الطريق
الخميس 9 مايو 2024 08:25 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أوكرانيا.. هل انتهت اللعبة؟!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم: عبد الله عبد السلام

بينما العَالم مَشْغُول بالفُرْجَة على المَذَابِح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، دار الزمن دورته فِي جبهة مشتعلة أخرى من حروب العالم التي لا تتوقف. روسيا تستعيد قوة الدفع وتجبر الجيش الأوكراني على الانسحاب من مدينة استراتيجية شرقي أوكرانيا، ولا تقف عند ذلك، بل تواصل ضرباتها الموجعة على طول خطوط المواجهة البالغة ألف كيلومتر. هل خسرت كييف الحرب أم يعود الغرب لإنقاذها لتقف على رجليها وتناطح الدب الروسي؟

كان لافتا ما قاله قائد أوكراني مُبَرِّرًا الانسحاب: «فِي وقت يتقدم فيه العدو عبر السير فوق جثث جنودنا، ولديه قذائف أكثر منا بعشر مرات، هذا هو القرار الوحيد الصحيح». ولأن الروح المعنوية سلاح شديد الأهمية، فإن أوكرانيا تكاد تفقد هذا السلاح. كل ما يخرج عنها يدعو لليأس . الهجوم المضاد الذي روجت له ومعها الغرب، فشل فِي الصيف الماضي. استطاعت روسيا استيعابه. الجسر العسكري الغربي الذي أمدها بكل ما تحتاجه يكاد يتوقف. المواطن الغربي لم يعد يتحمل توجيه أموال طائلة وأحدث الأسلحة لأوكرانيا، بينما يعاني غلاء الأسعار ونقص السلع. مجلس النواب الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، يعرقل تقديم مساعدات بـ 60 مليار دولار لكييف.

كل ذلك انعكس على الميدان. كان هدف أوكرانيا استعادة ما احتلته روسيا بداية الحرب. الآن الهدف، الحفاظ على ما تبقى من أراضيها. الوضع على الجبهة بائس للغاية. جندي أوكراني أبلغ تليفزيون بلاده: «ماذا تفعل طائرة أوكرانية بدون طيار أمام قنبلة تزن طنا تضرب مبنى وتدمره؟». الوحدات الأوكرانية فقدت أفضل رجالها.

روسيا تخسر أعدادًا هائلة من الجنود لكنها تعوضهم بشكل متواصل. ليس لدى كييف هذه القدرة.

الأمر يشبه مباراة كرة قدم. يلعب فريق بشكل أفضل لكنه يهدر الفرص. يستغل خصمه ذلك، ويحول المباراة لصالحه.

راهن بوتين على الزمن وعدم قدرة أوكرانيا فِي المدى المتوسط ثم الطويل على مجاراة بلاده. وهذا ما يحدث.

ماذا لو جاء ترامب رئيسًا وتوقف عن دعم زيلينسكي وأجبره على الاعتراف بالأمر الواقع؟ لم يعد هذا لسيناريو خياليًّا. ربما تحقق بعد نوفمبر المقبل.