنا هذا، وداعمة له بكل ما يحتاجه من علماء وخبراء وبرامج، وتأسست أول كلية للتمريض بالإسكندرية، التي ساهمت في تأسيس العديد من كليات التمريض بالدول العربية.


واليوم يشهد الطب والخدمات الصحية في مصر تطور غير مسبوق، وبإمكانيات كبيرة متطورة، ولمصر تجارب ناجحة في التأمين الطبي الشامل، وفي التخلص من فيروس C، ومكافحة جائحة الكورونا، والمبادرات الصحية الرئاسية المتعددة ومنها 100 مليون صحه، والكشف المبكر على الأمراض المزمنة والأورام، وتصفير قوائم الانتظار، وتشخيص وعلاج العديد من الأمراض النادرة والجينية والوراثية، وتتمتع مصر بالتصنيع المحلي لأكثر من 96% من أحتياجاتها وما تحتاجه الأسواق العالمية من الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية، وتقام في مصر على مدار العام المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية الطبية والصحية، ويقصدها المرضى من شتى البلدان لتلقي العلاج اللازم بأحداث الطرق والإمكانات والأساليب العلمية بجودة عالية، هذه مصر الكنانة مهد الحضارات وأرض الشفاء والطب والعلوم والثقافة، وتبقى مقصد وقبلة للتعلم والعلاج.


د.علي المبروك أبوقرين
عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية
عضو اللجنة الفنية الاستشارية لمجلس وزراء الصحة العرب